دعونا نقولها بوضوح ، وسط ضجيج الانتخابات وصراع الديكة السياسى الذى تورط فيه الجميع ، إسلاميون ، وغير إسلاميين ؛ (إنه ليس بثائر ، بل ليس بوطنى – فى عرفنا – من لم يطالب وبوضوح بالإفراج الفورى عن الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون منذ قرابة ال 20 عاماً فى سجون العدو الأمريكى) ؛اما لماذا؟ فالاجابة باختصار هى ان هذا الرجل مظلوم من قبل اعتى مجرمى الارض ممن لادين ولا اخلاق ولاامان لهم ، لقد كتبنا فى هذا المعنى قبل عامين ( عام 2009 ) وفى ذروة جبروت الرئيس المخلوع وأجهزة أمنه ، وكان مقالنا يحمل عنوان (الشيخ الذى غدر به الجميع) ونشرته العديد من المواقع والصحف (مثل صوت الأمة) ؛ واليوم نعيد التأكيد على ذات المعنى ، ولكن فى أجواء الثورة المصرية المجيدة التى كان لأمثال عمر عبد الرحمن ممن ضحوا بحريتهم دور فاعل فيها ، وإن أنكره البعض ، لكنه دور حقيقى ، لأن من تصدى فى الثمانينات والتسعينات (مثل الشيخ عمر عبد الرحمن) ولو بالكلمة لواشنطن ، ولنظام مصر العميل لها ، يعنى أنه ساهم وضحى فى سبيل أن تنجح الثورة ، ربما قبل أن يولد البعض ممن يدعون ملكية الثورة اليوم ؛ لقد كتبنا ونعيد الآن الكتابة لنؤكد أنه يجب الإفراج الفورى عن الشيخ ، ولنختلف ما شاء لنا الاختلاف مع فكر ومواقف الشيخ عمر عبد الرحمن الذي كان يطلق عليه مفتي جماعة الجهاد المصرية (ونحن من المختلفين مع التيار السلفى الذى ينتسب إليه الشيخ) ، ولكن المحنة التي يعيشها هذا الرجل منذ 20 عاماً في أحد أسوأ سجون واشنطن، تدفعنا - كما ينبغي أن تدفع أي إنسان يرفض الظلم - إلي المناداة بضرورة الإفراج الفوري عنه، خاصة وأننا أمام ادعاء عليه بجريمة لم تقع، واتهام لم يثبت، ولكنها الروح العنصرية الأمريكية التي يحاول البعض من مثقفينا اليوم أن يحدثوننا عن ديمقراطيتها الناصعة التي أتت بأسود (هو أوباما) إلي البيت الأبيض، رغم أن هذا الأسود أصبح مثل سلفه شديد البياض في عنصريته ضد حقوق العرب والمسلمين، وفي تأييد إسرائيل. * إن العنصرية الأمريكية مع هذا الشيخ الضرير، المجاهد بالفعل والقول ؛ فاقت كل حد، ومأساته مؤلمة بالفعل، ولتتخيلوا معي، شيخ أعمى يزيد عمره عن السبعين عاماً، مصاب بعشرات الأمراض (من سرطان البنكرياس والسكري إلي الروماتيزم والصداع المزمن مروراً بأمراض القلب والضغط وعدم القدرة علي الحركة إلا علي كرسي متحرك) وبلا مرافق وفي حبس انفرادي منذ سنين، مقطوعة اتصالاته بالعالم، بل إن المحامية الناشطة الحقوقية التي كانت تدافع عنه السيدة (إلين ستيورات 68 عاماً) تم سجنها بتهمة مساعدة الشيخ وتوصيل رسائله إلي أسرته وتلاميذه (أنظروا للعدالة الأمريكية وخفضوا قليلاً من توقعاتكم بشأن ديمقراطية أوباما وحبه المشبوه للثورة المصرية الوليدة !) هذا الشيخ بهذا الحال المؤلم، كيف له أن يعش باقي مدة سجنه؟ وكيف له ألا يصرخ عبر الهاتف لزوجته: "أعيش في كرب شديد ودعوات الأخوة الصالحين في مصر لا تصلني" وكيف لها أن تصله والجميع مستغرق حتى أذنيه فى صراع على السلطة والبرلمان فى مرحلة ما بعد الثورة ، على أية حال دعونا نؤكد ما سبق وقلناه قبل عامين : أولاً: الشيخ عمر عبد الرحمن ألقي في السجن بناء علي تهمة ظالمة، مثل أغلب المعتقلين العرب والمسلمين هناك وفي مقدمتهم معتقلي (جونتانامو)، تهمة قامت علي الوشاية، وتم استدراجه من الخرطوم بالسودان إلي واشنطن، والدفع بأحد الجواسيس الأمنيين المصريين التابعين للرئيس المخلوع حسنى مبارك عام 1994 لتوريط الشيخ في تهمة التحريض علي العنف وارتكاب جرائم ضد الحكومة الأمريكية، منها التحريض علي تفجير مركز التجارة العالمي، في تمثيلية وهمية لا تستند إلي أدلة مادية قاطعة،وحاول الرجل أن يدافع عن نفسه، فلم تساعده اللغة ولا القوانين ولا الروح العنصرية الأمريكية، ولعبت وقتها الحكومة المصرية دوراً في إثبات التهم عليه، ورفضت تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة، إننا إذن أمام مؤامرة علي رجل لم يرتكب جريمة، وكل تهمته أنه كان معارضاً سياسياً لنظام الحكم في بلده، وأعطاه القضاء قرار براءة في التهمة الوحيدة التي وجهت إليه إبان أحداث تنظيم الجهاد لعام 1981،مؤامرة في تقديرنا يراد بها أن تنتهي بإنهاء حياته وليس بالإفراج عنه . ثانياً : إن الرجل (الشيخ د. عمر عبد الرحمن) قد أكرمه الله مؤخراً باستشهاد ابنه (سيف الإسلام) فى أفغانستان أيضاً فى عدوان أمريكى مجرم ، وهو بهذا يعانى مرتين ، مرة فى حبسه لدى عدو قاتل ومرة فى تضحيته بأعز أبنائه إليه ، قتله ذات العدو ؛ قتله وهو بعيد عن حضنه بلا رحمة !! . ثالثاً : ما المطلوب الآن ؛ الإجابة ببساطة هى الدعوة إلى مليونية شعبية وطنية شاملة وليس (إسلامية فقط) ترفع شعاراً واحداً ، هو (ليس بثائر من لم يطالب بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن ، ومعتقلى جوانتانامو المظلومين) وأن يطالب المتظاهرون بأن يتم تضمين اسم الشيخ فى أى صفقة تبادل مصرية للجواسيس مع العدو الصهيونى .. وإذا لم يتم الاستجابة فلنحاصر السفارة الأمريكية بجد وليرفع عليها صور الشيخ عمر وعلم مصر ولتطرد سفيرتها وليجرى معها ما جرى مع سفارة الكيان الصهيونى ، هل هذا مطلب شاق عليكم أيها الثوار .. أما أنكم مشغولون بقضايا أخرى لا علاقة لها بالثورة المجيدة التى أشعلتموها وكان على رأس أولوياتها مطلبى:الكرامة – والحرية للمصريين..أليس الشيخ من أبناء هذا الوطن؟! أجيبونا من فضلكم ؟! .