شهد دفتر أحوال مديرية أمن الإسكندرية أمس عددا من الحوادث المتفرقة فالقتل والانتحار وانتحال الصفة كانت بسبب سوء الحالة الاقتصادية ، واليأس وضيق سعة اليد التي يعيشها المجتمع المصري الآن .. أما موت التاجر بسبب خلع أحد ضروسه فكان وراءها إهمال طبيب وسوء حالة المادة المخدرة المستخدمة لتخدير مرضى الأسنان. القضية الأولي كانت من بلاغ لشرطة النجدة بوفاة شخص انتحاراً في شقته بالدور الثامن بالعقار رقم 346 شارع تمثال المحمودية قسم شرطة محرم بك . نعم / فتحي السيد عبده 55 سنة (ميكانيكي) ضاق بالحياة وأصبح عاجزا عن توفير قوت يومه له ولأسرته فالأسعار نار ويوميته من ورشته لم تزد .. أظلمت الدنيا في وجهه فقرر الانتقال إلي حياة أخري ربما وجد الراحة .. وربما تخلص من عذابه اليومي وهو يرى الجوع والحرمان علي وجوه أطفاله وزوجته ... شنق نفسه علي باب غرفته ، لعل حكام هذا الوطن تأخذهم الشفقة والرحمة بمليون عم فتحي السيد عبده وبأطفالهم الجوعى المحرومين ... وينتهي الأمر بتصريح النيابة بالدفن واستكمال التحقيق ويبقي الجوع والحرمان لأطفال عم فتحي السيد عبده . وفي قسم الدخيلة يقدم شقيقان علي قتل زوج شقيقتهم لا لشيء إلا لأنه عجز عن دفع مبلغ كان قد اقترضه منهما . الشقيقان ظنا أن مماطلة زوج شقيقتهم نوع من أنواع التسويف أو الرفض في دفع ما عليه ، لم يظنا مطلقاً أن زوج شقيقتهم أصبح يعاني من ضائقة مالية كما يعاني الملايين من الشعب المصري وأن حيائه وخجله منعاه أن يقول لهم الحقيقة . كانت طعنتان فقط وجههما الشقيقان إيهاب مرسي 25 سنة عامل وحسني احمد مرسي 22 سنة عامل إلي علاء الدين محمود أحمد 40 سنة زوج شقيقتهما والمقيم بشارع الشباب دائرة قسم كرموز أردتاه قتيلاً في الحال لأنها أصابت القلب وأحد شرايينه في ساعده الأيمن وقبض علي الشقيقين ، وهكذا في ضربة واحدة خسرت الزوجة زوجها وشقيقيها بينما يقف المتهم الحقيقي الذي خرب اقتصاد هذا الوطن طليقا بعيداً عن الأنظار. ولأن الفقر والعوز والفاقة والجوع هم من سمات هذا العصر لذا لم يجد الشاب العاطل ماجد عادل بهجت البابلي من قسم الساحل بالقاهرة مفرا من أن ينتحل صفة ضابط شرطة. لكن يبدو أن ماجد عادل بهجت البابلي ارتكب خطأ بسيطا أوقع به عندما قرر نقل مسرح نشاطه من القاهرة إلى الإسكندرية ظنا أن الصيف بالإسكندرية مزدحم والرزق وفير. لكن ضباط قسم مكافحة جرائم ا لأموال العامة كانوا له بالمرصاد فقد تلقوا من قبل العديد من البلاغات من مواطنين تعرضوا للنصب والاحتيال من شخص ينتحل صفة ضابط شرطة بمديرية أمن الإسكندرية كان آخرها الاستيلاء على مبلغ 1600 جنية من بعض المواطنين مهددا لهم بصفته الأمنية. كان الكمين في شارع 45 قسم المنتزه بمنطقة العصافرة حيث ضبط ماجد البابلي وضبط معه كمية من الأقراص المخدرة و2 تليفون محمول. أحيل للنيابة لاتخاذ اللازم وهو يردد "هعمل أيه ياناس مش لاقي شغل وعايز أعيش" ومن القتل والانتحار والنصب والاحتيال إلى المستشفيات وما يحدث فيها من إهمال ومهازل في غيبة وغفلة من وزارة الصحة ودائما الثمن يدفعه الأبرياء. ففي مستشفى الإسكندراني بالإسكندرية لفظ كامل كمال علي 35 سنة أنفاسه الأخيرة وهو في كامل لياقته الصحية أثناء خلع بعض أسنان الفك العلوي. أطباء المستشفى تبادلوا الاتهامات أحدهم يقول جرعة بنج زائدة والآخر يقول صدمة عصبية وهبوط حاد بالدورة الدموية. ومهما كانت الأسباب فالنتيجة واحدة وهي رحيل كامل كمال علي حامد على يد الإهمال. مأمور قسم شرطة ثاني الرمل أبلغ النيابة التي أمرت بانتداب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة وحتى لو عرف السبب هل يمكن أن يرجع كامل لأولاده. انتهى دفتر أحول الإسكندرية لكن لن تتوقف البلاغات.