قال الكاتب التركي والخبير بالشئون المصرية، جومالي أونال، أن ما يريده المصريون هو قيادة قوية قادرة على تقديم مشاريع جديدة بناءة وليس معارضة لا تقدم شيئاً سوى النقد. ويرى أونال أن حالة عدم الإستقرار السياسي في مصر إنتهت بشكل كبير، فالمعارضة يبدو أنها إستسلمت ولزمت الصمت في أعقاب الإستفتاء على الدستور الجديد. وأشار إلى أن المعارضة تدرك أنها حتى إذا توحدت تحت سقف واحد فإنها لا تملك فرصة كبيرة في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وأنها إذا لم تقدم مشروعات تحظى بقبول شعبي، فإنها لن تتمكن من الحصول على دعم الأغلبية في الإنتخابات القادمة، لافتاً إلى أن تركيا هي مثال جيد على مصير المعارضة التي تتبع سياسات تستند فقط على النقد. وأوضح أونال أنه بإنتهاء فترة الإضطرابات السياسية بدأ التحدي الحقيقي لإدارة الرئيس مرسي، وهو كيفية تحسين إقتصاد البلاد. وحذر من أنه في حال فشل مرسي في تقديم مشاريع من شأنها تعزيز إقتصاد البلاد المتداعي، فإنه سيضطر قريباً لمواجهة ردود أفعال قاسية للغاية. وشدد على أن الحكومة في حاجة لجذب إستثمارات رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز الصادرات، غير أن الوضع الحالي في البلاد غير مشجع للمستثمرين الأجانب، ويبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل تأسيس الإطار القانوني اللازم وتنفيذ معايير بناء الثقة. ولفت إلى أن مصر ستواجة منافسة من عدة دول لجذب المستثمرين الأجانب مثل أندونيسيا والمكسيك والبرازيل، إلى جانب الدول النامية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، ولكن أكبر ميزة لمصر هي قدرتها على جذب المستثمرين الخليجيين، وإن كان المستثمرين الخليجيين لسوء الحظ يميلون للإستثمار في شركات لا تساهم في زيادة فرص العمل بشكل كبير. واختتم قائلاً أن العالم يراقب عن كثب لمعرفة ما إذا كان الإخوان المسلمين يملكون عصا سحرية قادرة على تغيير الوضع الإقتصادي في البلاد، بعد توليهم الحكم في ظل ظروف قاسية.