انتقد الكاتب التركي والخبير بالشئون المصرية، جومالي أونال، أداء المعارضة المصرية معتبراً أنها وحدها الملامة على فشلها في الحشد للإستفتاء على الدستور. وأكد أونال في مقاله بصحيفة "صندايز زمان" التركية أنه لم يكن هناك ما يعوق المعارضة عن تحقيق نجاح في الإستفتاء الأخير خاصة أنها تحظى بدعم قوي من وسائل الإعلام ولكنها مع ذلك فشلت في إقناع الشعب المصري. وأشار أونال إلى أن فشل المعارضة يرجع إلى عدة أسباب، فائتلاف الأحزاب المعارضة الممثلة في جبهة الإنقاذ الوطني لايملك قائداً واضحاً، كما أنه لا يوجد بين صفوف المعارضة شخص يملك مقومات الزعيم القوي ذو الكاريزما القادر على لفت إنتباه الناس، فالبرادعي وصباحي وموسى لا يخاطبون سوى فئات صغيرة من الشعب. غير أن أونال يرى أن السبب الأبرز يكمن في لغة الحوار التي اعتبر أنها لا تصلح لمخاطبة الشعب المصري، وأبدى إستغرابه من تدعو المعارضة الشعب المصري المعروف بتدينه الشديد لرفض الدستور لأنه سيجلب حكم الشريعة، مشيراً إلى أن مثل هذا الخطاب في الحقيقة يخدم مصالح جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح أنه لسنوات طويلة حاولت المعارضة بأحزابها وإعلامها تخويف الناس من وصول الأحزاب السياسية إلى السلطة، ولكن مثل هذه الدعوات لم تلقى يوماً أي ترحيب من قبل الشعب. ودعا الكاتب التركي المعارضة إلى العمل على تقديم حلول بدلاً من الاكتفاء بالإنتقادات، مشيراً إلى أنه إذا كانت المعارضة قدمت مقترحاً بديلاً لمشروع الدستور لكان بإمكانها خلق بيئة لمناقشة بناءة. وانتقد رفض المعارضة الجلوس على طاولة الحوار بما يعطي إنطباع بأنها غير متعاونة، وأضاف أن اللجوء للمظاهرات في الشوارع والذي أسفر عن إشتباكات دامية أمام قصر الإتحادية وفي ميدان التحرير أقنع الناس أكثر بضرور الموافقة على الدستور خوفاً من إندلاع المزيد من الإشتباكات والفوضى في حال رفضه. وشدد على أن مصر لن تتسامح مع الإضطرابات والفوضى، وأن البلاد لن تصل للديموقراطية بالمزيد من الإحتجاجات في ميدان التحرير، فالمظاهرات هي جزء لا يتجزأ من الديموقراطية، ولكن الإشتباكات في ميدان التحرير تخلق شعوراً بعدم الثقة وإنعدام الأمن بين الناس. وقال أونال أن على المعارضة في مصر أن تعلم أن لغة الحوار القاسية لن تفيد وأن عليها تقديم إستراتيجيات حكيمة وواقعية تتماشى مع واقع البلاد، وأن تعلم ان الخطاب المتسامح والمتساهل هو ما يجذب إنتباه الناس وتأييدهم. ودعا الكاتب في نهاية مقاله، المعارضة المصرية للتعلم من تجربة المعارضة التركية التي لم تتمكن حتى الآن من الوصول للسلطة على الرغم من تجربتها التاريخية الواسعة، فعلى الرغم من الأخطاء التي ترتكبها حكومة العدالة والتنمية في تركيا، إلا أن الشعب التركي لازال غير مهتم بأحزاب المعارضة لأنها تعتمد على الخطاب القاسي وتفشل في تقديم حلول بديلة.