قال " كومالي أونال " الكاتب في صحيفة " زمان " التركية أنه لا يهم إذا ما كان الرئيس محمد مرسي عند اتخاذه لقرار الإعلان الدستوري لم يتنبأ بأنه سيواجه معارضة شديدة كالتي يواجهها أو إذا كان قد اتخذ هذه الخطوة بعد موافقة أمريكا أو إذا ما كان اعتقد انه لن يكون هناك معارضة جادة لأنه أحال بعض قادة الجيش للتقاعد. ويشير أونال في مقالته المنشورة في الصحيفة أنه لا يهم أياً من هذه الخيارات صحيحة لأن الاضطرابات لم تخدم سوى زيادة الاستقطاب في دولة تمر بعملية دقيقة ، والاستقطاب سيكون مصحوبًا بعدم استقرار خطير وزيادة الضغط.
ويرى الكاتب أن داعمي الإخوان المسلمين الذين يشكلون القاعدة التصويتية للرئيس مرسي حوالي 20 % من الشعب، مشيرًا إلى أن هذه النسبة قد تزيد أو تقل حسب الأحداث، موضحًا أنه إذا استمر الرئيس مرسي في استخدام سياسة الانقسام هذه سيكون هناك ضربة حتمية في الدعم الانتخابي في الانتخابات القادمة لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين.
ويؤكد أونال أن الرئيس مرسي والإخوان عليهم معرفة هذه الحقيقة، وألا ينظروا إلى نسبة 47 % التي حصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية كمقياس جيد، مضيفًا أن نسبة الدعم الانتخابي التي من الممكن أن يأخذها الإخوان كمؤشر حقيقي لنجاحهم هو 25 % التي قامت بالتصويت لهم في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أنهم ربما لا يستطيعون الوصول إلى هذا المستوى إذا فشلوا في الإصلاح.
ويضيف أنه من الواضح أن إعلان الرئيس مرسي لم يسهم في تسوية الأزمة المستمرة في الدولة، مؤكدًا أن الرئيس مرسي ليس لديه خيار سوى سحب الإعلان ومن ثم يقوم سريعًا بخلق توافق في الآراء مع قادة المعارضة، مشيرًا إلى أن هذا هو الطريق الوحيد للتغلب على الاستقطاب الذي بدأ مع العمل على الدستور الجديد.
ويشدد على أنه من الواجب على الرئيس مرسي وأعضاء الإخوان إدراك حقيقة أن داعمي الرئيس السابق حسني مبارك انضموا إلى الجماعات الليبرالية واليسارية والقومية والمسيحية ، بمعنى آخر قامت جميع هذه الجماعات بتشكل جبهة واحدة ضد الرئيس مرسي والإخوان المسلمين، وإذا أصر الرئيس مرسي على الاستمرار في الدفع بسياساته الحالية سوف يقومون بوضع اختلافاتهم جانبًا ويصبحوا أكثر قوة وتوحدًا. مواد متعلقة: 1. كاتب امريكى : واشنطن تنظر ل" مرسى " بوجهين " محبط ومشرق " 2. خطيب التحرير: لا نريد شريعة «المرشد».. وإعلان «مرسى» يخالف الشريعة 3. ◄ مرسى:الديمقراطية ثقافة تتراكم عبر ممارستها..وإنا لماضون إلى ذلك