ادلى عدد من الاطباء الذين تم الافراج عنهم مؤخرا والذين اعتقلتهم الشرطة على خلفية المظاهرات التى خرجت فى الاونة الاخيرة للمطالبة بالاصلاح السياسى بشهادات حية لما يتعرض له المعتقلون داخل السجون من معاملة سيئة ومهينة تصل فى كثير من الاحيان الى التحرش الجنسى وكشف العورات هذا بخلاف ترويع الاهل والجيران واساليب الارهاب التى يلجأ اليها ضباط مباحث امن الدولة فى تعاملهم مع المعتقلين. فقد كشف المؤتمر الصحفى الذى عقدته امس لجنة الحريات وحقوق الانسان بنقابة الاطباء امس عن الانتهاكات التى يتعرض لها المعتقلون بشكل يومى فضلا عن الاوضاع الصحية والمعيشية المتردية داخل المعتقلات. كما كشف ايضا عن اوضاع المسجونين الذين يتم حبس مجموعة كبيرة منهم تصل فى بعض الاحيان الى 108 داخل زنزانة واحدة كما حدث فى سجن " دمو " بالفيوم فضلا عن عدم فتح الزنازين سوى عشر دقائق يوميا واضطرار المعتقلين لقضاء حاجتهم فى اكياس بلاستيكية او فى ( جرادل ) بسبب عدم توافر دورات مياه واشار الاطباء المفرج عنهم الى اجبارهم على التعرى والبقاء بالملابس الداخلية فى السجن لفترات طويلة . فى البداية اعرب الدكتور احمد عمر – رئيس لجنة الحريات وحقوق الانسان بنقابة الاطباء – عن دهشته لما حدث مع الاطباء ومع باقى معتقلى الحريات الذين لم يرتكب احدهم جرما يستحق الادانة. واشار الى ان الحبس الاحتياطى اصبح عقوبة تواجه بها الحكومة من تشاء دون اى سند فى القانون او الدستور مستنكرا اعادة المعتقلين بعد الافراج عنهم الى مقار امن الدولة وهو اجراء غير قانونى . ولفت الدكتور عبد الناصر صقر – استشارى الجراحة بمستشفى ام المصريين – الى مأساة احالة المسجونين الى مستشفى السجن وهو عبارة عن الدور الثامن فى مبنى الباطنة بالقصر العينى الذى يعتبر مقبرة لمن يدخله لدرجة انه تسبب فى وفاة ( 3 ) مساجين فى اسبوع واحد داخل هذا المستشفى المزعوم . واعتبر الدكتور محمد يوسف - امين مساعد نقابة اطباء مصر- ان اعتقال الاطباء يعتبر وساما على صدر كل من قامت الحكومة بالقبض عليه لمطالبته بالاصلاح. واوضح الدكتور محمدالدسوقى – استاذ الامراض الصدرية بطب المنصورة- كيفية القبض عليه رغم عدم مشاركته فى المظاهرات مستعرضا حالة سيارة الترحيلات التى نقل بها الى السجن وهى عبارة عن سيارة بها صندوق حديدى كبير بدون مقاعد لافتا الى تجريده هو وزملاؤه من ملابسهم فور ارسالهم الى سجن المنصورة . وقال الدكتور سعد عمارة – استشارى الحميات بدمياط – انه تم القبض عليه رغم قيامه بفض المظاهرة كما تم القبض على ابنه معه حيث قام الضباط بإغماء عينيه وتهديده بالصعق الكهربائى وتجريده من ملابسه . وتحدث كل من الدكتور احمد كسبة – امين صندوق نقابة اطباء المنصورة – والدكتور اسامة نوفل – الاستاذ بطب الزقازيق عن الانتهاكات التى تحدث للمعتقلين خلال التحقيق معهم مشيرين الى واقعة صفع احد وكلاء النيابة بالزقازيق لأحد الاشخاص وهو مصطفى الهربيطى على وجهه اثناء التحقيق كما لفتوا الى احتجاز بعض الاطباء – ومنهم الدكتور محمد عبد الرحمن – فى اقسام الشرطة فى ظل الارهاب اللااخلاقى الذى يحدث فى زنازين اقسام الشرطة . وتساءل الدكتور محمد سعد عليوة – امين صندوق نقابة اطباء الجيزة – كيف اظل لمدة (60) يوما رهن الحبس الاحتياطى فى حين لم يتم التحقيق معى سوى نصف ساعة خلال هذه الفترة . وفى النهاية طالب المؤتمر بتشكيل لجنة من منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدنى للدفاع عن الاطباء والمعتقلين الذين لم يفرج عنهم بعد واعداد قوائم سوداء باسماء الضباط الذين مارسوا التعذيب كما طالب بضرورة تدخل نقابة الاطباء فى الاشراف على الحالة الصحية للمعتقلين وتوفير المعاملة الادمية لهم .