علمت المصريون من مصادرها أن مفاوضات تجري بسرية تامة بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد لإبرام تحالف بين الطرفين خلال الانتخابات البرلمانية القادمة علي غرار التحالف الذي دشنه الطرفان عام 1984 . و علمت المصريون أن الطرفين لجئا إلى هذا الخيار ، بعد أن تزايدت احتمالات الاعتماد على نظام القائمة النسبية كأسلوب انتخابي بدلاً من النظام الفردي وهو ما يعزز إمكانية تحقيق الطرفين لتمثيل جيد في الانتخابات المقبلة. وأفادت مصادر وفدية "المصريون" انه تم عقد أكثر من جلسة بين ممثلين لحزب الوفد وعلي رأسهم منير فخري عبد النور السكرتير العام للحزب والمعروف بصلته الوثيقة بجماعة الأخوان التي لعبت دوراً حاسماً في ترجيح كفته في الانتخابات البرلمانية الماضية أمام منافسه الشرس أحمد فؤاد عبد العزيز بدائرة الوايلى. وحضر اللقاء محمد علوان نائب رئيس حزب الوفد ، ومن الإخوان الدكتور محمد حبيب والمهندس محمد خيرت الشاطر ، نائبا المرشد العام للجماعة ، وبعض أعضاء مجلس الشعب من نواب الأخوان . ويراهن الطرفان علي القوة السياسية التي يتمتعان بها في الشارع المصري وإمكانية أن يحقق هذا التحالف نتائج قوية في ظل سيادة حالة من عدم الارتياح والتحفظ من جانب بعض القوي السياسية تجاه قدرة التحالف من اجل التغيير الذي أسسه الأخوان مؤخرا علي الاستمرار .. فيما يعتقد الإخوان أن التحالف مع حزب كبير و عريق مثل الوفد يمكن أن يكون أطول عمراً وأكثر استقراراً . وعلمت المصريون أنه تجري الآن الاستعدادات لوضع أطر هذا التحالف وتحديد أهدافه قبل إعلانه رسميا غداة الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في نهاية سبتمبر القادم ، وبما يمنح الطرفين فرصة كافية لترتيب أوراقها الانتخابية قبل بداية الحملة الدعائية لانتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها ديسمبر الماضي . ويفرض الطرفان حاليا نوعا من التكتم والسرية علي هذا التحالف لضمان توفير شروط نجاحه . وكانت بعض الدوائر السياسية قد رأت في تلويح الحكومة باللجوء لنظام القائمة محاولة لإجهاض خطط الإخوان المسلمين لمضاعفة عدد مقاعدهم في البرلمان المقبل ، خاصة بعد تزايد المؤشرات على أن التدخل الحكومي في تلك الانتخابات سوف يكون عند حده الادني ، بفعل الضغوط الخارجية والداخلية المطالبة بالإصلاح ، كما أن القضاة لوحوا بأن إشرافهم على الانتخابات هذه المرة سيكون " خشنا " لمنع أي تلاعب في النتائج . وجدير بالذكر ، أن جماعة الإخوان المسلمين لا تعد الطرف السياسي الوحيد الذي يخشى من عواقب تطبيق نظام القائمة النسبية ، حيث تقدم نحو 200 من أعضاء مجلس الشعب ، غالبيتهم من الحزب الوطني الحكام ، بمذكرة إلي كمال الشاذلي وزير شئون مجلس الشعب ، يطلبون فيها أن تجري انتخابات مجلس الشعب القادمة بنظام القائمة النسبية بدلا من النظام الحالي الفردي. وأرجع النواب السبب في ذلك إلي الخشية من نزول أعضاء منشقين على الحزب الوطني ضدهم في الانتخابات القادمة بما سيؤثر علي إمكانية فوزهم، كما أكدوا علي أن نظام القائمة سيقلل من احتمالات فوز المستقلين كما سيعمل علي تقليل استخدام عنصر المال والبلطجة في الانتخابات . من ناحية أخري رفضت الجماعة إقامة أي نوع من العلاقات مع سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية حتى لا تتأثر مصداقية الجماعة في الشارع نتيجة علاقات سعد الدين إبراهيم ببعض الدوائر الأمريكية وقد جاء هذا علي لسان المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف ونائبه الأول الدكتور محمد حبيب. جدير بالذكر أن د. سعد الدين إبراهيم كان قد امتدح الأخوان المسلمين باعتبارهم البديل الوحيد لخلافة نظام مبارك وانه نقل هذا الأمر في كثير من المرات للأمريكيين .. معربا عن عدم ممانعته لتولي إخواني رئاسة الجمهورية في مصر.