كتب : صلاح بديوي: علمت " المصريون " من مصادر وثيقة ومقربة من جماعة الإخوان المسلمين ومن المطبخ الانتخابي الخاص بالحملة الانتخابية للرئيس مبارك أن الطرفين وضعا اللمسات الأخيرة على اتفاق سياسي جديد ، تتوقف بمقتضاه الجماعة عن تنظيم المظاهرات المناهضة للحكومة وأن توقف أي اتصالات لعناصرها أو مقربين منها مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ، في مقابل أن توقف سلطات الأمن حملات الاعتقال التي تشنها ضد نشطاء الجماعة وأن تطلق سراح المحبوسين احتياطيا ، إضافة إلى " وعد مؤجل " بمناقشة منح الجماعة كيانا شرعيا ، يتم التفاوض على ملامحه في مرحلة ما بعد الانتخابات . وأشارت المصادر إلى أن الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان والدكتور على عبد الفتاح القيادي الإخواني البارز ، مثلا الجماعة في المفاوضات بشأن الاتفاق ، بينما مثل جانب الحزب الوطني كل من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وقيادة كبيرة في لجنة السياسات . وأوضحت المصادر أن الاتفاق تضمن ، كذلك ، أن تتعهد الجماعة إن لم تعلن تأييدها للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية فعلى الأقل أن تقف علي الحياد ، بحيث لا تعلن عن دعمها أو تصويتها لأي مرشح آخر ، وخصوصا رئيسي حزبي الوفد أو الغد ، كما تتعهد بعدم تنظيم أية تظاهرات بدون التنسيق مع السلطات الأمنية . وفي مقابل ذلك ، تعهدت الحكومة بوقف الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها قادة الجماعة وكوادرها ، وتصفية الملفات العالقة في النيابات المختصة ، وأن يتم الإفراج تدريجيا عن معتقليها ، وأن يتم السماح للإخوان بمضاعفة تمثيلهم في البرلمان المقبل بالحصول 50 مقعدا ، على أن يتم السماح لهم بخوض الانتخابات البرلمانية عبر حزب العمل بعد فك التجميد عنه، أو أي بديل ملائم بالتوافق بين الطرفين ، وذلك في حال إجراء الانتخابات المقبلة بنظام القائمة النسبية . وأوضحت المصادر أن المفاوضات تطرقت كذلك إلى الموقف القانوني للجماعة ، حيث حصل حبيب وعبد الفتاح ، على وعود حكومية بالسماح للجماعة ب " ممارسة نشاط سياسي مقنن عبر صيغة تدرس فيما بعد " الانتخابات . وكان الدكتور محمد حبيب قد كشف النقاب عن أن الجماعة تلقت اتصالات من الدكتور أيمن نور والدكتور نعمان جمعة يطلبان مقابلة المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف وأعضاء مكتب الإرشاد ، من أجل الحصول على دعم الإخوان في الانتخابات الرئاسية ، وقد أكد نور بالفعل طلبه مقابلة مرشد الإخوان ، لكن جمعة نفي بشدة أن يكون قد طلب مقابلة عاكف ، قائلا " إنه لم يطلب مقابلة أحد ، لا عاكف ولا هو من أكبر منه " من جانبها حرصت جماعة الإخوان المسلمين على إظهار نفيها لوجود أي اتفاقات مع السلطة أو قوة سياسية أخرى ، ونفى علي عبد الفتاح القيادي الإخواني في تصريحات ل " المصريون " أن يكون قد شارك في عقدت صفقات بين الجماعة والحكومة ، نافيا وجود تلك الصفقة من الأساس ، موضحا " أنه في المطبخ الخاص بالإخوان وبالتحديد فيما يتعلق بتحالف الإخوان الديمقراطي الجديد والذي تم الإعلان عنه منذ أسابيع ، والذي تردد أن التفاوض بدأ مع الأخوان علي أرضيته ، وذلك في محاولة من الحكومة لاحتواء تحركات الأطراف المشاركة في التحالف ضد نظام الحكم . وفي السياق ذاته ، نفي محفوظ عزام نائب رئيس حزب العمل وجود أية اتصالات بين قيادات الحزب والحكومة ، مضيفا أن " ما نسمعه في هذا الإطار يسرب إلينا عبر دوائر مختلفة لها علاقة بالسلطة وتحاول أن تنسب للأستاذ إبراهيم شكري رئيس الحزب تلك الاتصالات " ، مستبعدا " أن يجري شكري تلك الاتصالات بعيدا عن المؤسسات المنتخبة صاحبة القرار بالحزب . وجدير بالذكر أن أجواء العلاقات بين الحكومة والإخوان قد شهدت هدوءا في الآونة الأخيرة ، تمثل في تراجع مشاركة الإخوان في المظاهرات المعادية للحكومة ، وفي المقابل فان الصحف الحكومية أبدت انفتاحا غير مسبوق على نشر أخبار ومقابلات مع قيادات الجماعة ، كان أبرزها الحوار الموسع الذي أجرته مجلة " آخر ساعة " مع المرشد العام للجماعة ، كما نشرت صحيفة الجمهورية حوارا موسعا مع الدكتور محمد حبيب نائب مرشد الجماعة .