أكد المرشد العام للإخوان المسلمين علي أن الإخوان يسعدهم أن يزور حسني مبارك المرشح لرئاسة الجمهورية مقرهم كغيره من المرشحين. قال في مؤتمر صحفي عقده بحضور مرشح حزب الوفد للرئاسة نعمان جمعة: " يجب علي مبارك كمرشح للرئاسة أن يعرض برنامجه علي كافة أبناء الشعب المصري بما فيهم الإخوان المسلمون ". وأضاف: " كان من الواجب علي حسني مبارك المرشح للرئاسة أن يعرض برنامجه علينا وأن يزورنا في مقر الجماعة كباقي المرشحين وإذا لم يحضر إلينا فهو حر يفعل ما يشاء ونحن أحرار في مواقفنا وكان يسعدنا زيارته لنا". ومن جانبه أكد نعمان جمعة أن زيارته لجماعة الإخوان و لقائه بمكتب الإرشاد ليس له أية أهداف دنيوية أو سياسية أو انتخابية وإنما هي زيارة للتعبير عن المودة والمحبة بين الوفد والإخوان وقال:" لم أحضر من أجل الانتخابات التي تعد حادثا عابرا فرديا يمر بسرعة ولا يؤثر علي علاقتي بالإخوان سواء أعطوني أصواتهم أو لم يعطوني لأن العلاقة بينا اكبر من الانتخابات، وأضاف أنه لن يؤثر في نفسي أيضاً مقاطعة أي فصيل سياسي أو قوة سياسية للانتخابات أو المشاركة دون التصويت لصالحي بما فيهم الإخوان المسلمون مشيراًُ إلي أن العلاقات الراسخة والممتدة والمستمرة بين الوفد والإخوان لا يؤثر فيها هذه المواقف العابرة. وحول موقف جمعة من حزب للإخوان المسلمين حال فوزه أو تقديم أي وعود للجماعة قال جمعة: " من أنا حتى أقرر مصير جماعة في حجم ووجود انتشار الإخوان المسلمين أو أقدم حلاً معيناً لمشروعيتها التي تتعرض لصدامات متكررة مع الدولة حالياً، فالحل لابد أن يكون بين الشعب وليس بين نعمان جمعة فالشعب المصري صاحب الكلمة الأخيرة التي تقرر حقوق كافة القوي والفصائل السياسية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر كيانا موجودا له احترامه كحقيقة قائمة. ونفي جمعة أن يكون رفضه حزب للإخوان المسلمين قائلاً: " الحزب الديني الإخوان أنفسهم يرفضونه حيث لا وجود لما يسمي الحزب الديني وإنما نحن مع حزب مدني ذي مرجعيه إسلامية؟. وحول إذا ما كان الهدف من هذا اللقاء ترتيب الأوضاع استعداداً لانتخابات نوفمبر التشريعية والمحتمل أن تكون بالقائمة النسبية قال جمعة: " كل شيء جائز ووارد والصلة بين الأخوان والوفد قوية وعميقة منذ عام 1928 حتى اليوم وسبق أن تحالف الإخوان مع الوفد في انتخابات عام 1950 فنحن لم نعرف الإخوان بالأمس وإنما علاقتنا بهم منذ أيام الأمام الشهيد حتى اليوم". وبسؤال عن موقفه من الإخوان لحظات التوتر ووصفها بالجماعة المحظورة، نفي مرشح الوفد للرئاسة هذه الاتهامات له بذلك وقال:" أرفض أن يصف أحد الإخوان بأنها جماعة محظورة ولا نقبل بذلك فضلاً عن أن نصفها نحن بذلك". وأضاف أنني أعلن دائماً أن الإخوان جماعة موجودة علي الساحة السياسية في مصر كحقيقية قائمة نطالب بحقها في العمل السياسي العام المعلن ونرفض التعامل الأمني معها كما نرفض محاكمة قيادتهم عسكرياً وملاحقة كوادرهم وندعوا للتعامل معهم كمعارض سياسي له حق التعبير. وحول أصوات الإخوان قال جمعة": نحن لا نتحدث في أصوات الإخوان ولقاؤنا الهدف منه التوافق علي مصلحة مصر وليس مصالح الوفد الخاصة أو مصالح الإخوان وحول مغزى توقيت الزيارة قال جمعة:" توقيت هذه الزيارة يتواكب مع استعدادي يوم7 سبتمبر القادم لخوض المنافسة علي انتخابات الرئاسة ومن حق القوي السياسة الكبرى الموجودة في مصر أن أقدم لها الاحترام والتحية وأقول لهم إنني موجود في المنافسة وإنني جزء من هذه القوى السياسية العاملة علي الساحة في مصر. وبسؤاله عما دار في الاجتماع المغلق الذي استمر أكثر من نصف ساعة بين مرشح الوفد والإخوان قال جمعة:" علاقتنا قديمة وقوية وتجمعنا مصلحة الوطن ومهما حدث من خلافات أو صدامات بين الوفد فإنهم يتجاوزونه بحكم هذه العلاقة الممتدة والمستمرة بينهم. وأضاف:"أننا والإخوان المسلمون نتفق علي ضرورة احترام إرادة الشعب المصري وصيانة حقوق الإنسان المصري وعدم المساس بكرامته وإعطائه الفرصة في الحياة الكريمة وحقه في الحرية الفكرية وحرية الرأي والتعبير وضمان تنمية اقتصادية حقيقية واستثمار ناجح لكي يعيش المصري حرا في بلده بعيداً عن سيطرة الأجنبي. وأشار جمعة إلي أن الوفد والإخوان متفقان علي أن فلسطين كل فلسطين من البحر إلي النهر هي حق للشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحييه واليهود والعرب بينما لا يعترفون باليهود المجلوبين من أوربا الشرقية وسائر العالم وبعصابات الصهاينة الإجرامية التي يجب التكاتف العربي للتخلص منها وإقرار القدس عاصمة لدولة فلسطين من البحر إلي النهر وكذلك رفض العدوان الأمريكي علي العراق وأفغانستان والمطالبة بتحريرها. في ختام المؤتمر أكد مهدي عاكف مرشد الإخوان أن علاقة الإخوان بالوفد قديمة وممتدة وقائمة علي الاحترام المتبادل والتعاون من اجل صالح الوطن مشيراً إلي الدعم الذي لاقاه من الزعيم الوفدي الراحل فؤاد سراج الدين أثناء توليه منصب وزارة الداخلية وهو قائد معسكرات الجامعة في حرب القنال مطلع الخمسينات. و في هذا الإطار رجحت مصادر إخوانية مطلعة تأييد جماعة الإخوان المسلمين لمرشح حزب الوفد نعمان جمعة في الانتخابات الرئاسية وأن يصدر مكتب الإرشاد قرارا لكوادر الإخوان وشعبها في المحافظات لتأييد جمعة ومنحه صوتهم في مواجهة المرشحين العشرة. وقد كشفت لغة الغزل التودد التي سادت لقاء الدكتور نعمان جمعة مع المرشد العام للإخوان المسلمين وأعضاء مكتب الإرشاد عزم الطرفين التوصل إلى صفقة يؤيد بموجبها الإخوان المسلمون نعمان جمعة في مقابل إبرام تحالف بين الطرفين خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. فيما أشارت مصادر أن اللقاء الذي جمع رئيس حزب الوفد مع عاكف سادته أجواء بروتوكولية و اعتبره دليلا على أن الطرفين كانا قد اتفقا على كل شيء في لقاءات سرية جمعت النائب الأول للمرشد العام محمد حبيب ونائبه الثاني خيرت الشاطر وبين محمد علوان مساعد رئيس حزب الوفد ومنير فخري عبد النور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب والذي تحكمه صلات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين واتفق الطرفان على طي صفحات الماضي وغض الطرف عن بعض التصريحات المعادية للإخوان المسلمين. وقد لاحظ المراقبون الود المتبادل بين جمعة وعاكف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مكتب الإرشاد والحفاوة الرهيبة التي استقبل بها الإخوان جمعة و التي بلغت أن يكون جمعة هو المرشح الأول الذي عقد مؤتمرا صحفيا بمكتب الإرشاد الأمر الذي لم يحظ به أيمن نور وهو ما يؤكد تزايد احتمالات عقد صفقة بين الطرفين. وقد تزايدت التوقعات كذلك بأن يمارس الوفد أقصى أنواع الضغوط على النظام لعقد انتخابات مجلس الشعب القادمة بالقائمة النسبية ليتمكن الطرفان من تشكيل قائمة موحدة على غرار القائمة التي خاض بها الوفد والجماعة انتخابات عام 1984.