مورد آخر من الموارد الطبيعية الهائلة التي حبانا الله بها، ولم نُحسن استغلالها وتنميتها حتى هذه اللحظة... ثروة هائلة من الملح الصخري الطبيعي عالي الجودة يتوافر بكميات مهولة في واحة سيوة ومنخفض القطارة، تُقدِّر الدراسات الأولية كميته بما لا يقل عن 15 مليار طن... نعم، أنت لم تخطئ قراءة الرقم، 15 مليار طن من الملح الصخري الطبيعي عالي الجودة يرقد بسلام في أراضينا ولم تفكر الدولة في استغلاله والانتفاع به. لنا أن نتصور العائد المادي الذي سيدخل خزانة الدولة من جرّاء استثمار هذه المنطقة والبدء في استخراج هذا الملح وإعداده للتصدير بصورته الطبيعية كمِلح خام، أو بعد تكريره ومعالجته... لنا أن نتصور حجم العمالة التي يمكن توظيفها في هذا المشروع (مشروع ملاحات منخفض القطارة وواحة سيوة)، عشرات الآلاف من فرص العمل من الممكن توفيرها في هذا المشروع، وهذا المشروع طويل الأمد، فالكمية المكتشفة كبيرة حقًا، والإنتاج من الممكن أن يستمر لما لا يقل عن مائة عام (قرن كامل من الزمان)، كما أن الاختبارات قد أثبتت أن هذا المِلح الصخري من أنقى أنواع الملح الطبيعي في العالم، ويمكن استخدامه مباشرة في الصناعة دون أي عمليات تنقية؛ حيث إن جودته تفوق المواصفات الأوروبية. ملاحات منخفض القطارة وحدها يمكن تقسيمها إلى ما لا يقل عن 580 ملاحة، مساحة الملّاحة الواحدة لن تقل عن 9 كيلومترات كاملة، ومن الممكن البدء في إنشائها والعمل والإنتاج فورًا بما يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل، بجانب تحقيق عائد مالي كبير للخزانة العامة من رسوم تأجير واستغلال هذه الملّاحات. من الممكن أيضًا البدء في إنشاء خط سكة حديد يربط هذه المنطقة بالقاهرة وبموانئ التصدير في الإسكندرية ومطروح. قطعًا سيتغير شكل هذه المنطقة، وسيدُبّ العمران فيها بعد هذه الإجراءات السريعة التي ستعمل على جذب رؤوس الأموال وضخ الاستثمارات إلى هذه المنطقة الواعدة والتي عانت قرونًا من الإهمال والتهميش. الشيء المضحك والمبكي في آنٍ معًا، هو أن مصر رغم امتلاكها قدرات تضعها ضمن العشرة الكبار في صناعة الملح عالميًا، إلا أنها تستورد سنويًا ملح في حدود مليون و700 ألف طن. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]