قرار الزواج اخطر القرارات في حياة الفتاه فعلى اساسه تتحدد حياتها المستقبليه .. إن هذا الشاب الذى اختارت الارتباط به سيكون محور حياتها الجديده ووالد ابنائها و شريك حياتها في الماضى كانت التقاليد تجعل حق اختيار الزوج حكرا على العائله الاب او ولى الامر هو الذى يختار لابنته من يراه مناسبا وهى لاتملك من امر نفسها شيئا بل ربما تراه للمرة الأولى ليلة الزفاف. كانت الفتاه تعتقد اعتقادا راسخا ان حياتها ملك خالص لاسرتها لا تستطيع ان تدفع عن نفسها ما يقررونه لها ولم يكن ذلك الوضع يرضى الله ورسوله فقد اقر الاسلام حق المرأه في اختيار الزوج والرضى عنه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح البكر حتى تستاذن واذنها صماتها ولا تنكح الثيب حتى تستامر اليوم جرت في النهر مياه كثيره فصار امر الفتاة الى نفسها ودور اهلها في تراجع وتقلص مستمر فحتى المجتمعات التقليديه بدات تغزوها تلك الافكار التي تنادى بتعاظم دور المرأه وتحجيم دور الرجل بشكل مطرد فاذا تغاضينا عن كارثة الزواج العرفى والسرى ولم ناخذها فاعتبارنا واكتفينا بالزيجات الشرعيه الرسميه المعلنه لوجدنا جانبا كبيرا منها يتم باختيار الفتاه للزوج اولا وفرض الرضا على الاهل او الحصول عليه عنوه فامام اصرارها يرضخون ويساعدونها على اتمام الزواج بمن اختارته وهم يظهرون البشر والسرور سترا لابنتهم امام الناس و قلوبهم وجله فاذا حدث ماتحسبوه من متاعب وشقاق بعد الزواج لسوء الاختيار وانعدام التكافؤ فانهم لا يملكون سوى الوقوف بجانب ابنتهم التعسه لانقاذ ما يمكن انقاذه وهمسه في اذن كل فتاه ان الزواج ليس شابا وسيما او مالا وفيرا او اندفاع مشاعر غير محسوبه ولكنه مؤسسه لها دعائم واسس، وبما ان لكل شئ شروطه الخاصه التي لا يتم الا بها فان للمحبة ايضا شروطها وهى التكافؤ بين الزوجين والتقارب البيئى والثقافى وتوافر المقومات الماديه اللازمه لبداية حياة وبناء اسره ومن شروط المحبه الانسجام والتوافق بين العروسين في الرؤى والمشاعر والافكار كذلك فان اعتزازك باهلك وبرك بهم ومحبتك لهم لها شروطها وهى ان تستمعى لرايهم وتستجيبى لنصحهم فهم ابعد منك نظرا واعمق تجربة وغايتهم في الدنيا سعادتك ودائما السعاده كل السعاده في رضا الوالدين.