كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة " للمصريون " أن نائب وزيرة الخارجية الأمريكي روبرت زوليك نجح خلال الزيارة التي قام بها للقاهرة هذا الأسبوع في إزالة كثير من الخلافات بين واشنطنوالقاهرة ، حيث تعهد زوليك للمسئولين المصريين بتخفيف الضغوط المطالبة بتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية ، مؤكدا رغبة واشنطن في مرور الانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل هادئ . وقالت المصادر ل " المصريون " إن زوليك أعرب خلال لقاءاته مع المسئولين المصريين عن تقدير واشنطن للمواقف التي اتخذتها الحكومة المصرية مؤخرا ، سواء على الصعيد السياسي بممارسة ضغوط على الفصائل الفلسطينية بالكف عن إزعاج إسرائيل وتهديد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، أو في التسهيلات الاقتصادية التي قدمتها القاهرة للشركات الأمريكية للعمل في مصر ، خاصة في مجالي الاتصالات والبترول. وشددت المصادر على أن زوليك نقل للمسئولين المصريين عدم ممانعة واشنطن في توجهات توريث الحكم لجمال ، النجل الأصغر للرئيس مبارك ، لكن بشرط أن يتم ذلك في إطار ديمقراطي حسب قوله ، وأن تتم عملية انتقال السلطة بشكل يحافظ على استقرار الأوضاع الداخلية بالبلاد وبما لا يضر بالمصالح الأمريكية ، وهو ما يتطلب موافقة جهات سيادية في مصر تستطيع تأمين هذا الانتقال للسلطة من مبارك الأب إلى مبارك الابن . وعلمت "المصريون" أن هذا الموقف الأمريكي المفاجئ أربك تقديرات مؤسسات نافذة وجعلها يعيد التفكير في سيناريو جديد للتوريث ، بحيث يترشح الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، إذ أن فرص فوزه بها محسومة تماما ، ووفقا لهذا السيناريو سوف يستمر الرئيس مبارك في الحكم لمدة 5 أعوام ونصف يتقدم بعدها باستقالته من جميع مناصبه في وقت يتم فيه تصعيد جمال إلى منصب الأمين العام للحزب الحاكم محل الشريف وهو ما يعطيه الفرصة للتقدم للانتخابات الرئاسة مع مجموعة من زعماء أحزاب المعارضة المستقلين بعد إزالة كافة القيود التي تحول دون ترشيحهم في هذه الانتخابات. وطالب زوليك خلال لقائه مع رموز النظام بضرورة أن يقدم النظام ضمانات في حال تمرير التوريث بالتزام وريث الرئيس مبارك بأمن إسرائيل وتسريع خطى التطبيع السياسي والاقتصادي مع الكيان الصهيوني وإقناع الدول العربية برفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع الدولة العبرية وأن يتخذ النظام موقفا شديد الصرامة مع القوى المعارضة لعملية السلام في المنطقة والكف عن مغازلة هذه القوى من آن لأخر. على جانب آخر أثار اللقاء الذي جمع " زوليك " بكمال الشاذلي رجل الحزب الوطني القوي ووزير مجلس الشعب انتباه المراقبين ، واعتبروه نذير شؤم على تحول سيئ في الموقف الأمريكي من ملفات الإصلاح ، خاصة وأن الجانب الأمريكي يدرك تماما أن الشاذلي لا يحظى بأي شعبية في الشارع المصري ، كما كان لافتا أيضا تعامل النظام القاسي مع المظاهرة التي نظمتها القوى المطالبة بالإصلاح الخميس الماضي في ميدان عابدين وكانت مواكبة لزيارة زوليك ، وهو أمر غير مألوف في التقديرات الرسمية المصرية لحساسيات التعامل مع الشارع السياسي .