أكد الدكتور حسن محمد وجيه أستاذ اللغويات وخبير التفاوض الدولي بجامعة الأزهر الشريف، أن الاعتداء على أي عالم من علماء المسلمين يخالف صحيح الإسلام ويعد انتهاكًا صريحًا للحدود التي أمر الله بها أن تصان حيث إن الله جعل للعلماء مكانة خاصة لا ينبغي تخطيها. وأضاف الدكتور حسن وجيه – ردًا على الإساءة التي حدثت للشيخ المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية- أن احترام العلماء وتقديرهم من الأمور الواجبة شرعاً وإن خالفناهم الرأي فالعلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم وأهل العلم لهم حرمة وقد وردت نصوص كثيرة في تقدير العلماء واحترامهم، حيث قال الإمام النووي: [ باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم ]، فذكر قول الله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر الآية 9 وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع » ، وعنه صلى الله عليه وسلم « أنه دعا لابن عباس رضي الله عنهما، فقال: اللهم فقّهُّ في الدين وعلمه التأويل » وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: « من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ». وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم »، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « العلم عِلْمان، علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم ». وأضاف جميع الأحاديث النبوية تحثنا علي إكرام العلماء وتوقيرهم وتحريم التعدي عليهم بأي نوع من أنواع الإيذاء أو السب أو الإهانة، مشددًا على أن تعرض بعض الناس للعلماء أو سبهم على رؤوس الأشهاد في المساجد أو في الصحف والمجلات في محاولة لتشويه صورة العلماء وتنفير عامة الناس منهم ووصفهم بأنهم علماء، فهذا إهانة للإسلام وضرب لثوابت الدين.