أعجبتني الفكرة الرائعة التي طرحتها في الحلقة السابقة من برنامجها "سؤال " المذيعة اللامعة المتمكنة د. درية شرف الدين ، فقد كانت فكرة الحلقة تدور حول الإصلاح ومن أين يبدأ إصلاح الشخصية المصرية ، وإعادتها سيرتها الأولي وفتح ملف الشخصية المصرية وصفاتها الأصيلة والدخيلة ، ياه من يستطيع إصلاح الشخصية المصرية ،إصلاح الشخصية المصرية يحتاج إلي إصلاح البلد أولاً عن آخر وإصلاح الهيئات والمؤسسات والوزارات وكل الهيئات المسئولة عن بناء الإنسان المصري ، وأولها التعليم الذي هو أساس تقدم كل أمة فبعيداً عن الحديث الدائم عن التطوير الذي لم نر منه إلا الكلام مطلوب إصلاح مثلث التعليم بأضلاعه الثلاثة المعلم والمبني التعليمي والطالب ، ووقف زحف إخطبوط الدروس الخصوصية ، وتنقية المناهج من الحشو الزائد ، وليس التعليم وحده الذي يحتاج إلي الإصلاح ، فالثقافة أيضا تحتاج إلي إصلاح قصورها وهيئاتها ومسارحها ، وقبل ذلك كله إعلاء قيمة الأدب ليكون أسوة بالأدباء العالميين ، فالأدب والثقافة عندنا فهي مهن غير مربحة علي الإطلاق بل إنها مهن موجعة للقلب ، و مجلبة للمشاكل ووجع الدماغ والموت حرقاً في المسارح ، وحال الجامعات المصرية أيضاً في حاجة إلي الإصلاح فهي تحتاج إلي إزالة كل ما علق بها من تراكمات سنوات طويلة مضت كدستها بآلاف الطلبة من تخصصات مختلفة لا يحتاج إليها المجتمع ولكن تحتاجها المقاهي المكدسة بالعاطلين ، ثم إصلاح لهيكل الدولة والوزارات والهيئات وعلاج الترهل والتضخم الذي أصاب الجهاز الإداري بالدولة والفساد الذي امتلأ به هذا الجهاز حتي إنك لا تتحرك فيه خطوة لإنهاء أي مصلحة دون أن تقدم رشوة وإلا "فوت علينا بكرة " ويجي بكرة وأقولك بكرة علي رأي الغنوة ، وعلي ذكر الفن يقولون " الفن مرآة للمجتمع" ، ومن ينظر إلي حال الفن والسينما يدرك حال المجتمع وما آل إليه من هيافة وبلاهة وسطحية وسذاجة فمن يصلح حال الفن وهذا الإرث التراكمي من الفشل والغباء ، وقبل الإصلاح أي إصلاح ليتنا نتذكر الفقراء والمهمشين وقاطني العشوائيات ، هؤلاء يعيشون تحت خط الفقر ويمثلون أكثر من 12 % حسب إحدى الإحصائيات ، هؤلاء لاتدري الحكومة عنهم أي شئ أسقطتهم من حساباتها وخططها الحالية والمستقبلية ، إذا كان لها خطط أصلاً ، وأصبحوا يعانون الجوع والفقر فمن يسد جوعهم ويؤمن لهم الحياة الكريمة ، إن إصلاح الإنسان المصري لن يجدي مع الجوع فلا يجوز أن نتعاطي الإصلاح علي معدة خاوية ، ولا يجو أن نتحدث عن قيمة الإنسان وكرامته والآلاف يبحثون عن طعامهم داخل صناديق القمامة ، فمظاهر البذخ والترف والقصور والفيلات والعربات الفارهة لا تنفي وجود فقراء سقطوا سهواً من كل الحسابات ، لكن للأسف كل ما سبق يحتاج إلي الملايين ولا إصلاح ببلاش ، والملايين هرب بها الحيتان الكبار خارج البلد والحكومة اكتفت بان خلعت راسها ودعت عليهم [email protected]