قال خليل التفكجي خبير الخرائط بجمعية بيت الشرق في القدس إن المخطط الاستيطاني الذي أعلن عنه إسرائيل في القدس والضفة الغربية يهدف إلى محاصرة القدسالشرقية وعدم قيام دولة فلسطينية. وأعلنت إسرائيل، الجمعة الماضية، نيتها بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية إضافية في القدسالشرقية والضفة الغربية، وخاصة في المنطقة المعروفة باسم "أي واحد" الحساسة في القدس. ويرمي هذا المشروع، المثير للجدل والمجمد منذ سنوات بسبب الضغوط الأمريكية، إلى ربط مستوطنة معالي أدوميم في الضفة الغربية بأحياء استيطانية في القدسالشرقية. وأوضح التفكجي في تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء تفاصيل هذا المخطط مضيفا "المنطقة أي واحد هي المنطقة الوحيدة التي يمكن أن تتوسع وتتطور فيها مدينة القدس باتجاه الشرق لأن المناطق الشمالية والغربية والجنوبية مغلقة جميعها وفي حال تمت السيطرة والبناء على تلك المنطقة فلا وجود لشيء اسمه القدسالشرقية". واستطرد أنه بخلاف محاصرة القدسالشرقية فإن "السلطات الاسرائيلية قررت الاستيطان في هذه المنطقة كي تصبح كتلة ضخمة تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها لأنها ستمثل الجزء الشمالي لمستوطنة معاليه ادوميم التي يسكنها اليوم اكثر من 35 ألف مستوطن." وحول الطبيعة الجغرافية للمنطقة "آى واحد" قال خليل التفكجي إنها تبلغ 12 كيلو متر مربع وتقع إلى الشرق من مدينة القدس خلف قرية الزعيم التي يفصلها جدار الفصل العنصري عن مركز المدينة المقدسة وتمتد هذه الاراضي من خلف منطقة الزعيم حتى شارع القدس اريحا جنوبا بالقرب منطقة الخان الاحمر. وفيما يتعلق بتطورات البناء الاستيطاني بها قال الخبير الفلسطيني "لقد تم تأهيل وبناء البنية التحتية وشق الطرق فيها وبنيت الأسوار والجسور من أجل إقامة 3000 وحدة سكنية وعشرة فنادق بالإضافة إلى منطقة صناعية وقد قامت السلطات الاسرائيلية ببناء مركز للشرطة بها قبل عدة سنوات وما يعني أن المنطقة منظمة ومجهزة لبناء باقي المشاريع بعدما تمت المصادقة على المخططات من الجهات الرسمية". وردا على الاعتراضات الدولية من قبل المجتمع الدولي والتي دفعت دول غربية لاستدعاء السفراء الإسرائيليين بعد الإعلان عن هذا المخطط الاستيطاني قال التفكجي الذي يشغل أيضا منصب المدير العام لجمعية الدراسات العربية في القدس "أمريكا قدمت ضمانات عام 2004 للحكومة الاسرائيلية بأن الحقائق على الأرض ستأخذ بعين الاعتبار في المرحلة النهائية للمفاوضات". وبناء على ذلك فإنه لو قامت كل الدول الاوروبية بسحب سفرائها من اسرائيل فإنها لن تقدم او تؤخر بهذا الخصوص لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الطرف الوحيد الذي يمكنه أن يضغط على إسرائيل بحسب التفكجي.