القدس المحتلة : كشف مصدر فلسطيني مطلع اليوم الخميس عن مخطط إسرائيلي يحظى بموافقة أمريكية، لتقسيم الضفة الغربية إلى عدد من الكانتونات ومحاصرتها بالمستوطنات وتقطيع أوصالها بالأنفاق والحواجز وعزلها عن الأردن وغزة تماماً. وقال خليل التفكجي الخبير الفلسطيني بشئون الديموجرافيا والسكان:" إن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي مستمر، برغم كل ما يقال عن وقف الاستيطان"، مشيراً إلى أن ما يجري الآن هو خطة استيطانية وافقت عليها الإدارة الأمريكية عام 2004، تقضي بتقسيم الضفة الغربية لعدد من الكانتونات الممزقة دون تواصل جغرافي. وأكد الخبير الفلسطيني أن الحديث عن دولة فلسطينية هو في واقع الأمر حديث عن عدد من الكانتونات التي ستتواجد بجانب دولة أخرى بالضفة الغربية، هي دولة المستوطنين والمستوطنات", مضيفاً أن العمل جارٍ الآن للربط بين المستوطنات لتكون دولة مترابطة جغرافيًا، فيما يتم العمل لبناء ما قد يسمى دولة فلسطينية، متواصلة "مواصلاتيا"، أي عبر بعض الأنفاق والطرق, وأوضح التفكجي أنّ هناك أنفاقًا يتم إنشاؤها بالفعل بين الكانتونات. وأشار إلى أن تصور رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هو إقامة دولة فلسطينية على نحو 42% من الأراضي الفلسطينية، أي ما يُعرف بالمناطق "أ" و "ب" في اتفاقات أوسلو، بحيث تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، أمّا حقيقة الضفة الغربية، فهي مجموعة من الكانتونات، التي يتم عزلها عن العالم الخارجي من الشرق بشريط واسع من الأراضي في غور الأردن؛ حيث يمنع الآن على أي فلسطيني سوى سكان منطقة أريحا الإقامة في هذه المنطقة، بينما تم عزل هذه الكانتونات عن الغرب بواسطة جدار الفصل، ويتم الآن منع انتقال الفلسطينيين للإقامة أو التحرك من شمال الضفة الغربية إلى وسطها وجنوبها. وأكد وجود سيناريوهات ومخططات تهدف لضم سكان أهالي منطقة "أم الفحم" ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى هذه الكانتونات وتجريدهم من الجنسية الإسرائيلية وذلك ليتم التخلص من أكبر قدر من السكان الفلسطينيين خارج الكيان الإسرائيلي حول مدينة القدسالمحتلة، قال التفكجي إنه تم مصادرة نحو 35% من أراضي القدس، مشيرًا إلى أن جدار الفصل أخرج نحو 125 ألف من سكان القدس العرب من القدسالشرقية. وعرض الخبير الفلسطيني المشاكل الاجتماعية التي أوجدها الجدار، لدرجة أنّ حالات الزواج باتت محكومة بالجدار، بمعنى أنّه من الصعب أن يحدث زواج بين من يسكنون على طرفي الجدار، وقال إنّ من النتائج لذلك ارتفاع نسبة العنوسة وارتفاع نسب الطلاق على نحو غير مسبوق حيث تضطر العائلات الفلسطينية بسبب منع البناء للفلسطينيين للحياة في منازل مكتظة وأن تعيش عدة أسر في ذات المنزل؛ ما يسبب الكثير من الإشكاليات. ولفت إلى أن إسرائيل تنفق مبالغ كبيرة تصل إلى 1.5 مليار دولار سنويا لفرض أمر واقع جديد في القدس, ودعا التفكجي العالمين العربي والإسلامي، والفلسطينيين المقيمين بالخارج، إلى مد يد العون للفلسطينيين بالقدس، مشددًا على أن الدعم للأهالي مهم جدا، فدعم الشبان للزواج وتكوين أسر، ودفع أجور وتكاليف المحلات التجارية، والعلاج وما إلى ذلك مهم جدا لصمود الأهالي الذين يقع عليهم عبء الدفاع عن الأرض والمقدسات.