أشعلت الزيارة التي قام بها رفعت السعيد رئيس حزب التجمع للوفد وتأييده ترشيح الدكتور نعمان جمعة لانتخابات رئاسة الجمهورية الغضب داخل أروقة حزب التجمع حيث اعتبرت تيارات عديدة داخل الحزب زيارة التأييد ردة عن الاتفاق الذي أبرمه زعماء الأحزاب السياسية الكبرى الثلاث الناصري والتجمع والوفد بمقاطعة الانتخابات الرئاسية وتقويضا للتحالف المبرم بين الأحزاب الثلاثة. وانتقد الأمين العام للحزب حسين عبد الرازق ترشيح جمعه للانتخابات الرئاسية متهما حزب الوفد بإسباغ الشرعية على تعديل المادة 76 من الدستور وتجميلا لوجه الحكومة على وجد تعبيره وطالب عبد الرزاق السعيد بتحديد موقف الحزب من مقاطعة الانتخابات الرئاسية من عدمه ومدى استمرار مشاركة الوفد في التحالف الوطني المطالب بالإصلاح. و بادر الدكتور السعيد إلى الرد على أمينه العام والتأكيد على أن مقاطعة التجمع تخص عدم ترشح رموزه لانتخابات الرئاسة وليست مقاطعة للتصويت مؤكدا استمرار الوفد في عضوية التحالف خصوصا إننا على أبواب انتخابات برلمانية قادمة. وعلمت "المصريون" أن موقف السعيد من تأييد ترشيح نعمان جمعة جاء في إطار صفقة بين الحزبين الكبيرين يدور حول دعم ترشيح زعيم الوفد لانتخابات الرئاسة مقابل عدم ترشيح الوفد لنائب رئيس الحزب محمد سرحان في دائرة كفر شكر التي يمثلها خالد محي الدين من عام 1990 والتي خاض سرحان فيها معركة شرسة ضد محي الدين في الدورة البرلمانية الماضية وكاد يلحق به الهزيمة لولا تدخل حكومي حسم الأمر لزعيم التجمع في النهاية. وقد اكدت مصادر وفدية هذه الصفقة و عزت تأكيدها إلى عدم وجود موقف قوي من زعيم حزب التجمع خالد محي الدين على الزيارة التي قام بها السعيد وسعى حزب الوفد حاليا للبحث عن دائرة مناسبة لنائب رئيس الحزب محمد سرحان.