.. سياسة الدفع بالأمور إلى حافة الهاوية ثم فى اللحظة الأخيرة، يلقى الله تعالى بسكينته ورحمته على مصر فينجيها من شر مستطير لا ينبغى أن تستمر رحمة بمصر وشعبها. والشكر واجب لجماعة الإخوان المسلمين على تراجعهم عن المليونية التى سبق وأعلنوا عنها؛ حقناً لدماء المصريين، وإان كان المبدأ نفسه يجب إعادة النظر فيه، ولتفهم «الجماعة» إن «ممثلها» هو من «يحكم» مصر كلها الآن، فماذا تريدون أكثر من ذلك؟ لم تعودوا جماعة سرية «محظورة» كما كنتم أيام حكم «المخلوع»، بل أصبح لديكم حزب يمثلكم، ويشكل أغلبية البرلمان – وإن كان منحلاً (البرلمان لا الحزب طبعاً)-، ورئيس ينتمى إلى حزبكم «الحرية والعدالة».. أرجوكم «استوعبوا» أنكم تحكمون «مصر».. «مصر» يا سادة بقامتها وقيمتها.. جعلها الله وشاء ولا راد لمشيئته أن يكون حكمها بين أيديكم اليوم، فلا معنى بعد ذلك لمليونياتكم.. ولا هدف لإثبات قوتكم وعددكم.. ولا مغزى لنزولكم الشارع بنسائكم ورجالكم وشبابكم.. بل أنتم اليوم المطالبون بسعة الصدر وتحمل نزول المعارضة لميدان التحرير، وصراخ المعارضين فى الفضائيات، وأنتم عليكم الصبر ومساندة «ممثلكم» رئيس المصريين بأن تكونوا القدوة والمثل لباقى أطياف الشعب المصرى الطيب الذى انتخبكم ووضع ثقة فيكم وفى حزبكم وفيمن اخترتموه رئيساً لمصر، فأين تذهب المعارضة فى رأيكم؟.. ولماذا كلما حددوا موعداً للنزول إلى التحرير سارعتم بمزاحمتهم!! ألا تصدقون أنكم تحكمون مصر؟ بلى صدقوا، فتلك مشيئة الرحمن عز وجل الذى لا راد لقضائه. شخصياً لم أكن أتمنى أن تحكموا مصر، لكننى والكثيرون غيرى احترمنا نتائج صناديق الاقتراع، ورأى الناخب المصرى الذى أدلى به فى انتخابات لم يتم تزوير نتائجها فيما أعتقد، وأخذت على عاتقى أن أكتب فقط ما أعتقد أنه حق احتراماً لنفسى ولقلمي، وللصحف التى أشرف بالكتابة فيها، وكذلك فعل زملاء كثيرون، أما القوى السياسية التى لابد أن تختلف معكم، كونكم فى موقع الحكم وهم بالمنطق فى مقعد المعارضة، فماذا تفعل سوى اللجوء إلى الفضائيات والإعلام دائماً.. والنزول إلى الشارع أحيانًا، عدا بعض فصائل المعارضة التى تسعى لإفساد الكل، وهدم المعبد على رءوس الجميع، وهؤلاء «سيفرزهم» وينبذهم الشارع المصرى الذى جاء بكم لتحكمونا، فاتركوهم للشارع. أما الدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية بشكل متواصل وإنقاذها فى اللحظة الأخيرة، فأمر يجب التخلص منه، أما حرق مقاركم فلا أحد يوافق عليه، وعلى جهاز الشرطة ألا يتقاعس فى واجبه، وعليه حماية جميع مقار الأحزاب، ألم يكن يفعل ذلك مع «الحزب الوثني» لا أرجعه الله؟ فلماذا يتمرد الآن؟ وكلمة فى أذن أهل الفضائيات وأصحاب الحناجر الحنجورية من أهل «الكرافتات» و«اللحى» على السواء.. ارحموا ضعف مصر.. وارحموا «حيرة» أهلها.. ولا تستغلوا اندفاع شبابها وقودًا لمعارككم.. فمصر «الجريحة» بحاجة لمن يضمد جراحها، ويأخذ بيدها، ويقيلها من عثرتها المؤقتة بإذن الله.. ولن تنسى من يطعنها مستغلاً ظروفها - حفظك الله يا بلدى وحفظ أهلك من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66