.. لو علم شهداء الثورة أنهم ضحوا بحيواتهم الغالية، وأثكلوا أمهاتهم،.. ورمَّلوا زوجاتهم، ويتموا أبناءهم، وفتتوا أكباد آبائهم، وكَلَموا أصدقاءهم، حتى تتربع هذه العقول الشائهة على مقاعد الفضائيات وتتصدر تلك الوجوه القبيحة الشاشات، وتعلو «أنكر الأصوات» منادية بتقديم مصر قربانًا على مذابح المصالح الشخصية،.. والمطامع الحزبية،.. والمآرب المادية.. لو علم الشهداء ذلك لفرّوا بوطنيتهم إلى أَحضان أرض غير الأرض.. يسكنها بشر غيركم.. ألا شاهت وجوهكم القبيحة.. وزاغت عيونكم الطامعة.. وخرجت حناجركم الكاذبة من أفواهكم العفنة.. وهوى بكم منطقكم المعوج إلى أسفل سافلين.. آمين. رحم الله جابر صلاح «چيكا» 17 عامًا عضو حركة 6 إبريل، وإسلام فتحي 15 عامًا عضو جماعة الإخوان المسلمين، وكل إخوانهم وأخواتهم الطاهرين. 15 و17 عامًا شابان في عمر الزهور قُتلا غيلة وغدرًا، وكزملائهما شهداء الثورة جميعًا لن يقتص لهما أحد من أحد. شابان لم تتفتح براعمهما بعد دفعا حياتهما ثمنًا غاليًا دون أن يأخذ الجناة جزاءهم، وستذهب دماؤهما الزكية كما سالت دماء كل شهداء الثورة دون قصاص عادل أو جزاء رادع.. ماذا بكم ألا تشعرون؟.. ألا تستحون؟ .. تبًا لأحزابكم جميعًا لا أستثني منها حزبًا.. .. لعنة الله على وجوهكم جميعًا لا أستثني منها وجهًا.. .. حرقًا لفضائياتكم كلها.. لا أستثني منها برنامجًا ولا مذيعًا.. ولا ضيفًا.. .. سحقًا لمصالحكم.. ووجهات نظركم.. ومنطقكم.. وخستكم التي لا تخفيها بذلة ولا ذقن. .. فلتخسأ جموعكم وتجمعاتكم.. وملايينكم ومليونياتكم.. وأحاديثكم وحواراتكم.. وشخصياتكم وأشخاصكم لا أستثني منكم شخصًا. .. أبناء ال…. متى كان المصريون وقودًا لمعارككم العقدية؟.. متى كانت أرواح شباب مصر الطاهرة بغايًا تتكسبون بها على موائد أسيادكم؟ ومتى كانت أجسادهم لوحات نيشان لسهامكم المسمومة التي تغرزونها في جسد مصر لا تتركون فيه موضعًا إلا أثخنتموه،.. ولا موقعًا إلا جرحتموه؟ .. تهددون جميعًا بالنزول لشوارع المحروسة مدللين على قوة بأسكم.. وكثرة عددكم، غير عابئين بأرواح الشباب الطاهر، ولا النفوس الزكية التي ستزهق على أيدي مليونياتكم، تستقوون بالخارج والداخل، ولتذهب مصر والمصريون البسطاء إلى الجحيم.. وكل منكم يدعي الشرف والعفة والعمل على رفعة مصر وبناء مستقبلها.. وأنتم تحطمون حاضرها وتمحون ماضيها.. وتشوهون مستقبل أبنائنا. مصر.. الوسطية.. والعدل.. وجدعنة أولاد البلد وحياء البنات وشهامة الشباب ورجولة الرجال ورحمة العجائز ستبقى رغم أنوفكم.. ورغم مصالحكم.. وستذهبون أنتم وفضائياتكم وملايينكم ومليونياتكم وبذلاتكم وأرجوزات إعلامكم ولحاكم المزيفة إلى مزبلة التاريخ.. وسيعود المصريون كما عرفهم العالم.. وخبرهم المؤرخون.. وعاشرهم العرب.. وانبهر بهم العجم.. أهل العلم النخوة والكرم والشهامة والتسامح والمروءة والعزة.. شاء من شاء وأبى من أبى.. وستنير أرواح الشهداء الحقيقيين مستقبل أبنائنا.. أما أنتم فسيذكركم التاريخ بما تستحقون. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء [email protected] twitter@hossamfathy66