المشهد المصري يعانى حالة من الارتباك السياسي غير طبيعية لاشيء يحدث سوى مزيدٍ من الأزمات والفتن تنتشر في مصر كأننا نعيش في وطن على وشك الانفجار يعيش حالة من الاحتقان السياسي بشكل مدمر، كل الفصائل والقوى السياسية تتصارع وتتناحر دون النظر لحجم الأزمة المصرية كأننا في مسرح كبير وهناك مخرج يتحكم في العمل يشعل الأمور متى شاء ويخمدها متى يشاء، والمؤسف أن كل المؤشرات تدخلنا في نفق كبير وهو إسقاط وإفشال الرئيس ومحاولة محاصرتة بكل الأشكال حتى لاتنجح مصر وتعبر أزماتها وكل مخططهم هو إشعال مزيد من الحرائق فى مصر ودخول مصر إلى مرحلة النفق المظلم والفوضى العارمة وغياب الأمن وشيوع حالة من فقدان الثقة في الجميع ووقتها ستجد مصر نفسها تعيش النكسة الكبرى والمصير المجهول، ولكن بنظرة موضوعية نجد أن كل من يحاولون إسقاط الرئيس وإفشاله متحدون دون أن يتم تنسيق بينهم والمذهل أن أغلبهم متوهمون أنهم رجال الرئيس ويحاولون حمايته والحفاظ على رئاسته لمرسي فهم كالدبة التى قتلت صاحبها. يتصدر المشهد السياسي لاعب أساسي يعبث كيفما يشاء فهو يتوهم أنه القوى الوحيدة فى مصر وأقصد تحديدًا جماعة الإخوان المسلمين التى تتعامل مع الرئيس على أنه صنيعتها فهي من دعمته ونجح بفضلها وتنظيمها القوي كما يرددون، ولكن مع كل أسف يتعاملون كأن الرجل موظف لديهم عليه تنفيذ أوامرهم وتنفيذ مخططهم في التمكين من مفاصل الدولة المصرية وهذا واضح جدًا في اختياره لرجال الجماعة في مناصب الدولة المتعددة وكل يوم ينتشرون في الجهاز الإداري للدولة وكل هذا لايهم والأهم هو أنهم استطاعوا حرق الرجل سياسيًا وإقناع الشارع أنهم المصيطرون عليه ومن يحركونه كيفما يريدون وكذلك هم متورطون بشكل كبير في إحراجه وإثبات تدخلهم في الرئاسة كتصريحات عصام العريان المتعددة وحسن البرنس وغيرهم عن أمور رئاسية سرية وأعتقد أنهم متعمدون ذلك في رسالة قوية للرئيس لن تحكم وحدك. لا يوجد في التاريخ الحديث شيء مماثل لما يحدث في مصر فالرئيس اختار رجاله ليحرقوه وليزيدوا الغضب الشعبي ضده ولنا في مساعديه ومستشاريه وحكومته خير دليل ومثال، فالمستشارون والمساعدون ما دورهم وما هي اختصاصاتهم؟ وماذا يفعلون وهم غير متخصصين وأسماء بلا خبرة علمية أو عملية بل يخرجون بتصريحات تورط الرئيس وتدخله في معارك لا قيمة لها تزيد الغضب الشعبي ضد الرجل ناهيك عن حكومته التي بلا ملامح أو برنامج أو حتى خبرات معروفة فرئيس الحكومة يتعامل معنا كأننا شعب أصم أعمى لا يشعر بإنجازاته الوهمية فهي حكومة تصريحات جوفاء شاركت بشكل كبير في زيادة التظاهرات والإضرابات في مصر، وساهمت بقرارات تم إلغاؤها في فقدان الثقة الشعبية وأن أهداف الثورة ستتحقق فكل وزارت مصر تعيش حالة من الفوضى وغياب العمل والإنتاج بالاضافة للحالة العشوائية في الشارع والأسواق وغيرها فهل اختارهم الرئيس لإفشاله؟ وهل لا يسمع صرخات غضب المصريين وفقرهم ومرضهم أم لايري حالة الشوارع والمؤسسات الحكومية؟ لا أعلم لماذا تخلى الرئيس عن مشروع المصالحة الوطنية وإشراك كافة القوى السياسية في تنمية مصر ونهضتها فبعد جلوسه على عرش مصر انتهى التوافق الوطني وظهرت الخلافات وتجاهلهم الرئيس بشكل ملحوظ وانساق وراء جماعته التي تتعامل على أنها مصر وكل من يخالفها فهو ضد الرئيس عبر سياسة استعلائية في التعامل مع كافة القوى السياسية؟ وكل ما يحدث الرئيس يلتقي ببعض القوى دون النظر لتحويلها لسياسات وقرارات على أرض الواقع، فهل يخلق الرئيس أعداءً له يحاربون ويستغلون سياساته الضعيفة لحرقه سياسيًا؟ أم ماذا ولنا في تأسيسية الدستور المثال الحي على أن الجماعة تتجاهل كافة القوى السياسية فهي لا تحترم انسحابهم واعتراضهم على بعض مواد الدستور! وخرجت تشكك في وطنيتهم وتتهمهم بالعمالة لدول خارجية فهم يزيدون الموقف تعقيدًا وبالتالي مزيد من تراجع شعبية الرئيس وفي المقابل على القوى السياسية أن تتحد لأن مصر تتساقط كأوراق الشجر في موسم الخريف. لا أعلم أين الحقيقية فهل الرئيس لايعلم حقيقة الموقف وتداعياتة وأن من حوله هم عامل رئيس في زيادة الأزمات وتعقدها وتراجع شعبيته وفقدان الثقة في تحقيقه لأهداف الثورة في مصر، أم أنه يراهن عليهم لدعمه؟ أم ماذا وعليه أن يرى الصورة بشكل جيد أن يعيد النظر في اختيار حكومته وفريقه الرئاسي على شكل علمي فقد اتضحت الحقيقة أن سياساته التوافقية ومحاولة إرضائه لفصائل معينة سيهدم المعبد على الجميع وسيخرجون من المشهد السياسي بشكل سريع. [email protected]