جاء رجب طيب أردوغان للقاهرة للتأصيل مع الرئيس المصرى محمد مرسى لمحور "القاهرة – أنقرة"، الذى تسعى مصر وتركيا لإنشائه فى تعاون سياسى واقتصادى واحد يعمل على وضع الدولتين، حسب تصريحات أردوغان من القاهرة، فى مصاف الدول الكبرى ويعمل على خلع مناطحة الدول الكبرى التى تفرض سيطرتها على العالم وتمارس كل أنواع الظلم الإملاءات. وبحث الرئيس محمد مرسى بقصر الاتحادية أمس الأول مع رئيس الوزراء التركى أردوغان، آليات وقف العدوان على قطاع غزة وكيفية التعامل مع المستجدات التى تطرح على الساحة السياسية والدولية، وبحث الجانبان أيضا سبل الرد على إسرائيل حال تنفيذ ما صرحت به من توسيع نطاق عملياتها وإمكانية تنفيذ عمليات برية على قطاع غزة حسب مصادر بمؤسسة الرئاسة. وأكدت المصادر ل"المصريون" رئيس الوزراء التركى وقوف بلاده بجوار مصر ضد العدوان على قطاع غزة وأن بلاده على أهبة الاستعداد لتقديم أى مساعدات والوقوف بجوار مصر فى أى قرارات تهدف لوقف العدوان على قطاع غزة. وأشارت إلى أن أردوغان سيطرح جميع السبل أمام الإدارة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون وكذلك الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من أجل وقف العدوان على القطاع، وستسعى تركيا لاستعادة غزة حقوقها المشروعة كاملة ورد إسرائيل ووقفها عند حدها، بوصف أردوغان. ورفض أردوغان إجراء أى حوارات مع الجانب الإسرائيلى بوصفه المعتدى والناقض للعهود، مرجحا طرق أبواب القوى الكبرى للتوصل لحل بعيدا عن التحاور مع إسرائيل. وأشارت مصادر بحزب الحرية والعدالة إلى أن أردوغان بحث مع أكثر من شخصية قيادية كيفية بناء جبهة موحدة بين الجانبين، يتم خلالها تبادل الخبرات الاقتصادية والسياسية والثقافية، واتفق أردوغان مع شخصيات مصرية وعلى رأسها قيادات بحزب الحرية والعدالة، على توسيع نطاق التبادل الثقافى والتقنى بين البلدين عن طريق إنشاء عدة معاهد للتدريب فى القاهرة يحاضر فيها خبراء أتراك، لنقل التجربة التركية كاملة إلى السوق المصرية. كما كلف أردوغان مجموعة من رجال الأعمال والسياسيين الذين حضروا برفقته باقتراح إنشاء أكاديمية علمية مشتركة بين البلدين، يكون فرع منها فى القاهرة والثانى فى أنقرة، وأعضاء هيئة تدريسها من البلدين، بالإضافة إلى انتداب أساتذة من جميع بلدان العالم، للوقوف على أحدث التطورات الاقتصادية ونقلها للسوقين، المصرية والتركية، لمزيد من التطور الاقتصادى والتقنى فى البلدين. من جانبه، علق الحسين عبدالقادر البسيونى مسئول الاتصال السياسى لحزب الحرية والعدالة على زيارة أردوغان بأنها ترسخ لمرحلة ريادية جديدة تسعى البلدان للانطلاق نحوها والتنظير لمشروع مشترك، يناطح الدول الكبرى ويضع نفسه وسط الكبار. وأشار البسيونى فى تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن مصر وتركيا اتفقتا على البدء معا فى مشروع ريادى قيادى وليس فقط مشروع حضارى، ووضعوا له مستهدفا بعيد المدى ليست حدوده عدة أعوام قليلة، مؤكدا أن مصر لديها من الإمكانيات التى تكمل بالثقافة والتقنيات التركية مشروعًا حضاريا تقدميا سيضع مصر فى مصاف الدول الكبرى وتغيير نظرة العالم لمصر باعتباره دولة عظمى خلال السنوات المقبلة. وقال الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمى لحزب النور إن أى مساعٍ نحو نهضة مصر وانتشالها من كبوتها الحالية هى خطوات محمودة ونحترمها وندعمها، مشيرا إلى أن مصر وتركيا ستكملان مشروع الوحدة العملية والتقنية والاقتصادية فضلا عن السياسية فإن وجه العالة سيتغير خلال السنوات المقبلة وسيشهد العالم تنينًا آخر واتحادًا قويًا يحفظ لمصر مكانتها الطبيعية. وطالب حماد فى تصريحات ل"المصريون" الجميع بالوقوف بجوار محاولات العمل والخروج من نفق الخلافات القاتلة للوصول إلى مرحلة الاستقرار والعمل، فمادمنا نعمل نفس عقيلة النظام السابق فلن تشهد مصر تغييرا، فكى تحقق مصر نهضتها يجب أولا التخلص من طرقة عمل النظام السابق التى ما زالت الحكومة تعمل بها بالإضافة إلى تنحية الخلافات الأيديولوجية جانبًا.