أبطال غزة.. زادة العِزة.. نحن معكم وإن غابت شخوصنا.. معكم، بعهدنا الذى قطعناه على أنفسنا ألا نخذلكم وإن خذلكم بعض أولى الظلم. نحن على مثياقٍ غليظ لنصرتكم؛ لا يزيده طلوعُ الشمس إلا شَدًّا، وطولُ اللَّيالى إلاَّ مَدّاً. *** أراكم يا أطفال غزة أشمخ الناس رجولة.. فى زمن كثرت فيه الفسولة، أراكم رجالاً فى أسمال أطفال، أبطالٌ زادة، عظماءٌ سادة، صناديد قادة. *** يا أيها البطل الذى سكن غزةَ هاشمٍ، التى فى جسم رسول الله صلى الله عليه وسلم نسمة منها، لوفاة جده بها – نشد على يديك، سلمتَ وسلمتْ يدك، وسلم الحجر الذى فى يدك، والحجر الذى تطأه بقدمك، إن الأرض لتفخر بكم، وإن الدين ليُعز بأمثالكم وبأنصاف أمثالكم. *** (يا أيها البطل الشجاع المحتمى.. دين الإله ببأسه المستأسد) (يا نبعة الشرف الأصيل المعتلى.. يا ذروة المجد الأثيل الأتلد) *** على أعتاب أمثالكم يأوى النصر والتمكين، كما تأوى الطير إلا وُكُورها، حيث بدت مخايل جهادكم وصارت شمسًا فى إشراقها، وصرنا نُعلِّم أبناءنا جميل مناقبكم، وعظيم مآثركم، ودروس بلائكم، فى الإيمان والفداء، والرباط والجهاد. *** غاب المعتصم، وكثرت الصرخات، ولم تغب إلا نخوة الرجال، فى زمنٍ كثر فيه اللئام، ممن تسموا بأسماء المسلمين، وقلوبهم وجوارحهم تسجد لليهود صباح مساء، وأناس خنعوا وغابوا وناموا، أطفالهم فى لعب، ونساؤهم فى طرب، ورجالهم مع من غلب. شغلتهم بطونهم، وكان جهادهم فى ترقيص بناتهم! ماتت ضمائرهم، وكانت عزمتهم فى تمييع دينهم! وفيهم، صار المنادى بدعم فلسطين؛ نهبة، والمحفز لصنيع المقاومين؛ سُبّة. *** وعلى النقيض من ذلك، هناك من المؤمنين من يعتمل الغيظ فى صدورهم، ويتجرعون الأسى لما يجرى للمسلمين فى فلسطين، وهم والله هم سواد المؤمنين، لا يملكون سوى الدعاء لكم، والتظاهر من أجلكم، ومقاطعة بضائع أعدائكم، ومساندتكم ودعمكم بالتبرعات والأدوية والأغذية، وقدموا لكم هذه المعونة؛ التى هى حق لكم لا امتراء فيه؛ تعلوهم حمرة الخجل؛ أن يطمحوا إلى أكثر من ذلك، تَشْحَبُهم صفرة الوجل؛ أن يرد الله عليهم بذلهم. {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون:60،61] *** أبطال غزة.. لقد صار حُبكم من الإيمان، ودعمكم من الإسلام، وأصبح التضامن مع قضية الأقصى وفلسطينوغزة مقياسًا لمنسوب الإيمان فى قلوب أبناء هذا الزمان. فوالله الذى لا إله غيره ما رأيتُ شابًا يتحرق غيظًا على اليهود إلا ورأيت فيه علائم التقوى والصلاح. وما رأيت شابًا لا يبالى ولا يهتم بما يجرى لإخوانه فى أرض جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا ورأيتُ فيه علائم الفسق والطلاح. فيا إخواننا فى أرض الإسراء، الدَّم الدَّم، والهدَم الهدَم، أنت منا ونحن منكم. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]