استأنفت أجهزة الأمن حملتها الموسعة التي بدأتها الأسبوع الماضي بمنطقة جبل الحلال وسط سيناء سعياً وراء القبض على عدد من المشتبه في تورطهم بتفجيرات طابا وشرم الشيخ والجورة حيث نجحت قوات الأمن في حصار المجموعات المطاردة في الكهوف والمغارات في قمم الجبال وتبدي المجموعات المحاصرة مقاومة عنيفة لقوات الأمن. وقالت مصادر أمنية مصرية إن القوات أزالت أمس 15 لغما كانت مزروعة في المدقات المؤدية إلى قمة الجبل وأنها تستعد لمهاجمة المطلوبين. وأوضحت المصادر أن كاسحة ألغام تستخدمها قوات الشرطة نجحت في إزالة 15 لغما، وأنه يجري تطهير المنطقة من الألغام تمهيدا لهجوم شامل. واقتحمت القوات بعض المغارات الجبلية لكنها لم تضبط أحدا من الهاربين ، حيث يبدو أن المطاردين تمكنوا من الفرار إلى قمة الجبل. وفي مفاجأة هامة ، أثبت تقرير المعمل الجنائي أن المواد المتفجرة التي انفجر بعضها خلال تقدم قوات الأمن لحصار جبل الحلال ، وتسبب في استشهاد اللواء محمود عادل والمقدم عمرو عبد المنعم وإصابة 13 آخرين منهم تسعة ضباط أحدهم اللواء صلاح الشرنوبي من العمليات الخاصة ، من نفس النوع الذي استخدم في حوادث طابا وشرم الشيخ والجورة. من ناحية أخرى ، كشفت مصادر خاصة ل " المصريون " أن المتهم الهارب سالم خضر الشنوب ، الذي ينتمي لقبيلة الترابين البدوية ويعتقد أنه يقود المجموعة المسلحة المتحصنة في قمة جبل الحلال ، قد اتصل تليفونيا بعبد الله جهامة عضو مجلس الشعب السابق ونفي خلال الاتصال علاقته بالحوادث الإرهابية في طابا وشرم الشيخ, واعترف بالجرائم المنسوبة إليه وأعلن استعداده لتقديم نفسه للعدالة . جدير بالذكر أن عبد الله جهامة ساهم في السابق في حل العديد من المشاكل الأمنية بمنطقة وسط سيناء بالطرق الودية وبالتفاوض مع زعماء القبائل والمطلوبين وذلك بناءً على تكليفات من جهات سيادية ، كانت تستغل علاقاته الجيدة مع مشايخ القبائل كونه من أبناء منطقة وسط سيناء . وفي السياق ذاته ، انتقد أحد الخبراء في شئون منطقة وسط سيناء " رفض الكشف عن اسمه " في تصريح خاص ل " المصريون " ما تقوم به الأجهزة الأمنية من عمليات في وسط سيناء مشيراً إلى أن تلك الحملة الأمنية لم تحقق حتى الآن الأهداف التي جاءت من أجلها ، سواء القبض على العناصر التي يشتبه في تورطها في تفجيرات طابا وشرم الشيخ والجورة أو تطهير المنطقة من العناصر الإجرامية المتورطة في تجارة المخدرات وتهريب البضائع والنساء عبر الحدود مع فلسطين . وشدد الخبير السيناوي على أنه كان يجب أن يتم التخطيط بدقة وعناية لتلك الحملة مع إعطاء فرصة لزعماء وشيوخ القبائل بالمنطقة للمساهمة في حل المشكلة بدلاً من المواجهة المباشرة مع تلك العناصر وهو ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات الأمن. من جانبها ، أفرجت أجهزة الأمن عن عدد ممن تم القبض عليهم خلال حملة الاعتقالات العشوائية التي قامت بها الشرطة بمدينة العريش الأسبوع الماضي واعتقل خلالها أكثر من خمسمائة شخص ، في خطوة تستهدف امتصاص حالة الاحتقان الشديدة السائدة لدى سكان سيناء .