جرت منذ أيام ( يوم السابع من سبتمبر ) عملية التصويت على انتخابات الرئاسة المصرية بين الرئيس مبارك ( رئيس الحزب الوطني ) وتسعة من المرشحين ، كان أهمهم د . أيمن نور ( رئيس حزب الغد ) ود . نعمان جمعه ( رئيس حزب الوفد ) ، وهذه الانتخابات وهذا التصويت لا يكمن النظر إليهم من خارج السياق العام الذي تجري فيه الأحداث في مصر بل وفي المنطقة العربية كلها ، فمنذ فترة كبيرة هناك شعور بالغضب والإهانة مما يحدث لنا نحن العرب والمسلمين من عدوان واحتلال وحصار وجرح للكرامة جعل الغضب يشتدد في النفوس في الوقت الذي أصيب فيه كل حكام العرب والمسلمين بشبه غيبوبة تامة ولم يكن لهم أي رد فعل أو موقف يتناسب مع هذا العدوان وتلك المهانة و يخفف من غضب الشعوب الناقمة على هذه الأوضاع ، فخرجت الجماهير غاضبة في الشوارع العربية والإسلامية ومنها القاهرة عاصمة المعز ، تارة تتضامن مع الشعب الفلسطيني الشجاع في انتفاضته المباركة ( انتفاضة الأقصى ) ، وأخرى رافضة الحصار على شعب العراق وثالثة رافضة العدوان عليه واحتلاله وهكذا ، وفي هذه الأجواء بدا في الأفق يتنامى الوعي الشعبي بأن أهم سبب لهذه الحالة ( حالة الهوان والضعف عند الأمة كلها ) هو وجود حكام لبلادنا غير منتخبين ديمقراطيا وبالتالي لا يهتمون برغبات شعوبهم بقدر ما يهتمون برضاء الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية عنهم ، وبالتالي هم عاجزون عن مواجهة أي تحديات خارجية لهذا السبب ، وبدأ يتنامى في النخبة المصرية التي تقود مظاهرات التضامن مع القضايا العربية أن نظام الحكم سعيد بهذه المظاهرات لأنها تنفس قليلا عن الغضب وتوجه للخارج وليست له ، بل ويستفيد منها في خطابه للقوى الغربية المهيمنة وعلى رأسها الإدارة الأمريكية بأن أي تغير سياسي وديمقراطي سوف يأتي بهذه القوى الغاضبة منكم وعليكم وبالتالي نحن ( أي أهل السلطة ) أفضل لكم ويجب أن تدعمونا طوال الوقت ، ولذلك فهمت كما قلت المجموعة التي تقود مظاهرات التضامن هذا الوضع وبدأ يتنامى في داخلها وجهة نظر تقول أنه يجب أن نولي قضية التغيير الديمقراطي أولوية في هذه الفترة لسببين أولها أن وجود نظام ديمقراطي منتخب بانتخابات حرة سيكون أقوى دعم ليس فقط لقضايانا الداخلية ( اقتصادية – سياسية - اجتماعية ... الخ ) بل سيكون كذلك أقوى دعم لقضايانا الخارجية وللتوازن في العلاقات الدولية ، وثانيها أن الإدارة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر عرفت أن من أسباب كراهية العرب والمسلمين لهذه الإدارة دعمها الدائم لنظم ديكتاتورية لأنها نظم حليفة لها تقدم لها كل ما تطلبه حتى لو على حساب مصلحة بلادها حتى تظل في الحكم إلى الأبد ، بالطبع هناك أسباب أخرى تجاهلتها الإدارة الأمريكية مثل سياسية ازدواجية المعايير مع القضايا العربية والإسلامية وأوضح مثال الانحياز لإسرائيل والموقف في العراق ... الخ لكن هذه الإدارة اكتفت فقط بسبب واحد وهو دعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة فبدأت تضغط لعمل إصلاحات ديمقراطية بالطبع سيكون الهدف منها لو تمت بالطريقة الأمريكية هي تحقيق المصالح الأمريكية فقط ، لذلك أرادت هذه النخبة أن يكون زمام مبادرة الإصلاحات الديمقراطية والتغييرات السياسية بأيدي المصرين والعرب المعنيين وليس بأيدي الإدارة الأمريكية فهم ( أي الوطنيون ) اللذين يحددون الأجندة ( أجندة الإصلاح والتغيير ) وهم اللذين يحددون الأولوية لكل هذه الأسباب بدأ تحولا يحدث في الشارع المصري نتيجة قناعة مجموعة من التيارات الوطنية من كل التيارات بضرورة البدء في حركة في الشارع لأحداث التغيير السياسي والديمقراطي حتى يتغير الوضع في مصر داخليا وكذلك الوضع العربي والإقليمي والدولي ولهذه وُلدت حركة " كفاية " من نفس الرحم الذي انجب لجان وحركات التضامن والدعم للقضايا العربية المختلفة وللحديث بقية بإذن الله،،،