أود أن أطرح بعض الحلول لمشكلة المرور في مصر وسوف اركز في المقالة علي أشياء سهلة ولا تحتاج الي تكلفة كبيرة. فأكبر مشكلة تواجهنا في مصر هي أعتماد قطاع كبير من نقل الركاب خاصة النقل الداخلي علي أفراد وليس مؤسسات. فتجد سائقي الميكروباص والتاكسي لا يوجد عليهم رقيب بمعني أنه يستطيع أن يبدأ العمل وقت ما يشاء ويعود لبيته وقت ما يشاء ويمتنع عن النزول وقت ما يشاء. ففي أحد الأيام وأنا في مصر كنت أريد السفر من مدينتي طنطا الي القاهرة وقد نصحني أحد الأصدقاء بركوب ميكروباص من الطريق الزراعي وذهبت بالفعل صباحا وانتظرت أكثر من ساعتين ولم تأتي سيارة وكان الناس يتحدثون بجانبي ويقولون لأن هذه الأيام هي أيام المصايف فكل سائقي الميكروباص يفضلون الذهاب الي المصايف. يتكرر ذلك في أيام توصيل الحجاج وغيرها من المواسم التي يجد فيها سائقي الميكروباص مكسب أفضل من ذهابهم الي مسارهم المعروف، كما يقوم سائقي التاكسي بتوصيل أطفال المدارس أثناء فترة الصباح والظهيرة. فاري أنه لابد من عمل مؤسسات حكومية أو حتي غير حكومية تضم كل من يعمل في هذا المجال ويتم وضع قواعد صارمة تجعله يلتزم بمواعيد عمل وتقوم هذه المؤسسة بعمل جداول لعمل هذه السيارات فيها لتكون هناك مواعيد معلومة ومحطات محددة يتم التوقف فيها ومنع الوقوف المتكرر الذي يسبب الكثير من الحوادث المرورية. أما بالنسبة للمواصلات بين المحافظات كالقطارات والاتوبيسات فمن الأفضل اتاحة الحجز من خلال الانترنت لكل المحطات وليس فقط المحطات الرئيسية الموجودة في المدن. كما يجب الالتزام بمواعيد القيام والوصول للقطارات والاتوبيسات ومحاسبة من يتسبب في مخالفة هذا النظام.أو تسببه في تأخير المواعيد. هذا سيجعل الناس تتجه الي ركوب المواصلات العامة وترك سياراتهم الخاصة لضمانهم أنهم سيصلون الي عملهم في مواعيد محددة وهذا سيخفف العبئ علي الطرق ويقلل من تلوث الهواء. أما بالنسبة للسيارات الخاصة ففي اليابان علي سبيل المثال لا يحق لك ان تمتلك سيارة الي اذا قدمت أوراق تثبت وجود جراج لهذه السيارة فمن الممكن تطبيق هذا النظام في مصر بشرط أن تقوم الدولة والمستثمرين قبل تطبيقه بعمل جراجات كثيرة خاصة في المناطق المزدحمة ومن الممكن الاستفادة من تجربة الجراجات الذكية الموجودة في اليابان حيث انه من الممكن عمل جراجات متعددة الطوابق وتعمل آليا أو عمل جراجات تحت الأرض خاصة تحت الميادين الكبيرة.وسوف يكون لذلك أثر كبير في الحد من عدد السيارات الخاصة والحصول علي عائد مادي كبير بالنسبة للدولة نتيجة عمل الجراجات ونتيجة المخالفات المرورية التي ستفرض علي من يقف بسياراته في مكان مخالف. نأتي الي قائدي الدراجات، فمن المعلوم أن هناك الكثير من العاملين يسكنون علي مسافات قريبة جدا من منازلهم ويستطيعون قطع هذه المسافة باستخدام الدراجة أو سيرا علي الأقدام ولكن هيهات أن يستطيع أحد فعل ذلك في ظل عدم وجود أرصفة. فينبغي علي الفور الأهتمام بالارصفة ليسير عليها المشاة وقائدي الدراجات ومن المعلوم أن الكثير من الشوارع بها أرصفة كبيرة ولكن يشغلها أصحاب المحلات ويقوم كل صاحب محل بغلق الرصيف من امامه اما بوضع أشياء أو وقوف سيارته كما يقوم كل شخص برفع مستوي الرصيف من أمامه أو خفضة أو لصق سيراميك وكأن الرصيف ملك له وهذا يعوق سير المشاة ويجعل الناس تلجا الي المواصلات حتي لو كانت المسافة الي عمله لا تتعدي 1 كيلومتر. كل ذلك من الممكن أن نفعله بسهولة فهناك المئات من الباحثين والعديد من رسائل الماجستير و الدكتوراة عن نظم المرور متاحة في كل جامعات مصر وقد تعجبت عندما قابلت بعض الباحثين المصريين في اليابان جاء ليحصل علي الدكتوراة في نظام المرور الذكي الذي لم يطبق بعد في بعض الدول المتقدمة وكنا نقول له طيب أعمل لنا رصيف واشارات مرور الاول وبعد كده نفكر في نظام المرور الذكي. أكتفي بهذا القدر ولحديثي بقية ان كان في العمر بقية دكتور مهندس/صلاح سالمان مدرس بكلية الهندسة جامعة الأزهر باحث بكلية الهندسة جامعة ناجويا باليابان أرسل تقاريرك وملاحظاتك الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والثقافية للنشر هنا : كلمة أو صورة أو فيديو [email protected]