توقف نشاط كرة القدم فى درجاته المختلفة وفى مسابقاته السنية المختلفة جريمة.. فى ظل احتمالات تسريح جيل أو أجيال من اللاعبين حتمًا سيصيبهم العطب والشيخوخة – الكروية – والإجبار على الاعتزال بسبب عدم ممارسة مهنتهم بشكل تنافسى.. وتوقف النشاط بين أجيال الناشئين والشباب الذين يلعبون فى المراحل السنية المختلفة يعنى ضياع عامين من عمر كل مرحلة سنية من مراحل حياتهم للانتقال إلى المرحلة السنية الأعلى دون أن يمروا بخبرات وتجارب، والنمو الطبيعى الذى يحتاجون إليه فى مرحلتهم السنية الطبيعية .. العاملون فى مجال كرة القدم على مستوى التدريب والإدارة والعلاج وغيرها من مجالات الاحتكاك باللعبة، كل هؤلاء دخولهم تتوقف من جراء توقف النشاط الكروى ..هذا التوقف للنشاط الكروى الحاصل الآن بصورة مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ومهددة بالاستمرار لفترات قادمة يعد جريمة إذن فى حق هؤلاء.. وفى حق مستقبل اللعبة فى مصر التى ستعانى من سقوط مراحل سنية، ومن فجوة مهارات، ومن اختفاء وهجرة كفاءات وخبرات كروية وتدريبية وإدارية فى المستقبل القريب.. وربما تظل تعانى لسنوات.. فمن المسئول عن هذه الجريمة الكروية الرياضية الوطنية والاقتصادية كونها تؤثر على قطاع عريض سيتجه إلى البطالة إلى جوار قطاعات عريضة أخرى فى المجتمع المصرى؟. الإعلام الكروى فى مصر يرمى التهمة فى وجه الألتراس، وينسى الجريمة الحقيقية التى تمارسها إدارة كرة القدم فى مصر.. الألتراس حدد مطالبه بوضوح وبوعى أيضًا.. حين عبر عن حصر مطالبه فى توقف الدورى المصرى الممتاز وحده فقط دون غيره من المسابقات الكروية الأخرى.. كونه المسابقة التى حدثت خلالها مجزرة بورسعيد الرياضية السياسية.. والألتراس المتهم بتدبير وتنفيذ جريمة توقف النشاط الكروى هم أنفسهم من يحرصون على احترام مصر لالتزاماتها الدولية كرويًا.. وهم من لم يعترضوا على إقامة مباريات المنتخب فى التصفيات المختلفة، ولا مباريات الأهلى ولا الزمالك فى دورى أبطال إفريقيا.. وبدت الصورة واضحة تمامًا عندما نزلوا يؤمنون ذهاب فريق صان شاين إلى ملعب المباراة ليلاقى الأهلى فى قبل النهائى الإفريقى – وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذه الخطوة تحديدًا كون التأمين مسئولية الدولة المصرية – فإن الألتراس قدم رسالة فى غاية الوضوح أن حفاظه على مكانة مصر وعلى لعبة الكرة المصرية إفريقيًا ودوليًا لا شك فيه ولا مزايدة عليه، فى الوقت الذى تورط فيه عدد من الرياضيين الذين خرجوا للمطالبة بعودة النشاط الكروى، فإذا بهم يتحولون إلى فئة من... يهتفون بوضوح (فيها لأخفيها.. عاوزين نلعب يا مفيش لعب).. مهددين بإقامة المباراة قبل النهائية، وبالتالى مهددين مستقبل الكرة فى مصر دوليًا دون الحرص على أمن مصر الكروى الدولى!!. فأى الفريقين الألتراس أم متظاهرى الرياضيين كان يمتلك الحس الوطنى وإعلاء المصلحة الوطنية؟.. المشهد واضح والإجابة باتت واضحة، من الذى يتعامل مع الكرة كسبوبة فقط، ومن يتعامل معها كنشاط وطنى ومجال من مجالات التعبير عن المجتمع!! الجريمة الحقيقية إذن تمارسها الإدارة الكروية على مدار ثمانية أشهر بين التآمر والتراخى على مسابقات الدرجات الأدنى من الدورى الممتاز، والتى تضم أكثر من عشرة أضعاف فرق الدورى الممتاز.. والتآمر كذلك على مسابقات المراحل السنية المختلفة.. أيادٍ مرتعشة ومتراخية.. ذلك أقل ما يقال عمن يتراخى فى اتخاذ قرار عودة الحياة للملاعب المصرية بعيدًا عن دورى الأضواء والشهرة والإعلام والبيزنس.. يضاف إلى ذلك محاولتهم التنصل من المسئولية.. والتعامل مع القضية أيضًا بطريقة (يا نلعب كلنا يا نبطل كلنا).. والسادة الكرام المسيطرون على البرامج الإعلامية الكروية فى مصر، الذين يشعلون اشتباكات وحرائق وحروبًا مع الألتراس دون لفت الأنظار إلى الجريمة الحقيقية، التى قد تتسبب فى كارثة كروية فى حق مستقبل مصر!!، لأنهم يحرصون على سبوبتهم دون النظر إلى المصلحة، ولا إلى حقوق الآخرين.. والمصلحة والسبوبة لا تأتيان إلا من خلال دورى العك الكروى والتدنى التحكيمى والتراشق الجماهيرى وملاحقة تصريحات مدير كرة هنا، وحركات شفاه لاعب هناك.. وإحصاء عدد الشماريخ بين كل جمهور.. هذه هى المهام الإعلامية التى تجذب المعلنين وتسخن الأجواء، فتجذب البيزنس.. أما صناعة كرة القدم الحقيقية فلا بواكى لها.. كان الله فى عون الكرويين فى مختلف مستويات ومراحل اللعبة.. وفى عون الألتراس الذى تنفذ الجريمة متسترة بمطالبه التى أغلبها عادل محترم!!. [email protected]