قال خبراء عسكريون مصريون إنه في حال ثبتت صحة الرواية السودانية بأن إسرائيل قصفت مجمع اليرموك الحربي جنوبالخرطوم، فإن الطائرات الإسرائيلية تكون قد استخدمت المجال الجوي الذي يعلو المياه الإقليمية للبحر الأحمر في إتمام العملية. وأعلنت السودان ظهر اليوم أنها تمتلك أدلة على تورط إسرائيل في قصف المجمع ليل أمس، وهو الإعلان الذي التزمت إسرائيل تجاهه الصمت. وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أوضح الخبير العسكري اللواء زكريا حسين، أن "الهدف من قصف إسرائيل للمجمع الحربي يهدف إلي تأجيج الصراع بين دولتي السودان وجنوب السودان وذلك بعد أيام قليلة من إبرام اتفاق أديس أبابا". وتوصل رئيسا السودان وجنوب السودان في المفاوضات التي جمعت بينهما نهاية الشهر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى اتفاق حول منطقة "الميل 14" العازلة ومنزوعة السلاح بين البلدين، كما أرجأ الرئيسان التفاوض حول ملف منطقتي النيل الأزرق وجنوب الكردفان الشماليتين، بينما أخفقا في الاتفاق على قضية أبيي الغنية بالنفط. وعن خط سير الطيران الاسرائيلي قال اللواء حسين، رئيس مركز دراسات أكاديمية ناصر العسكرية سابقا، "هناك احتمالان الأول أن تكون استخدمت المياه الإقليمية للبحر الأحمر وصولا إلي السودان"، مشيرا إلى أن "هذا الاحتمال لا يجعلها معتدية أو مخترقة لأي مجال جوي لأي دولة أخري". وأشار إلى أن الاحتمال الثاني أن "تكون الطائرات الإسرائيلية انطلقت من إثيوبيا والتي توجد بها مرتكزات إسرائيلية واسعة". من جهته، قال اللواء عادل سليمان الخبير العسكري، إن "البحر الأحمر هو الطريق الذي طالما استخدمته اسرائيل لتوصيل امدادات إلي الجنوب السوداني". وطالب سليمان، اللواء السابق بالجيش المصري، السلطات السودانية بالكشف عن "تفاصيل الحادث وطبيعة الإنتاج الذي يقوم به المصنع المستهدف". وأوضح سليمان أن "الحادث ربما لا يتعدى التسريبات الإعلامية من قبل النظام السوداني حتي يكون مقدمة لمنع التظاهرات والمطالبة بإصلاحات داخلية بدعوي أن هناك تربص خارجي". من جانبه، قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "المجمع الحربي الذي أعلنت السودان اليوم عن تعرضه للضرب هو مصنع إيراني لصناعة الأسلحة وهو ما جعله هدف لإسرائيل". ولم يتسن الحصول على رد من الجانبين الإيراني والسوداني حول تصريحات سويلم. وأشار إلى أن "إسرائيل تملك نفوذا في جنوب السودان، بينما تملك إيران نفوذا في الشمال حيث تسيطر علي ميناء بورسودان وتتخذه قاعدة بحرية لها". واستشهد سويلم، اللواء السابق بالجيش المصري، بعدد من العمليات السابقة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة ومنها "استهدافها لقطع بحرية كانت في ميناء بورسودان، كما استهدفت قطع أخري كانت في طريقها إلي مصر عن طريق الصحراء الشرقية وضربتها إسرائيل قبل أن تدخل الحدود المصرية".