انتهت عملية التمديد لرئيس السلطة الحاكمة بصفته المالك الاوحد لمقررات الوطن.. اعاد مقولة لويس السادس عشر »انا الدولة.. والدولة انا« وفق تعديله للمادة 76 من الدستور علي مقاسه لتمديد رئاسته لتصل الي ثلاثين عاما.. في نفس الوقت يضمن التعديل الدستوري توريث الحكم لنجله في توقيت يتم تحديده وسط ظروف خارجية وداخلية مواتية بحيث تكون ضربة استباقية مثلما كان التعديل الدستوري والاستفتاء عليه ثم اعلان موعد لما يسمي اول انتخابات لرئاسة الجمهورية بالطريق الحر المباشر من بين متنافسين بضربات استباقية بوغت بها الشعب. اكد اسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية هذه المقولة بتصريح له مؤخرا كرر فيه ما سبق ان اعلنه رئيس السلطة لجريدة عربية.. قال الباز »ان جمال مبارك من حقه كمواطن ان يرشح نفسه لانتخابات رئيس الجمهورية«.. طبعا يأتي ذلك وفق التعديل التمديدي والتوريثي للمادة 76.. يستكمل الباز تصريحه بقوله »وعلي الشعب ان يقول كلمته«، هنا نقول للباز هل قال الشعب كلمته في التمديد لرئيس السلطة حتي يقول كلمته في توريث السلطة لابنه«.. كانت انتخابات التمديد مجرد ابهار ديكوري لشكل خارجي »نيو لوك« تصلح فقط لكاميرات تصوير الفضائيات المتواجدة بجوار المراسلين الاجانب.. لسنا بصدد الطعون الموجهة لهذه المسرحية الهزلية وهي كثيرة والبعض طعن فيها بالتزوير!! ولكني فقط اتساءل وفق ما قاله زعيم الوفد نعمان جمعة.. اين كانت نتائج فرز الانتخابات يومي 9 و10 سبتمبر؟! الواقع والحقيقة يؤكدان ان هذه العملية التزويرية الكبري كانت تتم فبركتها وتستيفها من مطبخ مرشح السلطة الذي يرأسه وريثه جمال مبارك.. وفق هواها حصل مرشح السلطة علي ملايين مزيفة من الاصوات بينما عمدوا الي ضرب مرشح الوفد بسبب الحراك السياسي للشارع المصري الذي تجاوب وراء الحملة الانتخابية الناجحة للدكتور نعمان جمعة.. مما ادي الي ارتعادة السلطة الحاكمة.. وهو ما سبق ان قلناه عدة مرات.. وتلك حقيقة الاعيب لجنة جمال مبارك لان مصلحته في التوريث مرتبطة بتواجد والده بالسلطة.. وبضربة استباقية جديدة.. اعلن كمال الشاذلي امين مساعد الحزب الحاكم تحديد يوم 13 اكتوبر القادم موعدا للترشيح لانتخابات مجلس الشعب.. اردفها بضربة اخري ان هذه الانتخابات سوف تتم بالنظام الفردي وذلك في مواجهة توقع اجرائها بالقائمة النسبية ولقاء زعماء الاحزاب الرئيسيين الثلاثة قبل هذا الاعلان بساعات لضرب ائتلافهم!! الصورة المزيفة لانتخابات رئيس السلطة يوم 7 سبتمبر سيعاد تكرارها ثانية يوم 13 أكتوبر القادم.. وسيلعب نفس الرباعي.. المال والسلطة والبلطجة والقوات النظامية.. نفس اللعبة للحصول زيفا علي 95% من المقاعد لصالح السلطة وفي مقدمتهم ما يطلقون علي انفسهم »رجال اعمال« لقاء ما قدموه من ابهار الشكل الانتخابي لرئيس السلطة بمبالغ تصل الي نصف مليار جنيه.. وهنا قد يسمحون لعدد من المقاعد حزبية ومستقلة لاضفاء الشكل الديمقراطي الزائف لانتخابات مجلس الشعب.. وبذلك يمكن للاغلبية طرح التوريث. جمال مبارك نجح بمساعدة السفير الامريكي السابق بالقاهرة ديفيد وولش لتسويق نفسه رئيسا لمصر لبعض او جزء او جناح من الادارة الامريكية خلال زياراته المعلنة والسرية الي واشنطن.. تمت ترقية وولش مؤخرا لمنصب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية.. قال ديفيد وولش ردا علي سؤال لحافظ الميرازي مقدم برنامج من واشنطون بقناة الجزيرة حول توريث الحكم في مصر الي جمال مبارك.. اسرع وولش بالاجابة قائلا بالانجليزية يعني لم لا.. رغم انه يجيد العربية.. وليس معني ذلك ان الادارة الامريكية قد وافقت علي مبدأ التوريث لان القرار في النهاية يرجع الي قرار الرئيس الامريكي استنادا الي عدة سيناريوهات ملخصة تقوم بها عدة مراكز بحثية يقوم علي ادارتها علماء الاستراتيجية وعلي الرئيس ان يختار احدها رغم ان جميع هذه السيناريوهات تصب في خانة واحدة هي المصلحة الكونية للامبراطورية الامريكية التي ليس في صالحها تكريس احتقان الشارع السياسي المصري بسبب سياسات السلطة الحاكمة التي اودت بالبلاد الي قاع هاوية الافلاس والفساد والفقر والمرض والجهل بحيث انقسم الشعب علي نخبة تحكم وتسيطر متخمة بالمال والسلطة لايتجاوز عددها مع مريديها وخدمها مليون شخص بينما 71 مليون يعانون ويحرمون!! ومازال في مقدمات الضرابات الاستباقية ترهيب وتخويف القيادات الحزبية والنشطاء السياسيين بالمراقبات الامنية الالكترونية والتنقيب الليزري علي المحمول والتليفزيون الارضي.. وتركيب زراير الكترونية علي المقرات والشقق والسيارات للوقوف علي تحركات المعارضة المصرية ورصد مخططاتها الوطنية سواء كانت في عملية التمديد او عملية التوريث القادمة!!! ________________________________________ الوفد