قال مصدر مطلع في حركة حماس إن "زيارة الوفد الأميري القطري إلى قطاع غزة الذي يرافقه فيها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل تم تأجيلها إلى ما بعد عيد الأضحى لأسباب أمنية تتعلق بتصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي للقطاع". وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء اليوم الإثنين أوضح المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته - أن "الوفد القطري الذي يضم كلاً من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند بالإضافة لمشعل، وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحماس في الخارج كان من المقرر أن يصل إلى قطاع غزة اليوم الإثنين لكن الزيارة تأجلت إلى ما بعد عيد الأضحى لأسباب أمنية". وكان المصدر ذاته قد كشف للأناضول أمس الأحد أن تلك الزيارة ستتم خلال 48 ساعة. وكثفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة خلال الأيام الماضية ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين من بينهم مقاوم بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقائد "جماعة التوحيد والجهاد" في القطاع هشام السعيدني. ورجح المصدر في حديثه لمراسل الأناضول اليوم أن "تقتصر الزيارة بعد عيد الأضحى على الشيخة موزة زوجة الأمير القطري وعدد من كبار المسئولين القطريين، بالإضافة لعدد من قيادات حركة حماس في الخارج". ورفض المصدر تأكيد أو نفي إلغاء زيارة مشعل إلى غزة، قائلاً "لا أستطيع أن أتحدث عن هذا الأمر، لا أملك تأكيداً أو نفياً حول زيارة مشعل لغزة، لكن ذلك كان مقرراً قبل تأجيل الزيارة إلى ما بعد عيد الأضحى وذلك لإجراء انتخابات رئاسة المكتب السياسي". وتوقعت مصادر فلسطينية من قطاع غزة أن الزيارة تأتي ليضع الأمير القطري حجر الأساس لبدء مشاريع إعادة إعمار القطاع التي مولتها قطر بمبلغ 256 مليون دولار. ولفت المصدر إلى أن المناورة العسكرية التي أجرتها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في قطاع غزة، وكتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس في غزة الأسبوع الماضي هدفها التدريب على حماية وفد قيادة حركة حماس والوفد الأميري القطري. وشهدت شوارع قطاع غزة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الأحد انتشاراً مكثفاً لرجال الأمن، بالإضافة لنصب عشرات حواجز التفتيش على مفترقات الطرق الرئيسية والفرعية وانتشار مكثف لعناصر من كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في ساعات الليل. وقالت وزارة الداخلية في حكومة قطاع غزة في تصريح صحفي مقتضب تلقى مراسل "الأناضول" للأنباء نسخة منه أمس إن "انتشار الأجهزة الأمنية صباح الأحد في شوارع قطاع غزة هو استكمال للمناورة الميدانية التي أجرتها الأسبوع الماضي بمشاركة كافة أجهزتها الأمنية والشرطية لرفع كفاءة الأجهزة الأمنية وأدائها في الميدان". وكان مشعل قد أعلن، مؤخراً، عن عدم نيته قيادة المكتب السياسي لحركة حماس لولاية جديدة بهدف ضخ دماء جديدة في الحركة. وأثار قرار مشعل جدلاً كبيراً وتحدثت كثير من وسائل الإعلام العربية والدولية عن خطة لإقصائه عن رئاسة المكتب السياسي، لكن حركة حماس نفت ذلك تمامًا. ويتولى خالد مشعل قيادة حركة حماس منذ 16 عاماً حيث كان نائبه موسى أبو مرزوق، رئيس المكتب السياسي للحركة، قبله. في العام 1992 تم انتخاب موسى أبو مرزوق كأول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس حتى عام 1997 وهو تاريخ انتخاب خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي للحركة. والمكتب السياسي هو أعلى سلطة تنفيذية في حركة حماس، ورئيس المكتب هو قائد الحركة.