هل تراجع "د. جابر عصفور" عن آرائه التى كان يرددها كالفلكلور عن "التنوير" القادر على كنس "الظلاميين"، وعن عمامة "الطهطاوى" الملفوفة التى هى أبقى وأضمن وأكثر فعالية من كل طواقى وشيلان وعمائم التيار الإسلامى المعاصر؟ حسب الظاهر، نقول إنه تراجع فى كلمته التى ألقاها أمام اللقاء الفكرى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية فى الإسكندرية بمشاركة عدد كبير من رجال الدين الإسلامى والمسيحى وكبار المثقفين واساتذة الجامعات ورجال الإعلام تحت عنوان ظاهرة الإرهاب رؤية تحليلية. قال الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة: إن الإرهاب ظاهرة معقدة يصعب أن نقول أن مسببها عامل واحد مشيرا الى أن مجموعة متضافرة من العوامل ساهمت فى تفاقم ظاهرة الارهاب خاصة فى السنوات الاخيرة ومنها على حد تقديره تفاقم الازمة الاقتصادية وانتشار العشوائيات وتزايد الغلو والتعصب الدينى هذا الى جانب الاستبداد السياسى فى بعض المجتمعات ودوره فى الدفع نحو الارهاب بسبب القهر وغياب حريات التعبير. وقال الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن التعريف الدقيق للارهاب من الأمور الشائكة والتى بها خلط كبير إلا أن الأغلبية تتفق على أنه فرض أى رأى أو موقف بالعنف وبدون وجه حق وعن طريق ترويع المدنيين والحاق الدمار بالابرياء . وأشار الى أن الولاياتالمتحدة روجت للعولمة كمذهب سياسى واقتصادى واجتماعى وفرضت نموذجها على العالم باسره وهو ما اصطدم مع الخصوصيات الثقافية لبعض المناطق فى العالم وبخاصة المنطقة العربية التى اعتبرت النموذج الامريكى محاولة لتجريدها من هويتها الدينية والثقافية. وهكذا فالرجل لم يعد ينسب الإرهاب كله إلى "الظلاميين"، وأصبح كبقية عباد الله يتحدث عن الاستبداد السياسى كعامل أساسى يؤدى إلى تفجير العنف، وأشار إلى العولمة التى روجها اليمين الأمريكى "المحافظون الجدد" واستفزازها لما سماه "الخصوصيات الثقافية" الأمر الذى يؤدى إلى العنف. وكلها التفاتات صحيحة، وإن جاءت متأخرة، من الرجل الذى قطع تذكرة الصعود إلى نخبة النظام المصرى عبر ترديد فلكلور التنوير بعمامة رفاعة الملفوفة!