كشفت مصادر سياسية مصرية وتقارير إعلامية أمريكية النقاب عن أن إليزابيث تشيني نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى قامت الأسبوع الماضي بزيارة غير معلنة لمصر تم فرض تعتيم إعلامي كامل عليها من قبل وسائل الإعلام المصرية ، وذلك نظرا لخطورة الموضوعات التي ناقشتها تشيني مع المسئولين المصريين ، والتي شملت ملفي التوريث والإشراف الدولي على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل . ورغم هذا التعتيم الإعلامي فقد تمكنت "المصريون" من كشف تفاصيل زيارة إليزابيث تشيني ، ابنة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ، خاصة ما دار في اجتماعها مع الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ومع جمال مبارك نجل الرئيس مبارك ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني . وأكدت تشيني في بداية زيارتها لمصر التزام إدارة الرئيس بوش بتوسيع الهامش الديمقراطي في العالم العربي بشكل مطلق ومؤكد ، مشددة على أن الأمن القومي الأمريكي أصبح في خطر ، لذا بات من الضروري توسيع مساحة الديمقراطية في مصر والعالم العربي. ولفتت الصحف الأمريكية إلى أن تشيني بهذه التصريحات قطعت الطريق على بعض قيادات النظام السياسي المصري الذين توهموا أن أمريكا تراجعت عن ضغوطها على القاهرة لتسريع وتيرة الإصلاحات الديمقراطية. وقال تشيني في تصريحات لوكالة " الاسوشيد برس " إن الإقبال الضعيف على الانتخابات الرئاسية يجعل الإدارة الأمريكية تتمنى حظا سعيدا للحكومة المصرية في الانتخابات البرلمانية القادمة وأن يتمكن الحزب الوطني الحاكم من حشد أتباعه لرفع نسبة التصويت . وأعادت تشيني التأكيد على أن الاهتمام الأكبر لأمريكا هو توسيع الديمقراطية في مصر لأن الأمن الأمريكي أصبح في خطر ، على حد قولها. وأشارت تشيني إلى أنها التقت مع الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وكذلك مع جمال مبارك ، الذي وصفته الصحف الأمريكية بأنه الوريث الرئاسي المنتظر. وقالت تشيني إن مبارك الابن وعدها بأن قيادة والده للحزب الوطني ستسرع عمليات الإصلاح الديمقراطي كما جاء في المؤتمر العام للحزب الوطني منذ أيام. في السياق ذاته ، أشارت مصادر السفارة الأمريكيةبالقاهرة إلى أن نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية التقت مع عدد من زعماء أحزاب المعارضة، التي لم تكشف أسمها ، لافتة إلى أن اللقاء تناول الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك مطالب المعارضة بضرورة وجود مراقبين دوليين لمراقبة تلك الانتخابات . وأوضحت المصادر أن تشيني أكدت لقادة المعارضة الذين ألتقتهم إصرار أمريكا على وجود مثل هؤلاء المراقبين. وشددت تشيني على أن السياسية الخارجية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر لن تتغير وأن هذه السياسة هي لصالح أمريكا وللشعوب العربية المتطلعين للحرية. وردا على الانتقادات التي واجهت الإدارة الأمريكية وواجهت الرئيس بوش تحديدا بشأن دفاعه عن سعد الدين إبراهيم وأيمن نور عندما تم القبض عليهما في حين تصمت الإدارة الأمريكية حينما يتعلق الأمر بالمعتقلين الإسلاميين ، قالت تشيني إن جماعة الإخوان المسلمين جماعة محظورة وفقا للقانون المصري ومنعت من خوض الانتخابات والإدارة الأمريكية تحترم القوانين المصرية لكنها عادت وقالت إن أمريكا ضد أي عمليات قمع ضد الشعوب ويجب أن يتمتع كل الناس بحقوقهم السياسية. وتساءلت تشيني : ماذا لو وصلت تلك الجماعات الأصولية للحكم ؟ كيف سيكون موقفها من حقوق المرأة ومن الحريات الدينية؟ ، مؤكدة على أنه يجب على تلك الجماعات أن تكون راغبة في الدفاع عن حقوق الآخرين حتى تجد من يدافع عنها. من جهتها ، أكدت مصادر سياسية مطلعة ل " المصريون " أن إليزابيث تشيني نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية ناقشت مع السيد جمال مبارك مسألة خوضه انتخابات رئاسية إذا ما أعلن الرئيس مبارك بعد فترة تنحيه عن الحكم . وكشفت المصادر أن إليزابيث تشيني أكدت لجمال مبارك أن الإدارة الأمريكية سوف تقف مع أي رئيس مصري يلتزم بالأجندة الأمريكية ويقاوم أي حركات إسلامية متشددة مناوئة لأمريكا أو إسرائيل. ووعدت تشيني نجل الرئيس بأنها ستنقل وجهة نظره فيما يتعلق بمستقبل منصب الرئاسة في مصر إلى الإدارة الأمريكية . وفيما يتعلق باجتماعها مع الدكتور أحمد نظيف ، أفادت المصادر بأن تشيني أعادت التأكيد على رغبة أمريكا في أن تقود مصر الدول العربية في إرسال قوات لحفظ السلام في العراق ، كما طالبت بإرسال سفير مصري جديد إلى بغداد لتشجيع باقي الدول العربية. وطلبت تشيني من رئيس الحكومة المصرية ضرورة تقليص ما تسميه الإدارة الأمريكية التعليم الديني كما حدث في باكستان لكن الإدارة الأمريكية تركز على الأزهر وضرورة تخفيض بعثاته في الخارج وتقليص أعداد الطلاب الوافدين من دول جنوب وشرق أسيا للدراسة. ووعدت تشيني في المقابل بزيادة عدد المنح الدراسية التي ستقدم للطلاب والأساتذة المصريين سواء في أمريكا أو أوروبا. وتناول لقاء تشيني مع الدكتور نظيف ، قضية محاكمة أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض ، حيث شددت على ضرورة التوصل إلى حل وسط ، محذرة من صدور أي أحكام بحبسه أو أي محاولة لتفجير حزبه أو إقصائه عن رئاسة الحزب. وجدير بالذكر أن زيارة إليزابيث تشيني نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط للقاهرة تأتي بعد أيام قليلة من الزيارة التي قامت بها كارين هيوز وكيلة الخارجية الأمريكية لشئون الدبلوماسية العامة لمصر لبحث تحسين صورة أمريكا لدى الشعب المصري ، لكن زيارة هيوز حظيت بتغطية إعلامية واسعة سواء من وسائل الإعلام المصرية أو الأمريكية .