أظهرت دراسة حديثة زيادة هائلة في عدد الأمريكيين ممن لا يؤمنون بديانة معينة إلى 20 % من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 314 مليون نسمة. وبحسب الدراسة التي أجراها مركز بيو للأبحاث فإن عدد الأمريكيين الذين لا ينتمون لأي ديانة ارتفع من 8 %عام 1990 إلى 20 %في العام الجاري. واعتبرت صحيفة واشنطن بوست هذه الأرقام دليلا على حدوث تغيير غير مسبوق في الهوية الروحية للشعب الأميركي على نحو من شأنه أن يقلب الأوضاع في عدة مجالات بدءا من العمل الخيري وحتى السياسة. وقالت الدراسة إنه على الرغم من عدم انتماء هؤلاء لديانة معينة، فإن العديد من الأميركيين يؤمن بوجود رب ويؤدي الصلاة ويمارس طقوسا دينية. وبحسب الدراسة فإن 19.6%من هؤلاء لا ينتمون لديانة معينة أو أنهم من أتباع اللادرية (عدم جواز معرفة أصل الكون أو حقيقة وجود إله) أو ملحدون مقارنة بنسبة 8 %عام 1990. وتبين الدراسة واقع الاستقطاب الديني والسياسي معا خلال العقود الأخيرة، وتؤكد أن التجمعات الدينية كانت عبارة عن مزيج من الانتماءات السياسية، وهو لم يعد حاضرا بشكل عام في الوقت الحاضر، بحسب الدراسة التي قالت إن الأميركيين باتوا يختارون أماكن عبادتهم وفقا للانتماءات السياسية التي يتبعونها وليس العكس. كما ألقت الدراسة الضوء على أن 24 % ممن لا ينتمون لدين معين يميلون للحزب الديموقراطي، بينما يشكل المتدينون المسيحيون 34 % من قاعدة الحزب الجمهوري. وتكشف الدراسة مدى تأثير هذه الفئة من الأميركيين على الفائز بالسباق نحو البيت الأبيض، ففي الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2008 صوت نحو 65 بالمئة من هؤلاء لصالح باراك أوباما. وتتوقع الدراسة أن تصوت النسبة ذاتها لصالح أوباما أيضا في الانتخابات المقرر إجراؤها في السادس من الشهر المقبل مقابل 27 % لصالح المرشح الجمهوري ميت رومني. ويعتقد الخبراء أن هذه المؤشرات كانت إحدى أسباب عدم تركيز أوباما ورومني على الدين في حملاتهما الانتخابية خشية أن يفقدا دعم هذه الفئة من الناخبين.