في منحي خطير يهدد بحرب دينية داخل الحزب الجمهوري الأمريكي, شن جناح المسيحية البروتستانتية المحافظ- المعروف بتشدده سياسيا- هجوما هو الأول من نوعه علي ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقبلة و ذلك بعد صعوده في استطلاعات الرأي الأخيرة. ليصبح في صدارة المرشحين عن الحزب بسبب انتمائه لطائفة المورمون التي يدين بها حوالي16 مليون نسمة فقط في الولاياتالمتحدة وتنكر عدة طوائف اعتبارها طائفة مسيحية. وقال محللون في واشنطن إن تصريحات قس ينتمي لليمين المسيحي في مؤتمر للتيار المحافظ أمس الأول تهدد بإشعال حرب داخلية في الحزب الجمهوري الذي ما زال يبحث عن مرشح قوي لمواجهة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل. فقد صرح القس الإنجيلي المعروف روبرت جيفرس أمام مؤتمر قمة القيم في واشنطن بأن المورمونية هي عبادة, وأن رومني لا يعد مسيحيا في ضوء تعاليم دينه, فيما أعلن عن تأييده للمنافس الرئيسي لرومني وهو حاكم ولاية تكساس ريك بيري الذي لقي ترحيبا حارا في المؤتمر من رموز التيار المحافظ في الولاياتالمتحدة. وينتمي القس جريفس للكنيسة المعمدانية الجنوبية, وقد واصل تصريحاته لوسائل الإعلام بعد جلسة المؤتمر مؤكدا ان ما ورد علي لسانه ربما لا يكون صحيحا من الناحية السياسية, إلا أنه يتمسك برأيه في عدم انتماء رومني للمسيحية. وكان الجدل حول ديانة رومني وإمكانية انتخابه رئيسا قد بدأ في حملة الرئاسة في عام2008 فيما كان يتولي في هذا الوقت منصب حاكم ولاية ماساشوسيتس. وقال القس المعمداني إنه لا يعترض علي شخص رومني, ولكن التيار المحافظ لا ينظر بارتياح لمسألة ترشحه عن الحزب الجمهوري, بينما قال المتحدث باسم حملة بيري ان حاكم تكساس لا يتفق مع جيفرس بشأن ديانة رومني, وأنه لا يعتقد أن المورمونية هي عبادة مستقلة بذاتها, وأن إيمان رومني من عدمه يرجع إلي الخالق وليس إلي البشر. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حوالي20 في المائة من الجمهوريين و23 في المائة من البروتستانت لا يدعمون شخصا ينتمي للمورمون لمنصب الرئيس.