يخوض اربعة مرشحين مرجحين معركة شرسة يصعب توقع نتائجها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري الى السباق الرئاسي في نوفمبر، لذلك يضعون كل قواهم في الحملة واعدين الناخبين بالتغيير.فالناخبون الجمهوريون في نيوهامبشاير المدعوون لاختيار مرشحهم المفضل في الانتخابات التمهيدية الثلاثاء، يجدون انفسهم في حيرة من امرهم. الحاكم السابق لاركنسو القس المعمداني مايك هاكابي الذي حقق فوزا مفاجئا في اول انتخابات تمهيدية في ايوا (وسط)، يجد نفسه في موقع ضعيف في نيوهامبشاير حيث تشيراستطلاعات الرأي الى تراجعه عن المرشحين الاخرين، ولعل ذلك بسبب مواقفه المؤيدة صراحة للمسيحيين المتشددين اثناء المرحلة الاولى من السباق. وعلى الصعيد الوطني يحتفظ رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني بتقدمه الثابت بثلاث نقاط على الاقل على منافسيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر المقبل، بحسب المعدل الوسطي لنتائج استطلاعات الراي الاخيرة الذي اعده الموقع الالكتروني «رييل كليير بوليتيك»، لكنه يجد نفسه ايضا في المؤخرة في نيوهامبشاير وقرر في اللحظة الاخيرة تكثيف جهوده قبل انتخابات الثلاثاء.من جهته تقدم السناتور جون ماكين المعروف بصراحته ب5,2 نقطة بحسب الموقع الالكتروني المذكور على منافسه الحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس المجاورة ميت رومني. وللتميز بمواقفهم سيمضي المرشحون الاربعة كل اوقاتهم حتى استحقاق الثلاثاء وهم يجوبون ارجاء هذه الولاية الصغيرة المكسوة بالثلوج بالرغم من البرد القارس. ويضع رومني ،وهو رجل اعمال ثري ينتمي الى طائفة المورمون لم يحالفه الحظ في ايوا بالرغم من انفاقه الوقت والمال بشكل كبير، كل ثقله في نيوهامبشاير حيث يعتزم عقد نحو ستة اجتماعات في اليوم مرفقة باعلانات دعائية اذاعية وتليفزيونية تتضمن في اغلب الاوقات هجمات عنيفة على ماكين. لكن ماكين بطل حرب فيتنام والسناتور غير المحبوب في قيادة حزبه، يبدو واثقا من الفوز وتدعمه خصوصا الصحف المحلية الاكثر نفوذا التي تشيد بجديته في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء. اما مايك هاكابي فهو لا يعترف بالهزيمة وسعى الى المحافظة على الزخم الذي حققه في ايوا مراهنا على الاسلوب الشعبي الذي اكسبه حتى الان. فقد شاهده مئات من الناخبين الجمعة ينضم الى فرقة الروك المحلية «ماما كيكس» في مركز رياضي في هنيكر في قلب المنطقة الريفية المغطاة بالثلج. وقال بعد ان شارك الفرقة بالعزف على الغيتار «أتعتقدون حقا انهم يلهون بهذا الشكل في اجتماعات هيلاري كلينتون؟».وبدا سمحا ودقيقا في آن اذ اختار التركيز بعد ذلك على نقاط في برنامجه تثير الاهتمام اكثر في هذه الولاية المتحررة، مثل ابدال الضرائب برسم على البيع والدعوة الى تحرر الولايات عن السلطات الفدرالية. وقال هذا الريفي الذي يعد بقلب عادات واشنطن «ان رياح تجديد تهب في هذا البلد، رياح تحمل التغيير». وكان لهذه الرسالة صدى على بعد نحو اربعين كيلومترا، تحديدا في مانشستر حيث سمع رومني ينادي ب«وجوب تغيير واشنطن» ويقول «لا يمكن الاستمرار بإرسال العجزة اليها سنة بعد سنة». والرجل الواجب هزمه بعد ثلاثة ايام معروف وهو جون ماكين عميد الحملة البالغ من العمر 71 عاما.