"بدا واثقا من نفسه، نبرة صوته أبرزت صدق حديثه، وحجز لنفسه مقعدا بين الزعماء السياسيين الذين استطاعوا إخضاع الجماهير بتحفيزهم واستثارة مشاعرهم وعاطفتهم باستخدام كلمات ذات تأثير عاطفي كبير".. بهذه الكلمات وصفت نهاد رجب، مدرب ومعالج بالتنويم الإيحائي على فنون الإقناع والتأثير النفسي- خطاب الرئيس محمد مرسى أمس. ووصفت المحلل النفسي خطاب مرسي بأنه "مذهل" استطاع من خلاله أن يثبت للجميع ثقته بنفسه وبأنه رئيس منتخب جدير بثقتهم، وأنه استطاع ببراعة اختيار الكلمات التي أذهلت الجميع؛ فاتبع طريقة باراك أوباما في الخطابة ولكنه أبدع فيها، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أنه قد تدرب كثيرا حتى يصل إلى هذه المرحلة من المهارة. وأشارت نهاد إلى أن خطاب الرئيس مرسي امتاز بالعديد من النقاط التي أثارت إعجاب الكثيرين من الجماهير، في حين استغربه البعض، وقالت: لا يختلف اثنان على الاختلاف القوي بين هذا الخطاب الأخير والخطابات التي سبقته خاصة خطابه الأول كرئيس للجمهورية في جامعة القاهرة.. فلقد عبر العديد من النشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي عن انبهارهم بكيفية قيامه بالخطاب وقدرته القوية والمستحدثة على إظهار هذا القدر من الثقة بالنفس والتواصل والجرأة في مواجهة مئات الآلاف من الجماهير المتحمسة للتغيير . وأضافت رجب: لاحظ العديد من المواطنين الثقة الكبيرة بالنفس التى بدت على الرئيس المنتخب واستطاع أن يجذب بها قلوب مئات الآلاف من الحضور والملايين من المتابعين، وتدل هذه الثقة على تيقنه من أنه استطاع تحقيق التغيير المطلوب بناء على إحصائيات قوية لديه استعد بها قبل ظهوره على المسرح. وأشارت إلى أن نبرة صوته أوضحت الكثير من خبايا كواليس هذا الخطاب، فإن كان قد نجح في إظهار هذه الثقة بالنفس فنبرة صوته إنما تعبر في بعض اللقطات خلال الخطاب عن ضغوط يتعرض لها وكأنه يحاول أن يرسل برسائل طول الوقت للمشاهدين، وآخرين يحاول الوصول إليهم من خلال كلماته والتي حملت أكثر من معنى . وتجلت الثقة بالنفس على تعبيرات وجهه ونبرة صوته ووضوح كلماته كما سأقوم بالتفصيل فيما بعد . وأوضحت رجب أن الرئيس مرسي برع في اختيار الكلمات والتي أذهلت الحاضرين، فدراسة تأثير خطابه لا تتم فقط على الحضور وإنما على المشاهدين وعلى الجمهور عن طريق تحليل وجهات نظرهم فيما بعد .. واستخدم الكثير من الأنماط اللغوية التأثيرية والمعروفة في مناهج "فن الإقناع والتأثير النفسي بالتنويم الضمني" وهذه الكلمات تساعد على التواصل مع العقل الباطن للمستمعين لإدخالهم في حالة من التحفز والعاطفة المستمرة المتأججة فلا استعجاب في "التسقيف الحار الحاد" الذي قام به الموجودون بالاستاد والتأثير الذي أصبح عليه كل من شاهد الخطاب وهذه الأنماط من نوعية "الناس.. إحنا .. ، مصر تقدر ، إحنا نقدر ، الأحسن ، الأهم " وهي أنماط لغوية يتم تدريب موظفي كبرى الشركات عليها بالإضافة إلى رؤساء الدول، حيث قام الرئيس مرسي باستخدام أسلوب العاطفة بشكل واضح للتأكد من وصول رسالته ولمسها لنفسية المستمع أيما كانت اتجاهاته.