إنها مصر, من أرادها بسوء فعليه دائرة السوء, ومن قذف ضيوفها بالطوب, فلا نجاد يقيه ولا فأر الجنوب. ويا أهل مصر المحروسة, قد جاءكم أهل الشام فى استراحة قصيرة لحين خلع الضرس الفاسد المسمى بشار الأسد, جاءوا بلادهم, فمصر والشام رئتان بقفص أمتى الصدري, جاءوا وشعارهم: "الكريم لا يضام". يا أهل مصر المحروسة، فاحذروا واسمعوا وعوا, فكلاب الكلب يحاولون التسلل والتخفى بهدف التجسس على ضيوفنا, وربما اغتيال بعضهم, وتهديد الأقلام التى تناصرهم. أرسلهم الكلب, ولا يعلم أن مصر بلد الرجال, والرجال جدا, وأن من رش ضيوفنا بالماء, أجبناه بالدماء. أرسلهم متخيلا أن مصر بلاد الطوائف والملل والنحل, وغرته تجربته القبيحة فى لبنان الجريحة. ولا يعلم الجاهل أنها مصر, التى قال فيها رب العزة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". يا أهل مصر المحروسة, انتهى تحذيرى لكم, وعيب جدا أن يتم المساس بسورى فى بلادنا, وانتهى التحذير, وإليكم كلمات أخجل أن أكتبها, فأنا لا أتصور أن ينام منا رجل – قسما بالله حتى لو فقيرا- وهو يعلم أن بأرض مصر أسرة سورية جاءت تستغيث بالله وتستنصره. يقول محمود الغمراوى عضو رابطة النهضة والإصلاح: "إن الأسر السورية فى أشد الحاجة للتبرعات والمساعدات، فأغلبهم يعانى نقصا شديدا فى لوازم الحياة، كما أن هناك عددا كبيرا من السيدات اللاتى فررن, وما زلن مرتديات نفس ملابسهن ساعة الفرار من القصف فى حمص". ألم أقل: إن الكلام لا يمكن قوله, فعيب جدا أن يذكرنا أحد بأن حرائر الشام بحاجة لملابس, قسما بالله العلى العظيم, إنه لعيب, وإنه لا نامت أعين الجبناء البخلاء الذين يغفلون عن لحمنا وشرفنا الشامي. يا أهل مصر المحروسة, قد صدعت الفضائيات رءوسكم بالتبرعات لكل مشروع صالح وطالح, فكيف لا يتقدم متطوع كريم ويقوم بتنسيق المسألة وتنظيمها, والإعلان عن رقم حساب للنصرة ولا أقول التبرع, وعن مكان أمين لتلقى الاستحقاقات العينية, ولا أقول تلقى المساعدات. فهى حقوق, وللشام فى رقابنا دين مستحق, فيكفى المحبة, ويكفى زئير العز بن عبد السلام فوق منبر جامع عمرو. يا أهل مصر المحروسة, لو لم نحمل هؤلاء فوق الرءوس, فلا خير فينا, لأن محمدا صلى الله عليه وسلم - الذى غضبنا لأجله - يقول: "إذا فسد أهل الشام, فلا خير فيكم". [email protected]