تحول شعار "الإسلام هو الحل" ، الذي تخوض تحته جماعة الإخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى محور الحوار في الندوة التي عقدتها أمس الأول نقابة الصحفيين ، والتي شهدت خلافات حادة بسبب تفسيرات وضرورات الشعار في المرحلة الحالية . واعتبر ممثلو الإخوان في الندوة الشعار عبقريا وموجزا وملخصا لمضمون الواقع السياسي ومعبرا عن الهوية والمرجعية ، بينما اعتبره عدد من ممثلي اليسار والمشاركين مبهما وغير واضح ومطاطيا. وأكد الدكتور عصام العريان مسئول المكتب السياسي للإخوان ، والمفرج عنه مؤخرا بعد اعتقال دام ستة أشهر ، أن شعار "الإسلام هو الحل" مستخدم منذ 25 عام وهو حسب رؤية الجماعة يعبر عن ثلاثة قضايا أولهما أنه هوية حضارية للأمة في وقت تفتقد فيه الأمة ، وعلى رأسها مصر ، التأثير والخصوصية ، وهذا لا ينفي الجماعات المتعددة التي تشارك المسلمين بلادهم مثل الترك أو البربر والكرد والديانات الأخرى التي شاركت الإسلام في تكوين الحضارة الإسلامية . وأوضح العريان أن هذا الشعار جاء لاستعادة الخصوصية الحضارية التي ذابت في ظل الاستعمار أو الانحياز للغرب لذلك كان الشعار لرد الاعتبار للهوية ، مشددا على أن المرجعية الإسلامية ليس ملكا للمسلمين فقط بل هي للجميع ومن حقهم أن يتمسكوا بها وهذا لا ينفي خصوصية الآخر . ورأى العريان أن هذا الشعار يعبر عن تيار أصيل نشأ منذ قرابة 80 عاما "الإخوان المسلمين" ، الذين أرادوا أن يثبتوا هذه المرجعية كي لا تضيع والبرامج موجودة لتأكيد هذه المرجعية والدليل مشاركة الإخوان في انتخابات البرلمان في الثمانينات وانتخابات النقابات المهنية . وأوضح القيادي الإخواني أن الشعار " الإسلام هو الحل " يعبر عن إطار عام تنبثق منه كل البرامج التفصيلية فهو موجز سهل الحفظ ،ومعبر يحمل كل التفسيرات والخلاف حوله من حيث التفسيرات والبرامج العامة لا يقلل من أهميته من أجل تثبيت الهوية والمرجعية. في المقابل ، اعترف المهندس محمد فرج عضو المكتب السياسي لحزب التجمع بأن الشعار بالفعل عبقري لأنه يتعامل مع مجتمع متدين وهو كذلك شعار سياسي ويلقي بأوضاع فكرية وسيكولوجية للمصريين والعرب ومنذ ظهوره وهو يثير الكثير من الأسئلة والإشكاليات على المستويين الديني والسياسي وأول هذه التحديات هو هل هذا الشعار ديني أم سياسي أما التحدي الثاني فهو أن هل هذا الشعار يبين ما معنى الإسلام .. هل إسلام كحضارة أم إسلام كعقيدة ودين وهل الإسلام الكتاب والسنة أم الإسلام في كتب الفقه وأحكام البعض أم إسلام حكام المسلمين؟ والتحدي الثالث هو أن هناك من حكموا في بلاد أخرى كالسودان وإيران بنفس الشعار ، فأي إسلام يريد الإخوان ، هل هو إسلام السودان وإيران أم إسلام السعودية ، وكل هذا يثير خلافا لتحديات الحوار داخل جماعة الإخوان ذاتها ، فهناك خلاف ما بين التيار القديم والتيار الجديد. وتسأل فرج عن نوعية الولاية هل السيادة للأمة أم للجماعة وما هو شكل الدولة هل ستكون دينية أو مدنية ، مؤكدا أن خلافه مع الشعار ومؤيديه فكري وليس سياسيا وليس خلافا حول الإسلام كدين لكن الخلاف حول ما يسمى بالفكر الديني وحول التاريخ الإسلامي فلا يوجد نظام إسلامي محدد ننقله عن السلف الصالح فلا خلاف مع الإخوان أن تكون مرجعيتهم إسلامية ولكن في حدود أن تكون الدولة ذات طابع مدني وترتكز على الدستور العام والتشريع المعتمد على الديمقراطية والحرية والفصل بين السلطات ولا خلاف كذلك حول الشعار كهوية حضارية ولكن في ظل الظروف السياسية لابد من مراجعة الشعار ليكن "الإسلام هو مرجعيتنا". من جهته ، طرح الدكتور رفيق حبيب عضو التجمع الوطني للتحول الديمقراطي رؤيته التي ارتكزت على أن ما يطرحه الشعار يؤكد أن من أول التحديات التي تواجه الأمة هي الهوية والعودة للهوية الحضارية وفق المرجعية العامة ولكن هذا لا يتم من فصيل أو تيار سياسي منفرد لذلك وجب على الإخوان الحوار مع الآخرين ليكون هناك تعبير حقيقي عن المسلمين والأقباط ومختلف التيارات في هذه المرجعية وثانيا فلابد من حل التحدي الثقافي لتصل الرسالة للجميع دون خلط وفي مقدمتها الحركات الإسلامية الأخرى لتكون المرجعية على أساس اتفاقي لا اختلافي ووفق برنامج محدد وتأسيس تيار يستطيع قيادة وصياغة مستقبل الأمة ويعيدها إلى هويتها ومرجعيتها وأن الخلط والعمومية في تفسير الشعار تأتي لغياب البرامج التفصيلية. وأختتم الباحث السياسي ضياء رشوان ، الذي أدار الندوة ، المناقشة بالتأكيد على أن هناك تخوفا لدى الكثيرين من أن يكون وصول الإخوان للسلطة مدخلا لاحتكار الرأي العام وعدم إتاحة الفرصة للآخر في التعبير عن رأيه وأن طرح شعار الإسلام هو الحل حاليا أوجد إشكاليات كثيرة وأوجد من يناصره ومن يرفضه وطرح إشكالية كيفية تطبيقه في الواقع المصري وأوجد كثيرا من المغالطات حوله بسبب عموميته وشموله وعدم تحديده إلا أنه في النهاية فهو شعار يحتاج من الإخوان دراسات وطرح حوار وإقامة مناقشات عامة لتفسيره من جانب وتأكيد على أنه لا يزيد عن كونه تحديدا للهوية والمرجعية الحضارية العامة.