إذاعة ال بي بي سي ، استضافت مساء أمس الأول الصديقين العزيزين : القيادي الإخواني البارز د. عصام العريان ، و الخبير المتخصص في شئون الحركات الإسلامية د. ضياء رشوان ، لسؤالهما عن "مفاجئات الإخوان" الانتخابية . د. عصام قال إنه كان يتوقع هذا النصر الكبير الذي انتزعته جماعته من بين فكي الوطني ، و عزا ذلك إلى أن الجماعة راهنت على الظروف و التغيرات الدولية و الاقليمية و المحلية التي أفرزتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر . د. ضياء رشوان من جهته أكد على أن التيار الإسلامي في الكثير من البلدان الإسلامية مثل باكستان و البحرين و تركيا و المغرب و فلسطين ، أحرز نجاحات كبيرة في الانتخابات التي جرت في فترة ما بعد 11/9 /2005 . و معنى كلام عصام و ضياء أن التيار الإسلامي أجاد قراءة و تفسير هذه التحولات و المتغيرات ، و استفاد منها ، ما يعني أن الإسلاميين ب"يشتغلوا سياسة" و ليسوا "شوية درويش" مغيبين عن التاريخ و الجغرافيا . حتى شعار "الإسلام هو الحل" الذي خاض الأخوان المسلمون الانتخابات تحت رايته ، كان في مضمونه وهذه نقطة مهمة إحدى تجليات الالتزام العفوي بمفاهيم "الحداثة السياسة" التى تعتمد على الولاء ل"المشروع" أو "البرنامج" أو الفكرة" و ليس للشخص أو للانتماءات العشائرية و القبلية . ومن ناحية أخرى فإن الشعار ذاته ، رغم دلالته الدينية الواضحة ، فإنه يعتبر أداة سياسية تستطيع الحركة مخاطبة ود الجماهير من خلالها ، فمصر دولة مسلمة ، ثم إن ما يقرب من 97% من شعبها مسلمون يحبون دينهم و يحبون من أحبه و يتعاطفون معه و مع قضيته . ثم إن شعار "الإسلام هو الحل " الذي رفعه الإخون المسلمون ، هو أزكى و أطهر من شعاري "البلطجة هي الحل " و "المال هو الحل" الذي رفعهما بفجاجة و تناحة و بلا خجل أو أحياء الحزب الوطني ! إن التحرش بشعار "الإسلام هو الحل" من قبل الوطني و ملشياته و مارينزه و خدمه و عملاؤه المنتشرون في كل أجهزة الإعلام المرئية و المسموعة و المكتوبة ، لم يكن "صونا" للإسلام من "المس" بنقائه من قبل السياسة و ألاعيبها ! فكل من استعان بهم الإعلام الحكومي لمهاجمة "الشعار" ، لهم خصومة مع الظاهرة الإسلامية عموما أيا كان مكانها حتى و إن كانت في "إسرائيل" ، و هي خصومة تتعلق ب"القلوب" أو ب"الجيوب" !. عبد الله كمال كتب في روزاليوسف كلاما مضحكا نسبه إلى ما أسماه "مصادر عليمة و موثوقة" ! زاعما إن حركة حماس في فلسطين قبلت بأن تقوم بدور "العميل" للمخابرات الإسرائيلية لمواجهة منافسها السياسي "حركة فتح" ! و لكي نتأكد من إن التحرش بشعار "الإسلام هو الحل" يأتي من قبيل الخصومة مع الحالة الإسلامية أيان كان مكانها أو هويتها ، فإن كمال كتب هذا الكلام في إطار الإساءة لجماعة الإخوان في مصر بالوكالة عن لجنة السياسات و سمعا و طاعة لباشاواتها السمان ! ثم إن الإخوان رغم اختلافي معهم رفضوا خيانة شعارهم و أصروا على التمسك به و العمل تحت رايته ، فيما خان "مطاريد" الوطني الذين فازوا تحت شعار "مستقل" شعارهم و ناخبيهم ، و بصقوا على الجميع "الناحب" و"الشعار" ، و عادوا من جديد إلى الوطني الذي اذلهم و طردهم و "بعتر كرامتهم" و ركلهم و استعر و تبرأ منهم ! بل إني اعتقد أن رفع الشعارت هو في واقع الحال بالغ الأهمية و عمل ضروري يماثل "الرايات" للتمييز و التمايز، ليعلم الناس إلى أي هذه الرايات ينبغي الاصطفاف خلفها . حتى إن غابت و اختفت فينبغي على المثقفين أن ينفضوا من عليها ما يخفيها عن عيون الرأي العام ، و أن تسمى الأمور بأسمائها ، حتى يتبين "الرشد من الغي" . و في هذا الإطار فإننا قد علمنا ما يرفعه الإخوان و هو شعار لا يختلف عليه التيار الإسلامي بكافة ألوانه ، حتى ولو كانوا على خلاف سياسي و تنظيمي مع الإخوان .. فأي شعار إذن يرفعه الوطني و مطاريده "المستقلون" ؟!.. حتى الآن لا نعلم لهم شعارا و لا راية إلا "الفساد هو الحل" للأول و شعار " الانتهازية هي الحل" للثاني ! [email protected]