تمهيد هى مجموعة مقدمات تؤدى إلى نتائج واضحة الملامح لكل ذى عقل لا ينكرها إلا أصحاب العمى والحول الفكرى أو أولئك الذين يضمرون كرها ومعاداة لهذا الدين ويظهرون بلسان مقالهم اعتناقهم لمبادئه لكنهم بمواقفهم يثيرون فتنا بين مسلمين ومسيحيين فى مصر أو بين مقاومين للاحتلال فى فلسطين والعراق أو بين أبناء الوطن الواحد ذوى الانتماءات والاتجاهات الوطنية المختلفة. والغريب أنهم يرفعون شعار الاتحاد ويبدو فى بعض كلامهم الوسامة، لكنك حين تنظر إلى مواقفهم هنا أو هناك تجدها متشابهة أو متطابقة ،يثيرون فتنة ثم يذهبون وأينما حلوا أثاروا فتنا أسوتهم عبد الله بن سبأ....فقبلتهم هناك فى الغرب . من خصائصهم النفسية أنهم يتعمدون لى الحقائق ، و يعتمدون الروايات الضعيفة لبث الفتنة ، و يتحدثون فى الشكل ، و يتركون المضمون، وما كان الاعتماد بالشكل فى شىء إلا ضر بالمضمون فكم من رسم جميل خلا من معنى رفيع . يعتمدون لغة الخطاب اللفظية لا لغة التطبيق والتنفيذ، يجتزئون قضاياهم ، ولديهم جهل تام بمقاصد دينهم وبطبيعة مجتمعهم النفسية والثقافية، العجز عن استقبال الحقائق بقلب نقى ولا عجب فقلوبهم مريضة وعقولهم مشبعة بمعاداة هذا الحق، قصور العقل وقلة زاده، قسوة فى القلب، تهوين العظائم، وتعظيم التوافه، إثارة الجدل والخلافات فى أى مكان حلوا فيه، غمط العظماء حقهم وقدرهم، الاعتماد على تفريق الناس لا تجميعهم، تصيد الشبهات ولا عجب فهذا ميدانهم الذى يحسنون الغمز واللمز فيه، الاهتمام بالهدم لا بالبناء، التعريض بالآخرين فى كل ميدان يمكن أن يصلوا إليه، ينتصرون للأشخاص لا للمبادىء ، أخرى. من تلك المقدمات 1/ حينما يمرض ابنك فأنت لا تذهب به إلى المهندس مهما بلغت ثقافة ذلك المهندس وإنما تذهب به للطبيب الماهر الخبير، والعاقل يصدق كلام الطبيب لأنه أهل التخصص وزاد على ذلك مهارته التى يشهد بها الناس. فما بالكم حين نرى الأب يصدق المهندس ويترك رأى الطبيب ؟؟!!! إذن فما بالكم لو مات طفله ثم مرض له طفل آخر وذهب به إلى نفس المهندس وترك هذا الطبيب ؟؟؟ وهكذا العاقلون إذا خيروا بين رأيين اختاروا الذى يذكره الخبير العليم ذلك أن الله يقول :( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وقد أنبأنا اللطيف الخبير فقال : ( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) أقولها بشكل مباشر فالحاقدون لا يفهمون الرموز: لن اختار رأيكم إذا خالف رأى ربى فهو الأعلم بالنفوس وبما يصلحها ولا عجب فهو خالقها أما أنتم فأنصحكم بمراعاة معطيات الواقع... إن الناس يفهمون ويعقلون : يفهمون حقدكم على هذا الدين ويعقلون أنكم لا تعقلون وههنا قد تجدهم يقولون نحن ننكر فهمكم للدين وفهم علمائه له!!! أرأيتم سذاجة أكثر من هذا؟ إنهم لا يملكون أدوات البحث فى العلوم الدينية وتراهم يتنطعون يتحدثون فيه تحدث العالم الخبير ولو ساءلت احدهم عن علوم الحديث وأصول الفقه والبديع والاشتقاق والناسخ والمنسوخ فى الحديث والقران وغيرها من أدوات البحث الفقهى ما وجدت لديهم بضاعة تذكر . إن هؤلاء يتحصلون على ثقافتهم من وريقات للجرائد من هنا وهناك. 2/ لست أجد سببا لذلك التعامى عن رؤية البرامج التى طرحها مفكرو الإسلام لرؤية الإسلام لمناحى الحياة فى حين لم يقدم العلمانيون وأتباعهم حلولا يمكن أن ننظر إليها بإكبار...وحين تعرضها عليهم يتعامون عن رؤيتها ويحاكمون نيات مقدميها فى حين يمكن لأى احد أن يحاكم النيات لكن ذلك مسلك الحمقى ينأى عنه ذو المروءة لدناءته 3/ تراهم يقولون إن العدو الأول للإسلام هو الأصولية دون أن يتعرفوا على حقيقة دينهم أو حتى مفهوم ما يسمى بالأصولية ويدعون إلى مقولة حق يراد بها باطل يدعون إلى فتح الباب للعلماء لإعادة تأويل القرآن وغربلة الأحاديث من كل ما هو منسوب خطأ للرسول. ويدعون بالمرة إلى الأخذ بما يتفق مع مزاجهم قائلين هذا ما نقتنع به. وهى دعوة صادرة من أناس مشهود لهم بإثارة الخلافات ومعاداة هذا الدين . هى دعوة من ناس ينقضون على التاريخ مشوهين معالمه ذلك أنهم يستقون ثقافتهم من مصادر وروايات ضعيفة وهم ينادون بغربلة الأحاديث.!!!!! 4/ تراهم يحاكمون النيات بطريقة تثير القرف من منطقهم فأي أحد يتحدث فى الدين غيرهم يعنى إنه يتطلع إلى الحكم والمتاجرة بالدين وإذا حكم فلان فسوف يقوم بكذا ويلغى كذا ويدع كذا واحترام النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو جعله لله ندا وتقدير الصحابة هو تقديس لهم بل وتأليه لبعضهم!!!!! من هذه المقدمات يمكنني أن أصل إلى نتيجة قلما يختلف عليها الغيورون: هؤلاء يريدونها معوجة حتى يبثوا سموما تفتك بوحدة الصف وبهذه الأمة ولا عجب فلقد وجدت لبعضهم غيرة على انتهاك حرمات غير المسلمين فى حين وجدت برودا يدعو إلى الغيظ من الاهتمام بقضايا المسلمين ولا سيما فى فلسطين والعراق . فى النهاية أريد أن أقول 1/ لا أحب الأغبياء شأنى فى ذلك شأن كل حر : الذين لا يفهمون إلا ما لديهم من أفكار مسبقة....الذين يحاكمون نيات الآخرين ....الذين يرسلون كلاما فضفاضا بانفعال حاد ولسان سليط تحس معه وكأنه يتميز غيظا على غباء الآخرين. وهذه المشاهد نصادفها كثيرا فى حواراتنا السياسية والاجتماعية أرجو الانتباه لها بعقل يقظ . 2/ بوضوح أقول لكثير منهم ممن يريدونها معوجة لن يموت هذا الدين حتى وان فنى المسلمون لن يموت ديننا يمرض لكنه لا يموت وثمة أمر أخير واني لعلى ثقة أنكم لن تفهموه لعمى فى قلوبكم : أيها.......هل تتحسن صورتك لو شوهت صورة الحق ؟ وماذا يفيدك إذا اتسخت ملابسك أن ينظف الآخرون ملابسهم سوف تبقى متسخا بأفكارك هذى. 3/ إن الفطرة السليمة تستوجب رؤية الحق بطريق سهل لا تكلف فيه وان أى تعامى عن رؤية ذلك الحق إنما مبعثه آفة فى العقل ورذيلة فى النفس. وعفا الله عنا جميعا سيد يوسف