تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لشهدي نجيب سرور، نجل الشاعر الراحل نجيب سرور، وهو يرقد في إحدى المستشفيات بالهند حيث يعاني من مرض السرطان. وأطلقت أسرة نجيب سرور، نداءً عبر "فيسبوك"، موجهًا إلى المصريين حول العالم وفي مصر من أجل مساعدتها في تغطية تكلفة علاج "شهدي"، نظرًا لأن تكلفة العلاج فوق قدراتها المادية، خاصة وأنه يواجه "سرطانًا من النوع الشرس"، وفق تعبيرها. و"شهدي" هو مؤسس موقع "الأهرام ويكلي" في عام 1998، والذي كان وقتها من أهم المواقع الصحفية في مصر والعالم العربي من حيث التكنولوجيا والتصميم، لأنه كان من رواد تطوير مواقع الانترنت في روسيا واستخدم قدراته في إنتاج الموقع بإمكانات محدودة. وقالت الكاتبة الصحفية أميرة هويدي، إن "شهدي" اضطر إلى مغادرة مصر بعدما ألقت شرطة الآداب القبض عليه، بسبب نشره قصيده والده الشاعر اللاذع نجيب سرور المثيرة للجدل، "الأميات" بتهمة خدش الحياء العام. وبعد إخلاء سبيله، غادر إلى روسيا حيث موطن والدته في 2002، وعقب الحكم عليه غيابيًا، قرر عدم العودة إلى مصر، وبعدها توجه إلى الهند لكنه كان لم يعثر على وظيفة مستديمة على الرغم من ثقافته وإمكاناته. ومؤخرًا، بدأ يعاني صحيًا، بعد أن اكتشف إصابته بسرطان الرئة في المرحلة الثالثة، وتراكم مياه على الرئة، ما أفقده القدرة على الكلام واستخدام أحباله الصوتية. وبمبادرة من أصدقائه في روسياوالهند، تم جمع تبرعات لبدء إجراءات العلاج -بزل المياه من على الرئة، قبل أخذ عينة من الرئة، لكنه حالته لا تسمح حاليًا. بينما المال لا يكفي ما اضطر مقربين منه إلى أن يسعوا لأصدقائه المصريين، وقد استجاب ثلاثة منهم، وإن كانت حالته متأخرة. وكانت محكمة مصرية أصدرت حكمًا في عام 2002 بحبس شهدي سرور لمدة عام، بعد أن وجهت إليه تهمة بث "مواد منافية للآداب" على موقع أنشأه لذلك خصيصًا على شبكة الإنترنت. وتتمثل تلك "المواد" في القصيدة الشهيرة التي كتبها الشاعر الأب والمعروفة باسم "أميات"، وكتبت كتعبير عن إحباط جيل الستينات، ويأسه إثر هزيمة 1967، وتضمنت ألفاظًا جارحة استهدفت رموز النظام الناصري. وصنف شهدي سرور قصيدة والده على موقعه على الإنترنت على أنها من "شعر الصدمة"، وحذر زوار الموقع من أنها تحتوي على عبارات "قد يعتبرها البعض غير مقبولة أو خارجة". وكان نجيب سرور قد كتب القصيدة التي أثارت جدلاً واسعًا في الفترة ما بين عامي 1969 و1974. ولم تنشر بسبب شدة عباراتها وما تتضمنه من انتقادات قاسية لأشخاص حملهم نجيب سرور المسؤولية عن هزيمة حرب يونيو 1967.