مزروعة: إطلاق اللحية أو حلقها «حرية شخصية».. مرسى: الأولى أن يطلقوا اللحى ليكونوا قدوة للشباب "شنب وسكسوكة ودوجلاس"، هذا أبرز ما يميز الدعاة أصحاب الشعبية والأكثر انتشارًا على الفضائيات خلال السنوات الأخيرة، في الوقت الذي أصبحت فيه اللحية من الماضي، بينما اتجه كثير من الشباب لإطلاقها ليس تطبيقًا ل "السُنة المحمدية"، لكن باعتبارها موضة. فعلى غرار لوك الفنان أمير كرارة فى مسلسل كلبش، ظهر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فى برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، بشكل جديد حيث أطلق شاربه وحلق لحيته، الأمر الذي أثار تعليقات واسعة على منصات شبكات التواصل الاجتماعي. وفي حين أبدى معلقون تفاعلهم مع "النيولوك" الذي ظهر به الشيخ باعتبار حرية شخصية، انتقده آخرون، خاصة أنه يخرج على الشاشة باعتباره داعية، ويمثل قدوة للشباب، ومن ثم عليه الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وليس بالفنانين. الجندي لم يكن له السبق في الخروج عن المألوف بين الناس حول مظهر الدعاة، فقد سبقه الداعية عمرو خالد الذى ظهر بنفس اللوك (حلق اللحية وإطلاق الشارب)، وكذلك الداعية معز مسعود والذى يظهر عادة باستايل "السكسوكة"، الأمر ذاته ينطبق على الداعية مصطفى حسنى الذى يظهر عادة بلحية خفيفة مع "سكسوكة". ويقول الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن "من الأولى على كل إنسان ملتزم أن يترك لحيته لأنها من السنة، حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين". وأضاف ل"المصريون": "الشعر واللحية متروكان للإنسان إلا فى حالة واحدة وهى القزع (قص شعر الرأس من الجانبين وإطالة منتصف الرأس) فقد ثبت أن نهى النبى صلى الله عليه وسلم عنه، وجعل الأمر متروكًا لا يعنى أننا نؤيد السكسوكة وما شابهها، ولكن نحض على إطلاق اللحية لأنها سنة والقاعدة تقول عن السنة "يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها". وأكد أنه "من الأولى على الدعاة والمسلمين الملتزمين أن يطلقوا اللحية وأن يكونوا قدوة حسنة للشباب، فعندما نرى شخصًا يطلق لحيته يرتاح له القلب، كما أن اللحية تحفظ صاحبها من الوقوع فى الخطأ". وتابع: "كما أنصح الملتزمين بإطلاق اللحية أنصح أيضًا غير الملتزمين بعدم إطلاقها، حتى لا تعطى تصرفاتهم صورة سيئة عن الإسلام والملتزمين". وأشار إلى أن "بعض العلماء مثل "ابن تيمية" ومقلديه من السلفيين يجعلون قضية إطلاق اللحية من الفروض التى يثاب فاعلها ويعاقب تاركها مثل تارك الصوم والصلاة، أما نحن فى مذهب أهل السنة والجماعة فنقول إنها سنة وأمرها متروك للإنسان". وأكد الدكتور ياسر أحمد مرسي، مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة، أن "إطلاق اللحية من سنن العبادة التى حضنا النبى صلى الله عليه وسلم عليها، كما أنها من سنن الفطرة، وكانت تدل على فحولة الرجل، فمن يتركها من قبيل السنة أُجر على ذلك أما من أطلقها من قبيل الموضة فليس له أجر". وأضاف ل"المصريون"، أن "الإسلام دعا إلى حسن المظهر والجمال، فإن كانت "السكسوكة" أو ترك الشارب يُظهر الرجل بشكل جميل، فلا مانع فى ذلك، كذلك لا يمكننا أن نجبر أى مسلم على ترك اللحية أو حلقها، ولكن من الأولى أن يقوم الدعاة بإطلاق اللحى من قبيل الالتزام بما يأمرون به الناس، كما ننصح الشباب بأن يجددوا النية ويتركوا اللحى من أجل كونها سُنة وليست موضة حتى يُؤجروا عليها". وتابع قائلاً: "نؤكد نقطة مهمة لماذا تربى لحيتك بهذه الطريقة؟ هل تقلّد شخصًا ما؟ إذا كانت الإجابة نعم، فالأولى أن تتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم".