ما إن قرأت الأسماء المعلنة فى تشكيلتى المجلسين الأعلى للصحافة والقومى لحقوق الإنسان حتى كتبت, وما إن كتبت حتى شطبت ما كتبت, فما قيمة النفخ فى الهواء, وما الطائل من السكوت, وكل شىء يفوت ويمر, ثم يُمر. وبعد حمد الله تعالى والاستعاذة من الشيطان وأعوانه المالئين الصحف والفضائيات. تداعى لخاطرى حديث النبى صل الله عليه وسلم: "من ولى من أمر المسلمين شيئا، فولّى رجلاً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله"، و"من قلد رجلاً عملاً على عصابة، وهو يجد فى تلك العصابة أرضى منه، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين". منطق الحزب الوطنى المنحل, كان البحث عن الأقرب والأكثر تملقا, أو التفتيش عمن يجب اتقاء شره لإسكاته, أو تزيين المشهد بذرات ملح فاسدة من معارضة مزيفة. منطق مجلس الشورى أو منطق جماعة الإخوان, أو منطق الحكومة, ومصيبة لو كان منطق مؤسسة الرئاسة – للأسف - هو نفس منطق النظام الساقط فى اختيار القريب أو الساقط. وسؤالى لرئيس مجلس الشورى وأعضاء الشورى, وكل من كان له دور فى الاختيارات: هل لديك إجابة عن الحديث الشريف الذى ذكرته؟ هل لم تجد فى جماعة الصحفيين أو وجوه البشر وأعيانهم أفضل من الأسماء التى اخترتها, وأرعى للأمانة وأكثر خبرة؟ أتحدى أيا من الذين اختاروا, أن يجيب بأنه لم يجد أفضل من هؤلاء ولا أرعى منهم للمصلحة, بل أتحدى أيا منهم أن يرد على تساؤلاتى. أخشى أن يكون المصير هو الانقسام بين مصطلحين: إما أخونة الدولة أو شيطنة البلد, فلا يمكن أن يأتى التوزيع واختيار الشخصيات موزعا بعدالة باطل بين الأخونة والشيطنة, فهكذا ترجع للخلف البلد, والبلد أمانة, والمناصب أمانة, والنصيحة أمانة, وأمانة يا من يصلك كلامى أن تراجع نفسك, أنا لا أطالب بإعادة النظر, بل النظر إلى الأمام، فيما سيأتى من أماكن ومناصب صارت بالفعل كعكة توزع, وليست تركة تحملها الأكتاف. لا خير فينا إن لم نقلها: اتقوا الله فيما بين أيديكم من أمانات وأعناق وثروات ومصائر. اتقوا الله فأنتم أولى بهذا, ولا تكونوا كالذين إذا ما تولوا سعوا فى الأرض ليفسدوا فيها ويقطعوها ويقسموها بين أخونة وشيطنة. لا خير فينا إن لم نقلها, وعسى الخير فيكم إن وصلتكم النصيحة, فاتقوا الله فى هذا البلد, وقد أصبحتم أحرارا غير محظورين, وولاة لهذا البلد. [email protected]