انتقدت صحف عربية زيارة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الخليج، معتبرة أنها بداية تقديم رشاوى لتمرير خطة السلام في الشرق الأوسط أو ما تُعرف ب"صفقة القرن". وبدأ "كوشنر" الإثنين 25 فبراير جولة خليجية رافقه فيها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جايسون جرينبلات زار خلالها عدة دول خليجية. وقالت صحيفة "الأيام" الفلسطينية، تحت عنوان "سلام ترامب.. حمل كاذب"، كتب عبد الناصر النجار: "تصاعدت في الأيام الماضية الحملات الإعلامية والجولات المكوكية لمستشاري ترامب، مصممي صفقة العصر، لعلهم يجدون منقذًا أو مجرد نافذة أمل لسلامهم الكاذب". وأضاف الكاتب: "المتابع لتطور هذا المخطط يلاحظ طريقة تفكير إدارة ترامب ومستشاريه الساذجة، ممن هم على يمين المتطرفين المستوطنين، فهم يفكّرون على طريقة تاجر التجزئة، وربما على طريقة 'تاجر البندقية". وأوضح النجار قائلا "أفضل ما سمعوه كما تؤكد المصادر العبرية هو الثناء على المساعدات المالية التي قد تصل إلى 30 مليار دولار خلال عدة سنوات قد تصل إلى عشرة أو أكثر.. وهو انعكاس لمفهوم السلام الاقتصادي الذي تحدث عنه نتنياهو سابقاً وكان مصيره سلة المهملات". وفي صحيفة "الأهرام" المصرية، حذر العزب الطيب الطاهر من أن الصفقة "تنأى بمسافات عن المحددات التي وضعتها الشرعية الدولية، وقرارات الأممالمتحدة.. وتمنح الأولوية للشق الاقتصادي، أو ما يطلق عليه البعض السلام الاقتصادي، وهو أمر قد يكون مغريا لبعض الدوائر في المنطقة، غير أنه على المدى ينطوي على ألغام قابلة للتفجير في أي لحظة، ما دام الفلسطينيون لم يتمكنوا من بناء دولتهم المستقلة". وتبنى حسن البراري رأياً مشابهاً في الغد الأردنية إذ قال: "ما تسرب من صفقة القرن التي يبشر بها جاريد كوشنر يعني أن الإدارة الأمريكية ترى أنه يمكن حل الصراع مرة وللأبد من خلال تقديم رشاوى للمعنيين مقابل التنازل عن الحقوق والمواقف المبدئية، فكل ما يحتاجه الأمر- وفقاً لهذا التفكير الساذج - أن يتم توفير ما يقارب من خمسة وعشرين مليار دولار للضفة الغربية وأربعين مليار دولار تنفق على شكل استثمارات على مدار عشر سنوات في كل من الأردن ومصر وربما لبنان". كما اعتبرت صحيفة العرب اللندنية خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط "مهمة مستحيلة" وقالت: "تزداد التشكيكات الفلسطينية أو حتى من داخل الولاياتالمتحدة بشأن القدرة على تنفيذ الخطة بصفة أولية وخاصة بشأن تداعياتها على القضية الفلسطينية وعلى النفوذ الأمريكي في المنطقة إن فشلت الخطة التي وصفها الكثير من المشاركين في منتدى الغد للشرق الأوسط الذي أقيم بلندن بأنها منحازة لإسرائيل وهو ما قد يجبر الفلسطينيين على تغيير نسق مطالبهم من التمسّك بحل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة". وفي صحيفة القدس الفلسطينية قال سعود الريس: "صفقة على الورق تحملها واشنطن وتقاتل عليها، تقدم مشهداً مطرزاً بورود محاطة بالكثير من الأشواك، فهي تعتبر أنها تساند المنطقة بتصديها للسياسة الإيرانية والعمل على تحجيمها، وفي المقابل ينبغي أن تتم مساندتها لتمرير هذه الصفقة". وأضاف الريس معلقاً على الشق الاقتصادي الذي يروج له كوشنر في زيارته "ترفض السلطة الفلسطينية وحماس الصفقة، وبهذه الصيغة لا يبدو الأمر مشجعاً لدعم هذا المشروع والاستثمار فيه وضخ الأموال أولاً في غزة ومن ثم في الضفة الغربية في مرحلة لاحقة، بحسب السيناريو المعد". كما كتب كمال زكارنة في الدستور الأردنية: "الإغراءات المالية التي تشير بعض وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن صفقة القرن تتضمنها لتحسين الأوضاع الاقتصادية، في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض الدول العربية مقابل موافقتها على الصفقة المشؤومة، لن تسيل لعاب أحد، لأن القضية التي تستهدفها صفقة القرن ليس لها ثمن مادي، ولا تباع ولا تشترى، وهي تجمع رموز الدين والكرامة والوجدان وأسباب الوجود والبقاء، ولا يمكن أن تتحول إلى سلعة تجارية وتدخل ساحات المزاد العلني وتخضع للمزايدات المالية".