أول مكان لتفريخ العقارب والعناكب بالشرق الأوسط فى «أبورواش» طلبة يمتلك حديقة حيوان داخل منزله: أتمنى أن تشاركنى الدولة فى حديقة عالمية عائلة طلبة ورثت مهنة صيد الزواحف والثعابين أبًا عن جد.. وتكتسب شهرة عالمية.. وأصبحت قبلة لمراكز الأبحاث معمل لإنتاج سموم العقارب والثعابين حلمها من أجل التصدير إلى الخارج الأسد «عدى» يحب «نانسى» و«هيفاء» تغار على مدار سنوات طويلة، اشتهرت قرية "أبورواش" بالجيزة، التي تبعد بضع كيلومترات فقط عن القاهرة بصيد وتربية الزواحف السامة والثعابين، حتى اكتسبت سمعة عالمية، كأشهر القرى على مستوى العالم، التي تربي وتصطاد وتصدر الثعابين لمختلف بلدان العالم، وهي المهنة التي باتت مصدر أكل العيش للكثير من أبناء هذه القرية، ذات الظهير الصحراوي. ويقصد أبناء القرية العاملون في هذه المهنة، المناطق الصحراوية، للحصول على صيدهم، ويتوجهون إلى المحافظات المختلفة في رحلات متواصل محفوفة بالمخاطر، من خلال التعامل مع أخطر الكائنات المعادية للإنسان. وتحظى "عائلة طلبة" بالنصيب الأكبر من الشهر بين العاملين في هذا المجال، ويمتلكون مزرعة تضم عددًا من الطيور والحيوانات التي تتواجد عادة بحدائق الحيوانات العامة، ولهم باع كبير في عملية الصيد والتصدير، وإقامة المعارض على مدار أكثر من 300 سنة. في مدخل "أبو رواش" يقف مبنى يتكون من 3 أدوار مكتوبًا عليه: "قرية أفريكانو طلبة.. حديقة حيوان أفريكانو طلبة"، ويتم السماح بالدخول مقابل 5 جنيهات للفرد. والحديقة تضم أقفاصًا يوجد فيها العديد من الطيور والزواحف المختلفة، من بينها الصقور المعروفة باسم "صقر جراد مصري"، وأنواع مختلفة من الثعابين، ميزت منها بسهولة ثعبان "الكوبرا" الذي ظل متحفزًا في صندوقه الزجاجي لحركاتي، وتجاوب معي بمحاولته الانقضاض على يدي عندما اقتربت من الزجاج. في الممر، توجد صناديق زجاجية بداخلها سلاحف والثعلب المصري و"الورل" من الزواحف المصرية، ثم غرفة للطبيب، وحمامات، في حين تكتظ الحديقة بالحيوانات المختلفة، الموجودة في أقفاص، مثل الإوز الصيني، والقط البري، الذي يشبه النمر في تحركاته ونظراته المفترسة، والذئاب، والقرود ومن بينها قرد "البابون" كبير الحجم، و"النيص"، وهو من عائلة القوارض، وطائر "الفلامنكو"، والضباع، والثعالب، وسلحفاة كبيرة تقبع على الأرض، ويوجد حيوانا "لاما" طليقان دون أقفاص. يتوسط الحديقة قفص كبير داخله أسد "عدي" ولبؤتان "هيفاء ونانسي"، ثم مكان منفصل خاص بتفريخ العناكب، وهو أول مكان لتفريخها في الشرق الأوسط. صلاح مهدي عبد العاطي طلبة، الذي قارب من 50 عامًا يتحرك بسهولة بين الأقفاص، ويطعم الحيوانات في ألفة واضحة.. يقول، إنه ورث حبه اقتناء الحيوانات عن أسرته التي توارثتها عبر أجيال متتالية، إلا أن الجيل الجديد للأسرة طورها ويقوم الآن بتوليد الحيوانات، وهناك الآن معارض للحيوانات في مصر. وأضاف أنه قام بإنشاء أول بيت للعناكب في الشرق الأوسط والرابع على مستوى العالم من خلال ابنه الدكتور أحمد، الذي قام بشراء أنواع حديثة من الخارج. وأوضح أنه اشترى نوعًا من أكبر أنواع العناكب في العالم، وهو الآن عمره 3 سنوات فقط، يصل حجمه إلى نصف كيلو عندما يبلغ 12عامًا، مشيرًا إلى أن أساس مهنته حاليًا هو البحث العلمي. ويفاخر "صلاح" بأنه قام بتوليد بعض الحيوانات مثل "النسناس"، وهو محتفظ بفيديو ولادتها بالصوت والصورة، وكذلك "الورل" الذي وضع 61 بيضة، قائلاً إنه يستطيع الحصول على أي حيوان من العالم من خلال البيع أو البدل، وإن كان من الأفضل تبادل الحيوانات. وذكر أنه كان في السابق هناك صعوبة في تطوير هذه المهنة، إلا أنه الآن أصبح الأمر أكثر سهولة ويسرًا، إذا أنه بالإمكان التواصل مع دول العالم من خلال الإنترنت، ويقوم أولاده بالبحث عن كل ما هو حديث باستمرار، لافتًا إلى أنه أحيانًا كثيرة يتم طلب أنواع معينة من الحيوانات يقوم بتوفيرها لمختلف الفئات من طلاب ومراكز الأبحاث. وقال "صلاح" إنه لديه في الحديقة عمالة كاملة وطبيب يأتي باستمرار لعلاج الحيوانات، بينما مشاكل الترخيص أصبحت أقل من ذي قبل، "لأنني أتعامل مع جهات على دراية بمهنته، ويتعاملون معي بسلاسة سواء كانت حديقة الحيوان أو وزارة الزراعة، والموافقة على الطلب لا تستغرق أسبوعًا؛ فيما كان في السابق يستغرق الموافقة على الطلب شهورًا". «عدى وقصة حبه مع نانسى» وقد استطاع أن يحصل على موافقة بتربية أسود في الحديقة، وهو الأمر الذي تتميز به عائلة "الحلو"، إلا أنه بعد عناء حصل على موافقة لاقتنائها وتربيتها، بعد توفير مكان آمن ومجهز بإعدادات آمنة، من خلال توفير قفص مساحته 200 متر له غرفتان، يتولى عامل الإشراف على إطعامها من خلال وضع الطعام لها من أعلى القفص. يتعامل "طلبة"، مع الأسود وكأنها فرد من أفراد العائلة، بل إنه قام بإطلاق أسماء عليها، فهناك أسد أسماه "عدي"، وقال إنه اختار له ذلك الاسم؛ لأن به خشونة، واللبؤتان تدعيان "نانسي" و"هيفاء" لأنها أسماء بها "دلع". ولاحظ من خلال التعامل مع الأسود، أن "الأسد يمتلك كثيرًا من صفات الرجل، وأنه يفضل "نانسي" أكثر من "هيفاء"، لأنها دائمًا ما تتدلل عليه كما يحدث مع البشر، ولأنها تنتظر مولودًا لها خلال عدة أسابيع فهي في قفص خاص بها". وعندما قام بفتح القفص انتقلت "نانسي"، إلى قفص "عدي" الذي ظل يتودد إليها، ويتنقل خلفها في ود، تركها تجلس مكانه على عرينه، وجلس هو أسفل قدميها. مع ذلك، لا ينكر "صلاح" خوفه من الأسد، قائلاً إنه لابد أن يهابه، بأنه "أسد وليس قطة"، على الرغم من أنه يداعب بيديه دون خوف الأسد، الذي اشتراه من حديقة الحيوان منذ 2016 بعد معاناة كبيرة، لافتًا إلى أن سبب شرائه؛ هو أن "الأطفال في القرية يريدون أن يعرفوا من هو ملك الغابة، فضلاً عن كونه واجهة للمكان وزينة، ولو أردت نقله إلى مكان آخر، يتم ذلك من خلال إعطاء الأسود مخدرًا". وذكر أن الأسود عمرها حاليًا 5 سنوات، وأن "نانسي" تنتظر مولودًا، وسيقوم بفصلها في إحدى الغرفتين، حيث إن فترة الحمل للأسود تتراوح ما بين 106 أيام إلى 120 يومًا أقصاها، وقد تلد من 1 إلى 7 أشبال"، مؤكدًا أنه سيقلد حدائق العالم وسيترك الأسود مع أشبالها في نفس المكان. وأشار "صلاح" إلى أن له أخًا لديه معرض بعده ب10 أمتار والآلاف من أبناء عمومته لديهم معارض أيضًا، إلا أنه لم يكتفِ بالمعرض فقط، بل طوّر نفسه لتصبح الحديقة لها ترخيص، وحدد مكانًا أيضًا لولادة الحيوانات، لافتًا إلى أن هناك طلابًا يأتون إليه لشراء حيوانات للتجارب أو للزينة. أبو رواش.. بلد الثعابين منذ 200 عام صلاح قال إن هذه المهنة في بداية الأمر كانت هواية تثبت شجاعة الأسرة وتباهيها بالقوة إلا أنها تحولت بعد ذلك إلى مصدر للرزق. فمنذ ما يقارب مائتي عام جاءت عائلته للعيش في قرية "أبورواش"، ولم تكن تمتلك أراضي زراعية، ولم تكن لهم رغبة في ممارسة المهن التقليدية، فاتجهت إلى الصحراء المحيطة بالقرية، ولاحظ الأجداد كثرة وجود الثعابين والحيات بها؛ فعملوا على اصطيادها وبيعها للهواة ومحبي اقتنائها، وبعدها توارث الأبناء والأحفاد مهنة اصطياد الثعابين والعقارب لتحترفها بمرور الوقت. وأشار طلبة، إلى أنه يستطيع أن يتعرف على أنواع الثعابين، وأعدادها من طريقة زحفها علي الأرض. وأصبحت معظم مراكز الأبحاث في جامعات مصر والدول العربية والأجنبية تعتمد في أبحاثها ودراساتها على ما تصطاده العائلة من حيات وعقارب وثعابين وقوارض، كما تعتمد عليها هيئة المصل واللقاح بشكل أساسي لإمدادها بالأمصال، وكذلك حدائق الحيوانات؛ حتى أصبحت هذه المهنة العمود الفقري لاقتصاد القرية كلها. وعن كيفية اصطياد الثعابين، ذكر "صلاح"، أنهم يبدأون في عملية الصيد خلال الفترة ما بين شهري أبريل وأكتوبر، ويقيمون في معسكرات بالجبال والصحاري والأماكن المهجورة والأراضي الزراعية. وتابع: "يمتد نشاطنا من سيناء شرقًا حتى توشكى وشلاتين جنوبًا؛ للحصول على مختلف أنواع الثعابين والزواحف والحيوانات التي تخرج خلال هذه الفترة من جحورها بعد انتهاء فترة البيات الشتوي". واستدرك: "هناك طرق معروفة لصيد الثعابين، حيث نتتبع أثر الثعبان على الأرض، ومن خلاله نستطيع التعرف إلى نوعه وشكله، وهل هو سام أم لا، وعندما نصل إلى جحره نقوم بالحفر حوله حتى يخرج الثعبان، ونقوم بصيده، ولكل نوع من الثعابين طريقة معينة للإمساك به تفاديًا للدغته". أنواع الثعابين وكيفية التعامل معها ويقول "صلاح": توجد فى مصر 36 نوعًا من الثعابين منها 9أنواع سامة مثل "الكوبرا، والمقرنة، والقوعة، والغريبة"، و27 نوعًا غير سامة مثل "الأرقم، وأبو السيود، وأبو العون، والعزرون، والجداري". ويلفت إلى أن هناك فرقًا بين الثعابين والأفاعي والحيات، فالأفعى هي "الكوبرا"، وتعد أخطر الأنواع في العالم؛ لأنها سامة جدًا، وتؤدي إلى الموت في دقائق، بينما الثعبان هو أحد أنواع الزواحف، وهو غير سام، أما الحية فهي نوع من الأفاعي وهي سامة أيضًا، والأفعى رأسها بيضاوي أو دائري وكذلك الحية، وهما سامتان، بينما رأس الثعبان غير السام منبسط. ويؤكد "صلاح"، أن الثعبان لا يهاجم الإنسان إلا في حالة الدفاع عن نفسه أو في حالة إحساسه بالجوع، أما الكوبرا وهي من أخطر الزواحف، فتنتصب واقفة محذرة الشخص القادم تجاهها، وإذا أصر على المواجهة والمضي تجاهها تهاجمه بضراوة، وإذا عاد أدراجه تعود إلى حالتها الطبيعية". ويضيف: "تعلمت من هذه المهنة، أنه لا غرور مع الثعابين، وأنه من الضروري الحذر منها في كل الأوقات، والثعبان السام يجب التعامل معه بذكاء وحكمة وحذر، خاصة الكوبرا، والتي يطلق عليها "ملك الموت"؛ لأن أي خطأ في طريقة صيدها قد يكلفني حياتي، ومن يعمل في هذه المهنة يجب أن يتمتع بالجرأة والشجاعة، وأن يكون مسلحًا بعصا طويلة وأكياس جيدة التهوية وملاقط وأقنعة وجاروف وشبكة يدوية، لاستخدامها في صيد مختلف الزواحف والحيوانات البرية". ويشير إلى أن "الأبناء يتعلمون هذه المهنة على مراحل، ففي البداية عند قدومي من رحلة الصيد أقدم للأطفال ثعبانًا حيًّا غير سام يلعبون به، ثم اصطحبهم معي في رحلات الصيد؛ فيتولد لديهم حب لهذا الجو الممتع المثير، وعندما يصل أبناؤنا إلى سن الدراسة نصطحبهم معنا في رحلات الصيد". وعن كيفية التعامل مع لدغة الثعبان، نصح "صلاح" من يتعرض إلى لدغة ثعبان أو عقرب، أن يقوم بربط مكان السم فورًا حتى لا يسري مع الدم إلى القلب، ثم يسرع إلى أقرب مستشفى لعمل التحليلات، وأخذ المصل المناسب، وألا يحاول شفط الدم من مكان اللدغ بفمه كما يفعل الكثيرون في مثل هذه الحالة؛ حتى لا تصاب اللثة بأمراض خطيرة. وقال إن العائلة فقدت عددًا من أبنائها بسبب غدر الثعابين، إذ لقي أربعة أشقاء حتفهم في عام 1986 نتيجة إصابتهم بلدغات ثعابين وعقارب سامة. وأشار إلى أن الأسرة مشهورة جدًا في كثير من دول العالم مثل الولاياتالمتحدةوفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وغيرها، لافتًا إلى أن هناك طلبًا متزايدًا على الضفادع المصرية في السوق الأوروبية؛ خاصة فرنسا التي تتسابق مطاعمها وفنادقها على شرائها؛ لأنهم يعتبرونها من أشهى الأطباق. ويوضح أن العائلة طورت أداءها ونقلت سوقها من مجرد التعامل مع كليات الطب والعلوم والزراعة والمراكز البحثية إلى تصدير حيواناتها إلى مراكز بحثية في الغرب وآسيا؛ حتى صارت العائلة تتمتع بسمعة عالمية طيبة في هذا المجال. وطالب "صلاح"، الدولة بدعمه؛ من خلال قطعة أرض كبيرة يستطيع أن يقوم عليها حديقة عالمية، ويرحب بأن تدخل الدولة معه شريكًا، وأن تسهل له المشاركة في المعارض العالمية وتسهيل إجراءات التبادل والشراء، خاصة أنه حاليًا لا يحصل شهريًا أكثر من ألفي جنيه لا تكفي التزاماته تجاه إطعام الحيوانات ورواتب العمال ومصاريفه الخاصة، ومواسم الأعياد ليست كثيرة. أبناؤه: لا نخاف من الحيوانات وتعودنا عليها ويتجول أبناء "صلاح" بين أقفاص الحيوانات، يعرفون كل حيوان ماذا يأكل وكيف يتعاملون معه، والوقت الذي يتناول فيه الطعام، دون رهبة أو خوف. وقال حمادة مهدي طلبة، إن "الحديقة في بدايتها كانت معرضًا صغيرًا ثم طورناها كنموذج مصغر لحديقة الحيوان فيها كثير من الحيوانات، وحوالي 70% من الزواحف المصرية، وبالرغم من أني مازالت في التعليم إلا أنني حريص على أن أكمل العمل في هذا المجال، خاصةً أننا نتعامل مع الحيوانات بألفة لدرجة أنني سميت النسناس الوليد "تمارا" على اسم ابنتي". وأضاف ل"المصريون"، أن أجداده في البداية كانوا يتباهون بالاصطياد لأنها تتطلب شجاعة كاصطياد ثعبان أو ثعلب، إلا أنها الآن أصبحت تجارة ويتم تصديرها لكثير من البلاد مثل فرنسا وأمريكا وتايلاند، لافتًا إلى أن هناك أيضًا الشباب الهاوي الذي يشتري بعض الحيوانات للزينة. وأشار إلى أن أحلامه هي عمل حديقة كبيرة في مكان آخر حتى تصبح حديقة تنافس العالمية. وقال صلاح أسامة، نجل أخيه، طالب بالصف الإعدادي، وهو يطعم بعض حيوانات الحديقة، إنه لا يخشى من التعامل معها لأنه تعود على ذلك. وأضاف وهو يطعم حيوان "النيص" ل "المصريون"، أن الحيوانات توجد داخل أقفاص مغلقة بإحكام؛ فبالتالي يكون التعامل معها دون خوف. وأشار الحفيد "صلاح"، وهو يطعم الضبع، إلى أنه يعرف ماذا يأكل كل حيوان، فمثلًا الضبع يأكل الفراخ واللحمة، لافتًا إلى أنهم تعودوا على التعامل مع الحيوانات ومعرفة الأكلات التي يحبها كل منها. وقال "سامح"، أحد صيادي الثعابين والعقارب، إن هذه المهنة ورثها من أجداده، وأنه يقوم باصطياد جميع أنواع الزواحف، ولا يشعر بالخوف لأنه تعود عليها ويعرف كيف يصطادها. وأضاف ل"المصريون"، أنه يصطاد جميع أنواع الزواحف ويقوم بتوريدها إلى الحديقة، فهو دائم التعاون معها، بل أنه أشار إلى أنه سيعلم ابنيه مريم وزياد المهنة حتى يواصلا السير على دربه. أول مكان لتفريخ العناكب فى الشرق الأوسط "إنها أول مفرخة للعناكب في الشرق الأوسط".. قالها بفخر الدكتور أحمد الخواجة، كما يطلق عليه، وهو نجل عم صلاح. وشرح تجربته ل"المصريون"، قائلًا: "العناكب بالذات لازم نتعامل معها بشكل لطيف لأنها حساسة جدًا والموضوع صعب جدًا، فهو موضوع علمي بحت، واللي يتعامل معها لازم يكون فاهمها كويس وعارف إزاي يتعامل معاها وإزاي يوفر لها البيئة اللي هي محتاجة لها". وأكمل قائلًا: "عندي كثير من العناكب فرخت والسبب الأساسي إني أكمل في الموضوع ده أن كل اللي شغال فيه هواة فقط، خصوصًا بعد حديث صديقي الدكتور دارك معي وهو صاحب مزرعة للتفريخ في بولندا نصحني أننا نكمل في الحديقة بالمشروع ده وفعلا سمعت كلامه وأصبحنا أول مفرخة في الشرق الأوسط والثالث على مستوى العالم". وأضاف: "بالرغم من أن دراستي كانت مختلفة تمامًا إلا أنني تعمقت في دراسة هذا المجال إلي جانب خبرتي في التعامل معها"، لافتًا إلى أنه قد سافر إلى بلاد كثيرة مثل إندونيسيا وبولندا، كما شارك في معارض أيضًا مثل معرض "فرانكفورتر"، وهو معرض للتجفيف. وقال: "عرضنا السنة دي وبنحاول السنة الجاية كمان نشارك، واللي مساعدنا أن البيئة المصرية فيها أنواع كثيرة مش موجودة في المعارض دي، ودلوقتي بنحاول نتواصل مع بعض جهات علشان تدعمنا في المعارض لأننا بنمثل مصر كلها". وأشار إلى أن لديه 15 نوعًا عالميًا بالمزرعة، قام بشرائها من الخارج، بعضها سام وأنواع أخرى عادية من الممكن أن تمسك باليد دون ضرر، كما أن هناك أنواعًا للزينة والبعض يقوم بتصديره إلى خارج مصر، وهو ما يعمل عليه حاليًا. وأضاف أنه يقوم بتوفير البيئة الملائمة للعناكب من درجة حرارة ورطوبة خاصة في معمل التفريخ بصورة عامة، إلا أن هناك أنواعًا تحتاج إلى رعاية خاصة؛ فيقوم بتوفيرها لها من خلال مؤشرات لضبط درجة الحرارة والرطوبة في المكان، فمثلًا يجب إلا تزيد درجة الحرارة للبعض على 27 ولا تقل عن 20، إلى جانب توفير التهوية في المكان كله. وأوضح أن كل حضانة للعناكب تحتوي غرفتين إحداهما للأكل والأخرى للمخلفات، مشيرًا إلى أنه قام بتفريخ أنواع كثيرة مختلفة، وهي أنواع عالمية، مشيرًا إلى أن غرفة العنكبوت يجب أن تكون صغيرة حتى يستطيع أن يعيش فيها ويأكل، وإن كانت الغرفة كبيرة لن يأكل ولما يكبر ننقله لمكان أكبر. ولفت إلى أنه أيضًا يقوم بتوفير الغذاء الخاص بالعناكب، وهو "وورم ميل"، و"سوبر وورم"، حتى يكون هناك اكتفاء ذاتي، ولا يضطر إلى الشراء من الخارج بتكلفة إضافية، مضيفًا أنه عندما تكبر "سوبر ورم" أي الدودة الكبيرة يقوم بفصلها في إناء صغير خاص بها، ويتركها حتى تكون شرنقة، والتي تتحول بعد 15 يومًا إلى خنفساء، وهي التي تبيض الدود مرة أخرى، ويقوم بنقلها في مكان خاص بها وتحتاجه للغذاء، ويكون أسفل الفناء شبكة لجمع بيض الدود منها. وتابع: "ابتدينا الأول بالعلم وبعدين الممارسة الكثير خلتنا نعرف نتعامل، ولما بنبعت الصور دي برة بيقولونا إزاي، إحنا أخدنا وقت كبير جدا علشان نعمل كدة". واستطرد: "الناس لازم تعرف إن عائلة طلبة خبرة كبيرة من زمان الأول خبرة وبعد كدة أنضاف عليها العلم، ومش شغالين علي بيع وشرا بس، إحنا شغالين استيراد وتصدر المكان بالكامل مرخص ومجهز، وأي نوع من العناكب بنتعامل معاها ومش بس العناكب وكمان فرخنا العقارب اللي موجود في البيئة المصرية في الجبل وفي أماكن بعيدة أنواع من الفيوم وأنواع من سينا وأنواع من بورسعيد". ومضى قائلاً: "التعامل معاه مش صعب للي عارف والعلم قال نمسكه من الذيل علشان مانتلدغش، وهي تضر فقط الإنسان الضعيف أما الإنسان البالغ اللي مناعته كويسة ما تقدرش عليه بتعمله سخونية شوية وبس". معمل لإنتاج سموم العقارب والثعابين وأكد "الخواجة"، أنهم حاليًا يعملون على إنشاء مركز لاستخراج السموم من العقارب والثعابين، وبدلًا من أن يتم تصدير الزواحف إلى الخارج لاستخراج سمومها وتجفيفها سيقومون هم باستخراجها وتصديرها لهم، خاصة أنه يتم الاستعانة بعائلة "طلبة" في هذا المجال. وقال إن "مصر ستكون رائدة في هذا المجال وستكون أيضًا أول دولة عربية تنتج السموم، إلا أن الإجراءات الورقية تؤخر انطلاقة المشروع، متمنيًا أن يبدأ في العام القادم، لأن موسم تصدير الزواحف يبدأ من أول شهر أبريل حتى نهاية شهر سبتمبر. وذكر "الخواجة"، أن أحلامه تكمن في أن يحصل على مكان أكبر؛ حتى يستطيع أن يكمل أحلامه بإنشاء مركز سموم كبير، وأن يكبر معمل التفريخ الخاص به، ويتمنى أن توفر له الدولة احتياجاته من خلال أقساط يلتزم بسدادها، وأنه مستعد لأي إجراءات أو أوراق مطلوبة.