البيئة تمنع تصدير "البرص" وتسمح ب 100 برص في العام المصل واللقاح يرفض "المصل "المصري ويستورد ب300 مليون جنيه أمصال صائدي الموت: أبحاث وزارة الزراعة حول الزواحف السامة ليست ناتجة عن دراسات ميدانية يحمل الحية السامة تبرز أنيابها يتجاوز طولها المترين ونصف ، تحاول بكافة الطرق الحصول علي أي جزء من جسده تفرغ فيه سمومها ، حيث يعد سم "الكوبرا المصرية" أعتي سموم الأفاعي علي الأرض تبلغ اللدغة الواحدة 175-300 مللي جرام من السم ، إلي جانبها كان يرقد عقربا أسود اللون لسعته يقابلها الموت ، هذه مشاهد من حياة عائلة "طلبة" صائدي الموت يعيشون إلي جانب جبل رواش في تلك القرية التي تحمل نفس الأسم بالجيزةجنوب مصر تقع على بعد 6 كيلومترات من الأهرامات ، ما بين الذئاب والعقارب ، والثعابين السامة ، حيث يعد الصيد مصدر رزقهم باعتبار انهم العائلة المصرية الوحيدة التي تقوم باصطياد العقارب والحيات السامة ، والذين منعهم قرار هيئة المصل واللقاح من استخراج السموم لصنع الأمصال ولجأت إلي استيراده ب300 مليون شاملة استيراد باقي الامصال . في شكوي أرسلها الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء لوزير الصحة كشف فيها أن هناك أزمة شديدة في نقص أمصال " عضة العقرب والثعابين " خاصة في محافظات الصعيد، وأبرزها أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان ، أعلنت في أعقابها هيئة المصل واللقاح ان هناك أزمة في تلك الأمصال التي تستخرج من العقارب السوداء والثعابين . ومن قرارات وزارة الصحة إلي عالم الثعابين والعقارب والحيات حيث تعد مهمة اصطيادها واستخراج السموم منها لا تمارس إلا داخل القاهرة بعد أن تم منع بيعها وتصديرها ، حيث يبدأ محمد صلاح حديثه قائلا أن هناك أكثر من 36 فصيلة من الثعابين في مصر أبرزهم من الفصائل الغير سامة هي أبو السيور وارجم وخضاري الذي يعيش وسط المزارع وأبو العيون ، أما الفصائل السامة هي "الأفعي المقرنة" و"الحية الغريبة" و"الكبري المصرية "و"الثعبان الرشاش "و" زوردي" وكبري " و"الحية أم قرون " و" اشجيد" وتلك الفصائل السته هم الأكثر سما والأشد فتكا ، ويتم الاصطياد عبر اقتفاء الأثر والذي يتبين منه نوع الفصيلة وعمر الثعبان ويظهر ذلك من " طريقة المشية" التي يسير بها ، تدرب علي ذلك محمد صلاح وهو فرد من " عائلة طلبة" والتي تمثل 5 الآف فرد تخصصوا في صيد الثعابين والعقارب والزواحف القاتلة من صحاري مصر وقراها، ليمثلوا شكلا نادرا من أشكال التعايش السلمي بين البشر والموت ، حيث الأطفال يداعبون الثعابين ، وينامون وسطها، كما تملك تلك العائلة أكبر مزرعة لتوريد ما يصطادونه إلى كافة أنحاء العالم تعد مصدر حياتهم و رزقهم الذي لا يعرفون غيره . أزمة تجارة السم ويعد موسم التصدير الذي يزداد فيه رواج تلك الصناعة هو شهر إبريل وسبتمبر وتعتبر اليابان أكبر مستورد طبقا لما يقوله محمد صلاح احد أبناء عائلة " طلبة" وممن يمارسون الصيد مضيفا أن عمليات الصيد لا تقتصر فقط علي الثعابين والحيات وإنما تصل إلي العقارب السامة وأكثرها خطورة ، هي " أم ديل" و " أم عقلة سوداء" و أم كلابات " ، وكذلك العناكب السامة وأخطرها هو " العنكبوت الأصفر" ، ويتم اصطياده من الجبل وتختلف طريقة اصطياد كل نوع عن الآخر ، وعلي سبيل المثال "الكوبري المصرية" لا نخرج لصيدها إلا فجرا أو ليلا لأنها لا تخرج من " جحرها" إلا في درجات حرارة رطبة وبعيدا عن الشمس ، وبعد اصطيادها يذهب بعضها للتصدير والبعض الآخر للجامعات والبحث العلمي . وقد ورثت هذه المهنة في تلك العائلة التي احترفت هذا العمل منذ حوالي قرن من الزمان، وكانت البداية تعبيرا عن الشجاعة والتباهي بقوة القلب وتحولت فيما بعد إلى رزق، بعدما طلب الدكتور "أفلاطون" الذي كان طبيبا في الجيش الإنجليزي من الجد "طلبة الكبير" اصطياد الثعابين والعقارب، لاستخدامها في أغراض طبية ومن وقتها احترفت العائلة اصطياد الثعابين والزواحف لأغراض تجارية؛ فكل جامعات مصر اعتمدت في أبحاثها ودراساتها على عمليات الصيد التي تقوم بها هذه العائلة التي لم يسلم صغارها من معاشرة الثعابين ومداعبتها ومن بين أبنائها من حصل على مؤهلات عليا، إلا أن جميع أفرادها يفضلون "تجارة السم"، ويعملون علي تصدير و استيراد الزواحف والعقارب، من الدول الأفريقية والآسيوية بعض الزواحف التي لا يوجد لها مثيل في مصر، وتصدر الثعابين والعقارب المصرية إلى دول أوربا وأمريكا ومراكز البحوث الطبية وشركات الأدوية بها حيث يتراوح سعر الكوبرا المصرية مثلا ما بين 2000 و3000 دولار والعقرب 5 دولارات، والأصلة الهندية 6000 دولار . في نهاية عام 1996 منعت البيئة عمليات التصدير والتي كان يجري خلالها تصدير ما يقرب من 30 ألف ثعبان ومليون برص سنويا، هذا بالإضافة إلى التوريد المحلي كان يورد فيه إلى هيئة المصل واللقاح 150 ألف عقرب و5 آلاف نوع من الثعابين السامة أوقفته أيضا الهيئة ومنعتنا من بيعه أو استخراج السموم ، علاوة علي منع صيد بعض أنواع الزواحف المطلوبة بشدة للتصدير، تحت مبرر أنها قد تنقرض في حين أن الصحاري بها 40 مليون حيوان لا يسمح إلا بصيد ألفين منها فقط . ويبدأ موسم الصيد خلال الفترة من إبريل إلى أكتوبر داخل معسكرات في الصحراء من شبه جزيرة سيناء حتى أسوان للحصول على كافة الفصائل المختلفة من الثعابين والزواحف التي تخرج خلال هذه الفترة من جحورها بعد انتهاء فترة البيات الشتوي ، فيتم تتبع أثر الزواحف والثعابين على الرمال من خلال برازها وبولها وآثار تحركها ليتم اصطيادها باستخدام طرق خاصة تعتمد على إمساك الثعبان من أماكن معينة لشل حركته، وهذا ما يحتاج إلى تمرين وتدريب ، وبعد اصطياد الثعابين يتم وضعها في المزرعة يحاط فيها الثعبان ببيئة مماثلة للبيئة التي كان يعيش فيها من درجات حرارة ومناخ يتيتح له التزاوج ، وتقدم له وجبات من السحالي والفئران يوميا . عائلة طلبه عائلة أدمنت حياة الخطر منذ ثلاثة قرون مضت، فجميع أفرادها من صغيرهم إلى كبيرهم، لا يعرفون سوى التعايش مع الزواحف والثعابين السامة التي يستخرجون منها تعيش في محافظة الجيزة على مسافة 30 كيلومترا من وسط القاهرة، يفتخر أبناءها دائما بما فعله أحد أجدادها حين قام بتكليف من الخديوي إسماعيل باصطياد 4 تماسيح ضخمة من نهر النيل في أسوان، لوضعها في حديقة حيوانات الجيزة عند افتتاحها منذ ما يزيد على المائة عام ، وتتباهي العائلة باعتماد الأبحاث والدراسات التي يتم إجراؤها في عدد من الجامعات المصرية على ما يقومون باصطياده، وكذلك حدائق الحيوانات في مصر التي تحصل من العائلة بين الحين والآخر على أنواع مختلفة من الزواحف ، وهو ما يتطلب أن يعمل كل أفراد تلك العائلة البالغ عددهم نحو 80 فرداً من مختلف الأعمار في هذا المجال. في منزلهم بمدينة أبو رواش . ر وخلال عمليات الصيد تقوم العائلة برحلات طويلة تستغرق نحو شهرين شهرين في صحاري مصر وجبالها بداية من الصحراء الشرقية والغربية وصولا إلى الحدود الليبية، بما في ذلك الواحات والجنوب المصري حتي الحدود مع أسوان ، وقد تستمر الرحلة أكثر من ثلاثة أشه ، ويستدل على أماكن الثعابين والزواحف بتتبع الأثر أو بقايا البول والبراز والتي تشير إلى وجود الصيد هنا أو هناك ، وفور تحديد المكان يتم حفر المنطقة المحيطة به حتى نهايته ثم تتم عملية التعامل معه بطرق خاصة تحتاج إلى تدريب وتمرين لاعتمادها على شل حركة الثعابين والزواحف السامة حتى لا يلحق الضرر بمن يقوم بعملية الصيد ، بعد ذلك تأتي مرحلة التربية، حيث توضع الثعابين في مزرعة تتشابه ظروفها مع البيئة التي كانت تعيش فيها ،ويتحدد سعر بيع الزواحف أو سمومها حسب درجة خطورتها ومدى تركيز السم الموجود بها. ويوجد في مصر نحو 40 نوعا من الثعابين، 33 منها غير سام، أما الباقي فهو سام ومن أخطره الكوبرا المصرية والتي يصل طولها إلى مترين، ويقدر وزنها بنحو 4 كيلوجرامات، وتباع بمبلغ 2000 دولار. هناك أيضاً المقرنة والقوعة والغريبة والكذابة والبرجيل والبخاع. صلاح مهدي عميد عائلة "أبو عامر " يقول إن عائلة " طلبة " أشهر من عملت علي اصطياد الزواحف السامة والحيوانات في مصر وهي فرع من عائلة "أبو عامر" وتعمل منذ أيام الملك فاروق والذي كان لديه مزرعة في أبو رواش يتعلم فيها الصيد علي أيدي أجداد عائلتنا ومع المرور الوقت أصبحت حرفتهم ومهنتهم الاصطياد وتوريد الحيوانات للبحث العلمي ، ومنها الفئران والثعالب والثعابين عبر مناقصات للجامعة تورد فيها حيوانات تم اصطيادها من صحراء سيناء ومطروح ، تحولت بعد ذلك إلي تجارة غير مشروعة منعتها وزارة البيئة بقرار خاطئ حرمت فيه اصطياد أيا من تلك الأنواع ، في حين أنه هناك مئات الأسر في الصحراء تعيش علي مهنة الصيد ، وفي عام 1993 أثناء رحلة صيد قابلت أسرة كانت تتاجر في المخدرات تحولوا بعد أن طلبت منهم صيد " الضب" إلي أسرة عملها في تلك المهنة وتركوا تجارة المخدرات ، لكنها عادت إليه مرة أخري بعد منعه ، ولهذا هناك مئات الأسر من الصحراء يعيشون فيها عملهم هو الصيد ، تحولوا الآن لمطاردين من قبل البيئة وأصبحوا أيضا يتاجرون في المخدرات بدلا من الصيد ، فضلا عن أن أبحاث وزارة الزراعة التي تتحدث عن ، انقراض فصائل تلك الحيوانات غير صحيحة وليست ناتجة عن أبحاث عملية " هما منزلوش الصحرا وشافوا " ولم تنتج أيضا عن دراسة ميدانية ، فسجلت حيوانات مثل الضب والسلحفاة والبوم والصقر المصري والحرباء والبرص . في حين أن تلك الحيوانات ليس لها سوق داخل مصر حيث تباع السلحفاة الواحدة ب 50 جنيه مصري بينما تباع للخارج ب 200 دولار وكذلك البومة تباع ب 10 جنيه مصري في حين أنها تصدر للخارج ب 50 جنيه مصري ، هذا بالإضافة إلي أنها منعت تصدير " البرص" وسمحت بتصدير 100 "برص" فقط في العام حيث اعتبر أنه ثروة قومية سوف تنقرض في خلال أعوام . وهناك في مصر 36 نوع من الثعابين منها 7 فصائل فقط سامة لا تسكن سوي الأماكن المهجورة وتكون طريقة الاصطياد عبر تتبع أثرها فالحية تسير " بالجمب" بينما الكوبرا يوجد في مؤخرة ذيلها "ضافر" يمكن تحديد مكان تواجدها من خلاله ، وكذلك يسير ذكر الثعبان في خط مستقيم بينما تسير الأنثي باتجاه مائل مموج ، أما العقارب في 6 أنواع أبرزهم " أم ذيل اسود " والعقربة السوداء تسكن سيناء. عدة الصيد ليست عدة الصيد في تلك المهمة التي يتم التعامل فيها مع زواحف سامة وقاتلة هي أدوات تكنولوجية حديثة ، إلا أنها عبارة عن كيس من القماش لوضع الحيوانات فيه ، وعصاه ، ومنقرة صغيرة من أجل الحفر، حيث يوصل صلاح مهدي حديثه قائلا " في بلاد بره بيجهزوا طيارة خاصة علي نفقة الدولة وأمن للحراسة داخل الغابة .