في شهر أبريل يبدأ موسم صيد الثعابين بعد فترة بيات شتوي طويلة, وعندما تشعر الثعابين بالدفء تبدأ في الخروج في شكل جماعات وأسراب.. وفي هذه الفترة تكثر الرحلات والمغامرات لاصطيادها.. وتعتبر عائلة طلبة من أشهر العائلات التي تعتمد في حياتها علي صيد الثعابين بل وتقوم بتصديرها إلي الخارج وتوريدها للجامعات ومراكز البحوث حيث تجري عليها التجارب.. فعن حكاية هذه العائلة مع الثعابين.. وبداية موسم الصيد كان هذا التحقيق! يحكي ناصر رمضان طلبة بكالوريوس تجارة قصة احتراف عائلته لمهنة صيد الثعابين قائلا : أعمل في صيد الثعابين والزواحف منذ 35 سنة , وتوارثت هذا العمل عن أجدادي في منطقة أبو رواش التي تتجمع فيها اعداد كبيرة ومتنوعة من الثعابين والحيوانات المفترسة لذلك نقوم باصطيادها والإتجار فيها باعتبارها مصدرا للجلود والسموم والدهون . ومع الوقت أصبحت عائلة طلبة هي العائلة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمارس هذه المهنة وتشتهر بتصديرها لدول العالم من خلال شركة تصدير كبيرة أتولي ادارتها . ويبدأ موسم الصيد مع بداية شهر ابريل وينتهي في شهر اكتوبر وفي هذه الفترة نخرج في مجموعات الي صحراء أبو رواش وسيناء والفيوم لاصطياد الأنواع المطلوبة من الثعابين وهي الكوبرا والحيات المقرنة والثعبان أبو السيور وغيرها وبعد جمع كميات كبيرة منها نوردها لشركات الأدوية حيث تستخدم في صناعة أدوية الحساسية والأنفلونزا والأمصال , كما تطلب الكليات العلمية والمراكز البحثية بالجامعات المصرية كميات معينة من الثعابين لكي تخضعها للتجارب والبحوث المعملية , ويتم بيع الثعابين بأثمان مختلفة تبدأ بعشرة جنيهات وتصل الي مائة وخمسين جنيها بالنسبة للثعبان الكوبرا ويقبل علي شرائها الهواة خاصة الأنواع غير السامة منها , اما التصدير فيتم لبلدان مختلفة أشهرها فرنسا حيث تعتبر الثعابين والضفادع من الأكلات المفضلة هناك , وفيما يتعلق بمخاطر المهنة فهي بالفعل شديدة فمن الممكن أن نتعرض للدغ في أي وقت في أثناء الصيد لذلك تحتاج هذه المهنة الي ذكاء وسرعة تصرف وخبرة . أما رمضان سعد طلبة أحد أفراد العائلة فيقول : أحترف مهنة الصيد منذ 30 عاما ومع الخبرة الطويلة والعمل المستمر طوال هذه الفترة تم تعييني خبيرا بجامعة عبدالعزيز آل سعود بالرياض حيث يستعان بي في تحديد أنواع الثعابين ودرجة سميتها وأماكن تواجدها . ويذكر أحمد سعد بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية وأحد أفراد العائلة المهتمين بمواصلة المهنة أنه رغم حصوله علي مؤهل عال إلا انه يسعي لتطوير مهنة صيد الثعابين حتي لا تتعرض للانقراض وذلك من خلال إدخال تطويرات جديدة عليها عن طريق البحوث الطبية التي ابتكرت أشكالا جديدة لاستخدام دهون وسموم هذه الحيوانات في العلاج والتداوي . أما أحمد طلبة الطالب بالصف الثاني الإعدادي فيقول : بعد أن أنهي دراستي سأعمل مع والدي في صيد الثعابين , وأنا اعتدت وجودها معي ولذلك لا أخاف منها وأسعد يوم في حياتي عندما اصطدت كوبرا ضخمة وكانت هي المرة الأولي التي أخرج فيها للصيد !
