يعرف طلاب كلية العلوم فى جامعة القاهرة، أن ضفادع التشريح التى يستخدمونها فى تجاربهم العلمية مصدرها مكتب تصدير الحيوانات فى أبورواش، الذى يديره عبدالحليم طلبة، الذى أصبح اسمه معروفا فى مجال البحث العلمى باعتباره أشهر صياد زواحف وقوارض. فى شهر أكتوبر من كل عام، يتقدم عم عبد الحليم لإدارة المشتريات بكلية العلوم جامعة القاهرة ليشترى كراسة شروط بخمسين جنيها لتوريد أنواع مختلفة من الحيوانات لقسم علم الحيوان، ويحاول تقديم أقل عطاء حتى يفوز فى المناقصة. كراسة الشروط هذا العام تضمنت توريد أرانب وزنها لا يقل عن كيلو واحد، وثلاثة أنواع من الضفادع «المصرى والأخضر والصحراوى»، وثلاثة أنواع من الفئران الجربوع الصحراوى و Rat وزنه 150 جراما و mouse وزنه 20 جراما، وعدة أنواع من الثعابين مثل الكبرى وأبوسيور. يقول عبدالحليم: «يتراوح سعر الضفدعة الواحدة بين جنيه و5 جنيهات حسب النوع والكمية، أما السحالى فسعر الواحدة 3 جنيهات». ويصطادها عبدالحليم، عادة، من الترع والمزارع والمستنقعات المنتشرة فى العياط والبحيرة والفيوم وترعة المنصورية وترعة الزمر، أما الثعابين فسعرها يتراوح من 30 جنيها إلى 150 جنيها، حيث يصل سعر ثعبان «الكوبرا» إلى 150 جنيها، وهو يصطادها من الصحارى القريبة من مطروح والضبعة وبرج العرب، وأحيانا يصطاد عقارب وقنافذ، كما أنه يصطاد خفافيش من المساكن القديمة والقلعة ومنطقة السلطان حسن والمساجد فى شارع محمد على ومسجد البرقوقى فى درب أبو السعود بالدراسة. وكل نوع من هذه الحيوانات له طريقة مختلفة فى التعامل والصيد، تعلمها عبدالحليم من والده، وفى أول رحلة معه فى صحراء أبورواش منذ أكثر من 40 سنة عندما كان عمره 10 سنوات هاجمه ثعبان الكوبرا فأنقذه والده وعلمه كيف يصطاده ويتعامل معه، ويقتفى الأثر ليحدد نوع الحيوان حتى يكون مستعدا لصيده. عم عبدالحليم يعكف حاليا على كتابة مذكراته حتى يتركها من بعده للراغبين فى تعلم أسرار مهنته التى يصفها بأنها آمنة طالما يلتزم بقواعد التعامل مع كل حيوان. وعبر 150 رحلة صيد، استطاع عبدالحليم ألا يكتفى بالتوريد لكلية العلوم جامعة القاهرة فقط، فامتد نشاطه إلى معامل وزارة الصحة والمركز القومى للبحوث ومعهد أبحاث البلهارسيا ومعهد الأورام، كما نوع نشاطه إلى تصدير الحيوانات الحية للهواة والمراكز البحثية فى أمريكا وانجلترا واليابان، مشددا على أن تجارته تأثرت بشدة بعد خفض ميزانية البحث العلمى فى مصر. وقال: «الإقبال على مكتبى قل كثيرا مما كان عليه قبل منتصف الثمانينيات»، وعلى الرغم من ذلك فلا يزال مصمما على تعليم ولديه: محمد وطلبة، المهنة حتى يحافظ على تاريخ جده الذى مارس هذه المهنة منذ أكثر من 150 سنة.