وزارة الأوقاف: نستعد لإطلاق الأذان الموحد فى مصر كجزء من تجديد الخطاب الدينى تونس: دورات تدريبية للمؤذنين لإكسابهم مهارة الإبداع فى إلقاء الأذان أستاذ ب«الأزهر»: التجربة التونسية فى الأذان جيدة ولكن يجب إعطاء الفرصة للتجربة المصرية أولًا آمنة نصير: ننتظر تطبيق فكرة وزارة الأوقاف ونرى نتائجها.. وتونس لها الحرية فيما تقوم به بعد معارك ضارية لعدة أعوام متواصلة داخل وزارة الأوقاف، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن البدء في تطبيق الأذان الموحد على مستوى الجمهورية، مؤكدًا استعداد الوزارة لتطبيق التجربة قريبًا، ويأتى تشغيل المشروع رغبة من الوزير فى تحقيق الحداثة فى العمل، ووقف الاجتهاد العشوائي لعمال المساجد، وتلبية حاجات المواطنين الذين يشتكون من أصوات مقززة، ولتوحيد جزء من الخطاب الدينى. من جانبه، أكد الشيخ جابر طايع، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، رئيس القطاع الديني بالوزارة، أن الفكرة بدأت منذ فترة لكنها لم تنجح؛ بسبب عيوب فنية سعت الوزارة للتغلب عليها، ليحمل عام 2019 مفاجآت سارة بإطلاق مشروع الأذان الموحد. وأضاف "طايع"، أن الوزارة تؤمن بضرورة توفير خدمة منضبطة وموحدة وجيدة يستحقها رواد المساجد، وهو الأمر الذي دفع الوزارة إلى رفع كفاءة العمل فى كافة القطاعات، وتوفير كافة الخدمات يومًا بعد يوم فى كافة أنحاء الدولة، ولا سيما الأذان الموحد مع أصوات متميزة تجهزها الأوقاف باختبارات صوتية تحبب الناس في الاستماع إلى المؤذن سواء كان بالمسجد أو مجاورًا له أو مارًا بالشارع. على سياق آخر، أعلنت دولة تونس، عقد دورات للمؤذنين في كيفية رفع الأذان، وتلقى المؤذنون دروسًا في الموسيقى لتطوير أدائهم على رفع الأذان؛ لتكون دعوة للفرح والهدوء النفسي، وقد لجأت الدولة التونسية لهذه الخطوة لتمييز الأذان في دولة تونس عن غيره من الدول الأخرى، فهل من الممكن تطبيق التجربة التونسية في مصر مع إعلان وزارة الأوقاف انطلاق تجربة الأذان الموحد قريبًا. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون"، التجربة المصرية والتونسية في الأذان الموحد، ومدى إمكانية تطبيق التجربة التونسية في مصر. الأذان الموحد يضبط العمل الدعوى قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الأذان الموحد سيقدم مزيدًا من الضبط والارتقاء في العمل الدعوي، ويعظم قيمة الشعائر الدينية في نفوس الناس، ويحقق الوحدة تحت مظلة نداء واحد للصلاة بصوت يثير الجلال والخشوع في نفوسهم. وأوضح «طايع»، في تصريحات صحفية له، أنه تم تطبيق الأذان الموحد من قبل ولكن كانت هناك صعوبات لاستمرار تنفيذه، والوصول إلى جميع المساجد، خاصة بعد ثورة 25 يناير وسرقة الكابلات وأدوات الشركة المنفذة، معقبًا: «الوزارة أعادت كل شيء كما كان؛ تمهيدًا لرفع الأذان الموحد». وعن مدى جواز تطبيق الأذان الموحد، قال إن الوزارة منذ سنوات حصلت على موافقة شرعية من مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية، منوهًا بأن أن الأذان الموحد سيكون بصوت حي وليس مسجلًا كما أشيع من قبل، وذلك للحد من الأصوات النشاز. رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، لفت إلى أن الوزارة ستطلق بث الأذان الموحد على 100 مسجد، في مرحلة أولى لتأكيد نجاحه، ثم تُعمم على المساجد في القاهرة الكبرى. وتابع: «كان لدينا مسابقة للأصوات لاختيار المؤذنين، وسننظم مسابقة أخرى لفتح الباب أمام آخرين، ومصر تتمتع بأصوات حسنة كثيرة». وبحسب «طايع»، سيتم رفع الأذان بشكل أوتوماتيكي وقت الصلاة، من خلال فتح الجهاز الذي يبث منه داخل المسجد بواسطة أمين المسجد، وذلك سيكون بعد عقد مسابقة لاختيار الصوت، على غرار أصوات الشيوخ القدامى الطبلاوي والمنشاوي ومحمد رفعت. الأذان الموحد سينفذ قريبًا على السياق ذاته، أكد اللواء عمرو شكرى، رئيس قطاع مكتب وزير الأوقاف، والمشرف على تطبيق مشروع الأذان الموحد، أن تجربة الأذان الموحد سيتم تنفيذها قريبًا، موضحًا أن الهيئة العربية للتصنيع قامت بتوفير أجهزة البث، كما تقوم هندسة القاهرة بضبط الأجهزة ومتابعة الفنيات، على أن يتم إطلاق المشروع بشكل تجريبي في القاهرة الكبرى، حسب التوقيت المحلى للإقليم ضمن 100 مسجد، على أن يتمم تعميمها على مستوى الجمهورية. وأضاف "شكري"، في تصريحات صحفية له، نجرى تفاهمات مع وزارة الاتصالات، لتوفير خط وإشارة بث للأذان الموحد من قبل الوزارة، لربط الأجهزة بالخط الموحد لإطلاق المشروع، مؤكدًا أن وزير الأوقاف، يتابع بشكل دقيق الخطوات التنفيذية للمشروع المتوقع أن يتم إطلاقه نهاية شهر يناير الحالي. الأذان فى تونس بطريقة مختلفة يرفع الأذان في دولة تونس في غالب الأوقات بأداء مباشر من دون اللجوء إلى التسجيلات، وفي بعض المناطق تتوارث هذه المهنة من الآباء إلى الأبناء، ولا يتم التعامل بخفة مع مسألة الأذان في تونس، إذ حُكم العام الماضي غيابيًا بالسجن سنة واحدة على منسق موسيقي بريطاني قام ببث الأذان خلال سهرة صاخبة داخل ملهى ليلي في مدينة الحمامات السياحية. ولتطوير الأذان بها لشكل أفضل لجأت الدولة التونسية لعقد دورات للمؤذنين في كيفية رفع الأذان، وقد احتضن معهد الرشيدية للموسيقى العريق بالمدينة القديمة في العاصمة التونسية تونس، وللمرة الأولى دورة تدريبية في أداء الأذان حضرها عشرات المؤذنين، وتلقى المؤذنون الذين يعملون عادة بأجر زهيد، دروسًا في الموسيقى لتطوير أدائهم على رفع الأذان لتكون دعوة للفرح والهدوء النفسي. أذان جميل.. تشجيع على التقرب لله من جانبه، قال الهادي الموحلي، مدير معهد الرشيدية للموسيقى، إنها المرة الأولى منذ عشرات السنين، التي تلقى فيها المؤذنون دروسًا في الموسيقى تتعلق بتقنيات رفع الأذان في تونس، وأكد الموحلي "سماع الأذان عند الساعة الرابعة صباحًا بصوت جميل وبتقنية عندما يكون الشخص لا يزال في الفراش، يشجع على التقرب من الله". الله جميل يحب الجمال واعتبر أحمد عظوم، وزير الشئون الدينية في دولة تونس أثناء حضوره حصة تدريب المؤذنين، أن "الله جميل ويحب الجمال"، مؤكدًا حرصه في المحافظة على خصوصية الأذان التونسي، كونه "خاصًا وسلميًا"، مشددًا على أن "رفع الأذان في تونس يدعو للفرح، فهو دعوة للحياة لا للحزن". الأذان هدفه إعلام المواطنين بالصلاة من جانبه، قال الدكتور عبد الحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالدقهلية، إن الأذان هدفه إعلام المواطنين بدخول وقت الصلاة، ومن ثم تحقيق ذلك الهدف عن طريق الأذان الموحد أو على الطريقة التونسية جائز ولا إشكالية دينية فيه، فالأهم تحقيق المراد، على حد قوله. وخلال حديثه ل«المصريون»، أوضح «منصور»، أن لكل دولة طابعها الخاص وأفكارها التي تتلاءم وتتماشى مع قيمها وعاداتها وكذلك إمكانية تنفيذها، وعليه فإن تنفيذ مثل هذه الأفكار مباح طالما أنها لا تخالف أي نص شرعي. وأبدى "منصور"، إعجابه بفكرة الأذان الموحد، مضيفًا أنه «يجب تجربة الفكرة أولًا لمعرفة ما إذا كانت صالحها أم لا، فإن حققت الغرض ولم يظهر لها سلبيات وعيوب نستمر في تطبيقها بينما إذا ظهر عكس ذلك، عندئذ يمكن الرجوع للوضع الذي قبله أو نبحث عن أفكار أخرى صالحة ونقوم بتنفيذها؛ للوصول لهذا الغرض». عميد كلية الشريعة والقانون، وصف التجربة التونسية بال«جيدة» غير أنه فضَّل تنفيذ تجربة وزارة الأوقاف، مشيرًا إلى ضرورة منح التجربة وقتًا كافيًا لاختبارها، وفي حال ثبوت عدم جدواها، يتم الاستعانة بالتجربة التونسية في هذا الشأن، خاصة أن كلتيهما جائزتان. على سياق آخر، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، عضو مجلس النواب، إنه من الأفضل ضبط المسألة وليس توحيد الأذان، مشددة على ضرورة أن يكون من يقوم بهذه المهمة مؤهلًا صوتًا وأداءً ومنهاجًا. وأضافت «نصير»، ل«المصريون»، أن تلك المسألة إدارية ولو طُبقت معايير صارمة ستنتهي المسألة، مشيرة إلى أن تلك الفكرة طبقت منذ سنين، غير أنها لم تنجح حينها. أستاذة العقيدة والفلسفة، تساءلت: "لماذا عادت الوزارة إلى هذه الفكرة مرة أخرى"، مستكملة: «كل مؤسسة أدرى بنفسها، ننتظر تطبيق الفكرة ونرى نتائجها». وعن تجربة تونس، قالت "نصير"، إن "كل دولة لها الحرية بما تقوم به بما يتناسب معها".