في محاولة من وزارة الأوقاف للقضاء علي ظاهرة نشاز أصوات بعض المؤذنين بدأت الوزارة تجربة بث الأذان الموحد بعدد من مساجد القاهرة, وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات. بعد سنوات من بدء تنفيذ هذا المشروع في عام2010, وتوقفه منذ3 سنوات. وطلبت وزارة الأوقاف من الاتصالات, تشغيل شبكة ربط أجهزة الأذان الموحد علي مستوي الجمهورية مرة أخري, وتعكف اللجنة الهندسية بوزارة الاتصالات حاليا علي تجهيز وتأهيل شبكة الأذان الموحد مرة أخري لإعادة الربط بين جميع المساجد بكافة أنحاء الجمهورية, لبدء تشغيلها قريبا. وقال وزير الأوقاف ان الفكرة تهدف إلي تقليل الأخطاء في المساجد وإنهاء الخلل في التوقيت بين المساجد بعضها البعض, وتوفير صوت جيد يسمعه كل المصريين. ومنع حدوث فجوة بين إطلاق الأذان من مسجد لآخر, الأمر الذي يشوش علي المواطنين عند سماع الأذان ويجعل الأصوات متضاربة, وسيساهم الأذان الموحد في وصول الأذان إلي المواطنين في وقت واحد ودقيق وبصوت جميل. وأوضح انه تم وضع خطة مبدئية لإذاعة الأذان الموحد في منطقة صغيرة علي سبيل التجربة, تمهيدا لتعميم التجربة في جميع مساجد الجمهورية. تأييد فقهي من جانبهم رحب علماء الدين بفكرة الأذان الموحد, وأكدوا أنها خطوة جيدة للقضاء علي العشوائية التي تظهر في عدم التزام بعض المساجد والزوايا بالأذان, كما أوضح العلماء أنه لا يوجد أي دليل في القرآن أو السنة يمنع من توحيد الأذان, لأن الرسول الكريم عندما أقر بشرعية الأذان ربط ذلك بالراحة النفسية. وقال الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, ان الأذان الموحد جائز, ويشترط أن يكون الأذان بصوت شخص حي, ولا يكون الأذان مسجلا, مشيرا إلي أن الأذان الموحد يقضي علي التداخل بين أصوات المؤذنين في المساجد, لأننا في الأذان نجد تداخلا بين أصوات المؤذنين في المساجد المتجاورة, وبالتالي فالأذان الموحد ينهي الخلل في التوقيت, ولا داعي لإثارة الشكوك حول توحيد الأذان, لأن البعض في مثل هذه الأمور, قد يقول أن الأذان الموحد لم يكن في عهد الرسول ولا الصحابة, لكننا نقول طالما لا يوجد نص يمنع ذلك, فلا مانع من تطبيق الأذان الموحد, لأن الأذان هو الإعلان بوقت الصلاة, وطالما هناك وسيلة ممكنة وتحقق هذا الغرض, فالأمر جائز. ومن جانبه أوضح الشيخ فؤاد عبد العظيم, وكيل وزارة الأوقاف السابق لشئون المساجد, أن فكرة الأذان الموحد تم تنفيذها في القاهرة الكبري في عام2010, وعندما ظهرت بعض الأصوات التي تعارض هذه الفكرة, صدرت فتوي من دار الإفتاء, تؤكد شرعية توحيد الآذان, وكان يرفع من إذاعة القاهرة الكبري بصوت مؤذن من الوزارة, وكان هناك جهاز في كل مسجد يستقبل الأذان من الإذاعة لمكبر الصوت بالمسجد, موضحا أن الأذان لم يكن مسجلا, لكن كان يتم عبر مؤذن من الوزارة يتواجد في إذاعة القاهرة الكبري, وكان يتم تخصيص مؤذن أساسيا وآخر بديلا له في حال غيابه, والبعض في ذلك الوقت كان يقول ان ذلك قد يؤثر علي عمل المؤذن في المسجد, لكن المؤذن في المسجد يقيم الصلاة, فالأذان الموحد لن يتعارض مع عمل المؤذن, وحول السلبيات التي واجهت المشروع في بداية تنفيذه, أكد أن السلبيات كانت من الناحية الهندسية, وكانت الأعطال كثيرة, لكن من الممكن أن يتم تلافي هذه الأخطاء, والأحياء الراقية كانت أكثر تقبلا للفكرة. وقالت الدكتورة سعاد صالح, أستاذ الفقه بجامعة الأزهر, ان مشروع الأذان الموحد في مساجد الأوقاف يقضي علي كثير من المظاهر السلبية التي تنتشر وتؤثر علي قدسية المساجد, ففي كثير من المساجد يقوم بعض أصحاب الأصوات غير المقبولة بالأذان وقد يخطئ البعض منهم في الأذان, وبالتالي فهذا المشروع ايجابي جدا, لأننا دائما ننادي بالتوحيد في المؤسسة الدينية, كما ننادي مثلا بتوحيد موضوع خطبة الجمعة, وتوضح أنه لا يوجد دليل من القرآن أو السنة يمنع توحيد الأذان في المساجد, لأن الرسول عندما أقر بشرعية الأذان, ربط ذلك بالراحة النفسية, فكان يقول صلي الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال. رأي معارض علي الجانب الأخر رفض بعض العلماء فكرة الأذان الموحد وقال الدكتور عبد الفتاح إدريس, أستاذ الفقه بجامعة الأزهر, إنه لا غضاضة في تنوع أصوات المؤذنين في المساجد, كما أن المشكلات التي تعانيها المساجد ليست وقفا علي الآذان, والذين يترددون علي المساجد ما زالوا يبحثون عن داعية أو مدرس يربط دعوته بواقع الناس, فلا يجدون هذا الداعية, أليس الأجدي من فكرة الأذان الموحد بتكلفته الباهظة وعدم جدواه, أن تعني الأوقاف بتحسين أداء الدعاة, وتثقيفهم بواقع الحياة التي يعيشها الناس في المجتمع, وكيفية إيجاد الحلول لها, يضاف إلي هذا أن توحيد الأذان يلغي سنة سنها رسول الله صلي الله عليه وسلم, حيث كان يعقد مسابقة بين من يجيدون الأذان, ويختار منهم أحسنهم صوتا وأعلاهم طبقة في صوته, وهذا يدلل علي أن هذا السباق كان يتم لاختيار أفضل المؤذنين, وتوحيد الأذان فيه إبطال لهذه السنة.