رغم عدم تطبيق مشروع الاذان الموحد حتي الآن بشكل رسمي من قبل وزارة الاوقاف الا ان هناك بعض المساجد المنفردة قامت باستخدام صوت أذان مسجل أو الصادر من الإذاعة لبعض مشاهير القراء والتي تكون أغلبها في الزوايا الصغيرة خاصة التي لا يتم فيها تعيين مؤذنين.. الأمر الذي أكدت وزارة الوقاف عدم علمها به إلا انها رحبت بالفكرة.. بينما لاقي الأمر خلافا بين علماء الأزهر. فعن موقف وزارة الأوقاف يوضح الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد أن وزارة الاوقاف مازالت في طور دراسة مشروع الاذان الموحد المسجل ولم تعط اي تعليمات سواء لمساجد او زوايا لإذاعة الاذان مسجل بدليل انها حالات قليلة جداً ومتفرقة. ويفسر عبدالعظيم الأمر بأنه ربما يكون المسجد او الزاوية لا يوجد به من يقوم بإقامة الاذان فيلجأ للإذاعة او تسجيل وهو ليس فيه اعتراض من الأوقاف فقد يكون ذلك علي سبيل الحرص ان يقام الأذان بصوت حسن وجيد بدلاً من العشوائية التي أصبحت تسيطر علي تلك الزوايا الصغيرة، التي أظهرت في أحيان كثيرة تأدية الأذان بأصوات منفرة، لذلك فلا يوجد مانع من إقامة الأذان مسجل سواء من الاذاعة او من تسجيل بشرط صحته وحسن الصوت. ويتفق د.مبروك عطية الاستاذ بجامعة الأزهر مع فكرة إذاعة الآذان المسجل، مؤكداً أنه لا يجد عائق شرعي فيها، ويؤكد أنها تجربة حضارية يجب تعميمها علي مساجد الجمهورية التي لا تجد رقابة علي مؤذنيها، مشيرا إلي أن تلك الفكرة أفضل من سماع الاصوات الرديئة، وهي ترفع الأذان، وأحياناً يصل الامر الي حد قيام الاطفال بذلك، حيث يلجأ المسجد لاي شخص موجود وقتها لرفع الاذان، وقد يصل الأمر إلي حد المجاملات فيتعازمون علي اكبرهم سناً من باب التوقير وهو ما يسمي ب«فوضي الاذان». ويضيف ان تعميم فكرة الأذان المسجل لحين تطبيق الأذان الموحد أمر مطلوب علي ان تبدأ بالمساجد الكبري مثل مسجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والحسين وغيرها من المساجد التي تمثل واجهة حضارية بإعتبارها مزارات سياحية تعبر عن التراث الإسلامي. كما توافق د.إلهام شاهين الاستاذ بجامعة الأزهر علي قيام المساجد بإذاعة الاذان مسجل سواء من الإذاعة او من شريط كاسيت لأحد الاصوات الشهيرة والتي تتميز بجودة الصوت وطريقة تجويد الآذان، موضحة أن الأذان المسجل أفضل بكثير من أن يقوم اي شخص بأداء الاذان خاصة من المساجد التي تخلو من وجود شخص مخصوص تم تعيينه من وزارة الاوقاف للقيام بهذه المهمة. وتقترح د.إلهام ضرورة أن يكون استخدام الأذان المسجل بمعرفة وزارة الاوقاف حتي لايتم فتح باب لأي شخص غير مؤهل لتسجيل صوته وإذاعته، بحيث يتم عقد اختبارات من الاوقاف لانتقاء أحسن الاصوات او الاستعانة بأصوات الشيوخ القدامي الكبار لإذاعة الاذان في المساجد أسوة بإذاعته في التليفزيون. آراء مخالفة ويختلف د.طه حبيشي الاستاذ بجامعة الازهر مع الاراء السابقة موضحاً ان الأذان الحي له روحه وفعاليته عن الأذان المسجل والذي يدل علي عدم اهتمام بالاذان والاستسهال فيه وهو امر ضروري جدا، ويقترح حبيشي تنمية جيل من الشباب قادرين علي إقامة الاذان بشكل سليم من حيث مخارج الالفاظ والتجويد، معتبرا أن ذلك يدخل في اختصاصات وزارة الاوقاف التي تقوم بتعيين مؤذنين، بحيث لا يعين مؤذن إلا إذا توفر فيه صفتان أولها حلاوة الصوت وسلامة التجويد والثانية الالتزام بالتواجد بالمسجد قبل وقت الاذان حتي يقوموا بعملهم المعينين من أجله من الأوقاف. ويشدد الدكتور حبيشي أنه علي الاوقاف مراقبة تواجد مؤذنيها في مساجدهم و القيام بأعمالهم و علي المواطنين التبليغ عن أي مخالفة لذلك الامر في المساجد. كذلك اعترض علي الامر محمد المحمدي وكيل مديرية الاوقاف بالجيزة موضحاً انه لا يجوز استخدام الأذان المسجل لأنه ليس أذاناً حقيقياً، وإنما هو صوت مخزون، والأذان عبادة لابد فيها من عمل ونية؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوي»، وعليه فلا بد من الأذان عند دخول الوقت في المكان الذي يصلي فيه.